رعب الدولة الكردية يصيب أردوغان.. تركيا تستخدم حجة "داعش" لضرب معسكرات الأكراد بعد صفقة قاعدة "إنجرليك" العسكرية مع الولايات المتحدة.. والعمال الكردستانى يصعد هجماته ضد قوات الشرطة التركية

السبت، 01 أغسطس 2015 09:01 ص
رعب الدولة الكردية يصيب أردوغان.. تركيا تستخدم حجة "داعش" لضرب معسكرات الأكراد بعد صفقة قاعدة "إنجرليك" العسكرية مع الولايات المتحدة.. والعمال الكردستانى يصعد هجماته ضد قوات الشرطة التركية الرئيس التركى رجب طيب أردوغان
كتبت - إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غارات جوية أوهمت بها تركيا العالم أنها تدك معاقل تنظيم داعش الذى يتمدد فى العراق وسوريا، بعد أن ظلت صامتة أمام تقدم هذا التنظيم، ولم تنخرط فى قوات التحالف الدولى المناهض له، لأن ذلك يتعارض مع المصالح التركية، واتخذت من مقاتلى «داعش» وسيلة لتحقيق هدف أكبر، ورغم إعلانها أن الغارات جوية التى تشنها تستهدف مواقع «داعش»، فإنها ضربت مخيمات لناشطى حزب العمال الكردستانى فى شمال العراق.

وتزامنًا مع الغارات نفذت الحكومة التركية حملات اعتقال ضد الناشطين الأكراد، خاصة بعد تبنى حزب العمال قتل شرطيين تركيين عثر على جثتيهما قرب الحدود السورية، ردًا منه على هجوم انتحارى دموى وقع 20 يوليو فى مدينة «سوروتش» التركية، واستهدف ناشطين يساريين مؤيدين للقضية الكردية، واتهم المسؤولون الأتراك تنظيم داعش بالوقوف خلف التفجير الذى أوقع 32 قتيلاً، وقيل إن تركيا التى دبرت هذا التفجير.

محاولة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لضرب الأكراد أدت إلى خرق اتفاق الهدنة بين أنقرة ومسلحى حزب العمال الكردستانى التى وقعت عام 2013، ويبدو أن الهجمات التى تستهدف مسلحى حزب العمال الكردستانى تفسر تخوف أنقرة من التفكير فى قيام دولة كردية مستقلة على حدودها، وليس الهدف منها «منطقة خالية من داعش» حسبما أعلن وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو، إذ اتخذ أردوغان من الحرب على «داعش» والمنظمات المتطرفة التى تقاتل فى سوريا المدعومة من نظامه ذريعة لشن غارات على الأكراد، وبررت تركيا للأمم المتحدة استهداف الأكراد مشيرة إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التى تعطى الدول بشكل منفرد أو بشكل جماعى حق الدفاع عن النفس فى مواجهة الهجمات المسلحة.

صفقة سرية بين أنقرة وواشنطن على حساب الأكراد


قبيل الضربة مباشرة سمح أردوغان للمرة الأولى لقوات التحالف الدولى المناهض لـ«داعش» بقيادة واشنطن، والذى لم يشارك فيه لاعتباره يتعارض مع مصالح تركيا، باستخدام العديد من القواعد الجوية التركية، لا سيما قاعدة «إنجرليك» العسكرية لشن غارات على معاقل «داعش» فى العراق وسوريا، مقابل غض طرف الولايات المتحدة عن توجيه تركيا ضربة للأكراد على الحدود التركية مع العراق وسوريا، وما يفسر ذلك هو تعليق واشنطن على الضربات التركية للأكراد، حيث قال أليستر باكسى، المتحدث باسم البيت الأبيض: «إن لتركيا الحق فى الدفاع عن نفسها ضد هجمات المتمردين الأكراد»، وذلك بعد أن أعلن وزير الدفاع الأمريكى آشتون كارتر فى الشهر نفسه أن عمليات القصف الأمريكية فى الأيام الأخيرة على الرقة، معقل تنظيم «داعش» بسوريا، تهدف إلى دعم تقدم القوات الكردية التى تقف أمام تقدم التنظيم الإرهابى، وما يؤكد ذلك هو تغيير لهجة واشنطن أمام حزب العمال الكردستانى، حيث وصف مسؤول بالبيت الأبيض حزب العمال الكردستانى بـ«الإرهابى»، مدينًا الهجمات التى شنها الحزب على القوات التركية، وهو موقف يختلف تمامًا مع الموقف الذى اتخذته واشنطن من دعمها قضية الأكراد، وتسليحها مقاتلى البيشمركة للتصدى لـ«داعش» فى العراق.

