نيكولاس ريفز، أستاذ المصريات بجامعة أريزونا الأميركية، استند، إلى صور أشعة بالغة الدقة ومسح "ديجيتال" دقيق لجدران غرفة دفن توت عنغ أمون التى اكتشفها مواطنه هوارد كارتر قبل 93 سنة، ولاحظ وجود "طيفى" لغرفتى دفن قام بعزلهما بناة القبر نفسه، وأحدهما يؤدى برأيه إلى غرفة "محتويات" ضيقة. أما الثاني، فإذا تأكد حدس الدكتور ريفز بشأنه، فقد يعثر على ما سماه أهم اكتشاف فرعونى، وهو غرفة دفن نفرتيني، حسبما ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية بعددها أمس.
ويقول الدكتور ريفز إن غرفة الدفن "لا تخص توت عنغ أمون وحده، بل تحوى فى جوفها جثمان والدته، الملكة نفرتيتي" وهو ما ذكره فى دراسة نشرها فى موقع أكاديمى تعليمي، وملخص ما يشرحه الدكتور ريفز أن الموت المفاجئ للملك الشاب توت "أحدث ارتباكاً فى القصر الملكى الفرعوني، لأن القيّمين فيه على إعداد المقابر الملكية، ممن لم يتوقعوا وفاته المبكرة، لم يبنوا مقبرة تليق به سلفاً، ولأن التقاليد تفرض تنظيم جنازة للملك بعد 70 يوماً فقط على وفاته، لذلك وقعوا بمأزق" وجدوا حله ببحث الكهنة عن مقبرة فى "وادى الملوك" الشهير، فعثروا هناك على واحدة صالحة إلى حد ما، وسبق أن تم تصميمها بديكور متواضع لشخص نبيل، أقل رتبة من ملك، فاختاروها له كيفما كان.
نقلوا إليها "توت" محنط الجثمان داخل تابوت بديع الصنع وقناع بتغطية ذهبية، مع أغراض يحتاجها فى العالم الآخر، وكانت له فى دورة حياته اليومية على الأرض، كأسرّة وعربات ذهبية وقناع وأدوات للحلاقة وبعض الملابس الداخلية، وأغلقوا عليه غرفة الدفن، مرفقة بتعويذة نابشى القبور من اللصوص من سرقة القبر الذى طواه النسيان قروناً، إلى أن عثر عليه البريطانى هوارد كارتر فى 1922 واعتبروه، وما زالوا، أهم اكتشاف أثرى.
لكن البروفسور ريفز يملك الآن، فيما لو صح حدسه اكتشافاً أهم بكثير، وهو وجود رفات أو مومياء نفرتيتى فى جوف المقبرة التى تفحصتها شركة "فاكتوم آرت" الإسبانية بالمسح الضوئي، ومن الصور لاحظ ريفز فى الجدار الشمالى للمقبرة خطاً عمودياً يقع يسار مركز حجرة دفن توت، يقابله آخر يمينها، فاستدل بأن بناتها جعلوها قسمين منفصلين، أحدهما عثر فيه كارتر على مومياء توت عنغ أمون، فيما بقى الآخر مجهولاً له ولسواه، برغم أنه أمضى الوقت الكثير يتفحص المكان، وفى ذلك القسم يعتقد ريفز أنهم وضعوا جثمان نفرتيتي، معززاً اعتقاده بسبب مهم.
السبب أن الرسومات التى تغطى جدران المقبرة متشابهة تقريباً، إلا التى فى جدارها الشمالى فقط، وهو ما أكده المسح الضوئي، حيث ظهرت إضافة اللون الأصفر للجدار بعد رسم الأشكال المعبرة عن رحلة الملك إلى عالم الأموات، بينما تم إضافته قبل الرسم فى الجدران الجنوبية، الشرقية والغربية، وهو تمويه استخدموه لخداع اللصوص وحجب المكان السرى الآخر.
يذكر ريفيز أيضاً أن 80% مما تم العثور عليه فى مقبرة توت عنغ أمون "لا تعود إليه، بل للملكة نفرتيتي، زوجة أخناتون، المغضوب عليه من كهنة أحبطوا ثورته الدينية وجاؤوا بابنه إلى العرش، مشترطين بحسب ما طالعت عنه "العربية.نت" فى موقع "ويكيبيديا" المعلوماتي، أن يلغى عبادة إله التوحيد أتون ويربط اسمه بإلههم آمون، فسمى نفسه توت عنغ آمون، ثم قضى "ربما قتيلاً" وبالكاد كان عمره 20 سنة.
كما أن الرسومات الجدارية التى تُشبه الملكة نفرتيتي، خصوصاً أخاديد ممتدة فى زاوية فم الصور، المفترض أنها تُمثل الملك، نجدها وقد استخدمت لتمثيل نفرتيتي، والذى يعنى اسمها "الجميلة أتت" فيما كان المصريون القدماء يطلقون عليها اسم "سيدة الأرضين" فى إشارة إلى العالم كله.
ولا تكمن أهمية نفرتيتى فى أنها كانت جميلة وساحرة الملامح، طبقاً لما تبدو فى تمثال شهير لوجهها وعنقها تم نحته فى العام 1345 قبل الميلاد، بحسب فحوصات أجريت عليه وموجود حالياً فى متحف Neues ببرلين، بل لأنها زوجة أخناتون الذى قد يؤدى اكتشاف مدفنها إلى معلومات أكثر بشأنه كصاحب ثورة دينية قالت بإله واحد قبل آلاف السنين، إلى درجة أن بعض المؤرخين والباحثين والعلماء، ومنهم النفسانى اليهودى الشهير سيغموند فرويد، يعتقدون بأنه كان نبياً، وربما هو النبى موسى نفسه.
موضوعات متعلقة..
مجلس الوزراء يخصص 6 مليون جنيه لصيانة أجهزة الإنذار بالمناطق الأثرية