ابن الدولة يكتب: الردع أول خطوات مواجهة الإرهاب.. مواجهة الإرهاب تحتاج إلى توظيف فعلى للتكنولوجيا فى الكشف والتنقيب وأيضا فى المراقبة والمتابعة.. ولا مانع من أن يتم توظيف القمر الصناعى

نقلا عن اليومى

منذ أن ظهرت التنظيمات الإرهابية فى السبعينيات والثمانينيات، كانت مواجهة الإرهاب تتراوح بين الحديث عن حلول أمنية فقط أو حلول يتعلق بتصحيح الخطاب الدينى لمواجهة الفكر الضال والخاطئ. وقد أصبح الإرهاب اليوم مهددا للأمن القومى واستقرار الدولة.
هناك من يرى الحل فى تصفية القيادات الإرهابية، ومن يرى أن تمتد المواجهة إلى الخطاب الدينى والمؤسسات الدينية كالأزهر والأوقاف والمساجد. والبعض يرى التوسع فى الحلول الأمنية والمعلوماتية وإعادة جهاز أمن الدولة، مع تطوير عمل الأجهزة المعلوماتية التى يفترض أن تقدم تصورات وخرائط للتحركات والتمويل والقيادات الحقيقة، وفى حال أن توصلت أجهزة المعلومات إلى خرائط التمويل والتخطيط يمكن أن تكون باقى تفاصيل المواجهة مع الإرهاب متاحة وميسرة وممكنة.
وحسب ما يطرحه المختصون والخبراء فإن مواجهة الإرهاب تحتاج إلى توظيف فعلى للتكنولوجيا، فى الكشف والتنقيب وأيضا فى المراقبة والمتابعة، ولا مانع من أن يتم توظيف القمر الصناعى، مثلما تفعل الدول المتقدمة فى مراقبة حدودها.
وهناك تساؤلات عن السبب فى عدم استخدام الأقمار الصناعية فى مراقبة الحدود ومتابعة التجمعات الإرهابية أو عمليات تجميع الإرهابيين. ونفس الأمر يتعلق باستعمال الإنترنت ومتابعة الحسابات التى تنقل الرسائل والتعليمات بين القيادات والتنظيمات الإرهابية التى تستخدم وسائل التواصل فى نقل ونشر التعليمات، وأيضا الحرب النفسية التى تتضمن أفلاما وصور مزورة، وأيضا يوظفونه فى تجنيد الكوادر الجديدة. ومن المهم أن تكون هناك أجهزة لمتابعة عمليات التنظيمات الإرهابية وأنشطتها على شبكات التواصل، وهى عملية ليست سهلة وتحتاج إلى تكنولوجيا وخبرات عالية، وهناك دول بالفعل نجحت إلى حد كبير فى متابعة الحسابات الإرهابية، ومنها الولايات المتحدة، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر عندما اكتشفت أن الإرهابيين يستخدمون الإنترنت فى نقل الشفرات والتعليمات.
وبعد هذا تأتى دور المؤسسات الفكرية والتربوية التى يفترض أن يكون لها دور فى مواجهة الإرهاب أو التطرف والأفكار المتطرفة التى تجد طريقها للمراهقين والشباب، وهو ما يحتاج إلى تنسيق وتكاتف من أجهزة الدولة، مع ضرورة الفصل بين الحريات العامة والخاصة وبين فرض رقابة على الأنشطة الإرهابية والمتطرفة والتى تتشعب داخل مؤسسات تربوية ودينية وإعلامية، وبالتالى فإن المواجهة تتم من خلال الفكر وإبعاد كل من يتورط فى أنشطة إرهابية من العمل فى الأنشطة والخدمات التى تتعلق بالنشء والمراهقين. وفى نفس السياق يأتى دور الفنون والإعلام والثقافة فى مواجهة هذه الأفكار المتطرفة.
ويبقى أن تكون كل هذه الحلول فى طريق واحد، من دون التخلى عن الحل الأمنى الذى يتعلق بمتابعة ومراقبة عمليات التمويل والتخطيط.
هناك بالفعل تجارب لدول معاصرة نجحت إلى حد كبير فى اتباع سياسات أمنية واضحة تقوم على تدمير الخصم وتصفية القادة والمخططين، والردع هو الذى يقنع العدو بالتراجع. وربما يكون ما جرى فى سيناء الأربعاء الماضى وسحق الإرهابيين بهذا الشكل نموذجا لو تكرر بشكل حاسم سوف تعرف التنظيمات الإرهابية أنها غير قادرة على المواجهة وتستسلم.

موضوعات متعلقة

- ابن الدولة يكتب: رسائل وجود السيسى فى سيناء.. التأكيد على الأمن والاستقرار وتضافر كل الجهود بين المؤسسات المختلفة لحماية الوطن.. ورفع الروح المعنوية للجنود الأبطال

- ابن الدولة يكتب: من يمول الإرهاب وحربه القذرة ضدنا؟.. هناك مؤشرات على دور قطر وتركيا وجهات مجاورة تقدم الدعم اللوجستى والملاجئ الآمنة للإرهابيين.. وسيأتى يوم لإعلان حجم ما تحمَّله جيشنا للمواجهة

- ابن الدولة يكتب: كيف نكسب الحرب ضد الإرهاب وضد المتربصين والكاذبين؟.. مساندة قوات الجيش والدولة وقت الحرب أمر لا يحتمل الهزار أو اللعب أو العبث