والأكراد هم من السكان الأصليين الأقدم فى منطقة غرب آسيا، وموطنهم الأصلى كان الإمبراطورية العثمانية، لكن بحلول نهاية الحرب العالمية الأولى، كانت تركيا قد انهزمت وتقاسم المنتصرون الكثير من أراضى الإمبراطورية العثمانية، ووضع الحلفاء الغربيون المنتصرون تصورًا لدولة كردية فى معاهدة «سيفر» عام 1920، إلا أن هذه الآمال تحطمت بعد ثلاث سنوات، إثر توقيع معاهدة «لوزان» التى وضعت الحدود الحالية لدولة تركيا بشكل لا يسمح بوجود دولة كردية، وانتهى الحال بالأكراد كأقليات تعيش فى جنوب شرق تركيا، وشمال غرب إيران، وشمال شرق سوريا، وشمال العراق، وعلى مدار السنوات الثمانين التى تلت سحقت أى محاولة كردية لتأسيس دولة مستقلة.

ويسكن الأكراد المنطقة الجبلية الممتدة على حدود تركيا، والعراق، وسوريا، وإيران، وأرمينيا، ويتراوح عددهم بين 20 و30 مليونًا، ويعدون رابع أكبر مجموعة عرقية فى الشرق الأوسط، لكن لم تكن لهم أبدًا دولة مستقلة، وفى العقود الأخيرة زاد تأثير الأكراد فى التطورات الإقليمية، إذ قاتلوا من أجل الحكم الذاتى فى تركيا، ولعبوا دورًا مهمًا فى الصراعات فى العراق وسوريا.

واليوم يشكلون مجموعة متميزة، يجمعها العرق والثقافة واللغة، رغم عدم وجود لهجة موحدة، كما أنهم ينتمون لمجموعة مختلفة من العقائد والديانات، وإن كان أكثرهم يصنفون كمسلمين سنة.

أكراد جنوب شرق تركيا


يمثل الأكراد حوالى 15 أو %20 من سكان تركيا، وعاشوا صراعًا متأصلًا مع الدولة التركية، بعد أن وضع أتاتورك مبادئ عامة جعل فيها القومية التركية القومية السائدة فى تركيا، وعاملت السلطات التركية الأكراد معاملة قاسية، ونتيجة لحركات التمرد التى قامت فى عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضى، أعيد توطين الكثير من الأكراد، ومنع الكثير من الأسماء والأزياء الكردية، كما حظر استخدام اللغة الكردية، وأنكر وجود الهوية العرقية الكردية.

أكراد سوريا


يمثل الأكراد ما بين 7 و10 % من تعداد السوريين، ويعيش معظمهم فى دمشق وحلب، وفى ثلاث مناطق متفرقة حول عين العرب، وبلدة أفرين، وبلدة قامشلى.

وتعرض الأكراد السوريون للكثير من القمع والحرمان من الحقوق الأساسية، ولم يمنح حوالى 300 ألف من الأكراد الجنسية السورية منذ ستينيات القرن الماضى، وتمت مصادرة الأراضى الكردية وأعيد توزيعها على العرب فى محاولة «لتعريب» المناطق الكردية، كما حاولت الدولة الحد من مطالب الأكراد بالمزيد من الاستقلال عن طريق قمع المتظاهرين، واعتقال الزعماء السياسيين.

أكراد العراق


يمثل الأكراد فى العراق حوالى 15 أو 20% من السكان العراقيين، وتاريخيًا كان للأكراد العراقيين امتيازات مدنية مقارنة بالأكراد المقيمين فى الدول المجاورة، إلا أنهم تعرضوا لقمع شديد.
وثار الأكراد فى شمال العراق ضد الحكم البريطانى فى فترة الانتداب، لكنهم قمعوا، وفى عام 1946 أسس الملا مصطفى بارزانى الحزب الديمقراطى الكردستانى كوسيلة سياسية للنضال من أجل الاستقلال فى إقليم كردستان العراق.

وبعد ثورة عام 1958 اعترف الدستور الجديد بالقومية الكردية، لكن الحكومة المركزية رفضت خطة بارزانى للحكم الذاتى، فأعلن حزبه القتال المسلح عام 1961، وفى عام 1970 عرضت الحكومة اتفاقًا على الأكراد بإنهاء القتال ومنحهم منطقة حكم ذاتى، لكن الاتفاق انهار واستؤنف القتال عام 1974، وبعد عام انقسم الحزب الديمقراطى الكردستانى، وأسس السياسى المعروف جلال طالبانى الاتحاد الوطنى الكردستانى.

وفى نهايات سبعينيات القرن الماضى بدأت حكومة حزب البعث توطين عرب فى بعض المناطق لتغيير التركيبة السكانية، خاصة حول مدينة كركوك الغنية بالنفط، كما قامت بإعادة توطين الأكراد فى بعض المناطق قسرًا، وتوسعت الحكومة العراقية فى تنفيذ هذه السياسة فى ثمانينيات القرن الماضى خلال حرب العراق وإيران، إذ دعم الأكراد إيران، وفى عام 1988 أطلق صدام حسين حملة انتقامية ضد الأكراد، من بينها الهجوم بالغازات السامة على حلبجة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة