المشاهد الإنسانية فى حياة "آخر الرجال المحترمين".. نور الشريف

الأربعاء، 12 أغسطس 2015 11:22 م
المشاهد الإنسانية فى حياة "آخر الرجال المحترمين".. نور الشريف آخر الرجال المحترمين".. نور الشريف
كتب العباس السكرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على نغمات الناى الحزين يقول حسن الزمار: «بسافر بسافر، بهاجر بهاجر، إمتى هتلقى المحطة وترسى يا حاير؟، مر السؤال ع اللى مالوش ع السكة آخر، من مصغرى لمكبرى مسافر، بغوى مشاوير الهوى والدنيا، والقطر واخدك فين؟ القطر واخدنى بلا محطة، وآه يابا على، لا دار ولا مرسى ولا صبية، وأدينى ماشى فى رحلة الشقا والرزق والترحال، كأنى سؤال»، هذه كلمات عبدالرحيم منصور، وأنات النجم المبدع الراحل نور الشريف التى أطلقها بحثا عن الإنسانية فى فيلمه «الزمار» مع العبقرى عاطف الطيب.. نور الشريف ذلك النجم الإنسان الذى يعد واحدا من أهم وأكبر النجوم الذين حملوا قضية العروبة والحرية على أكتافهم، وأثرى الدراما العربية السينمائية والتليفزيونية بتجارب مهمة فى تاريخها.
طوال حياته لم تتخل عنه إنسانيته، فهو ابن «السيدة زينب» يعشق البساطة والكلاسيكية فى كل شىء حتى «الملابس»، سواء إن كانت للرجال أو النساء يفضلها دائما أن تكون وقورة، يحب «لمة العيلة» ويفرح بها كالطفل الصغير، وربما يعود هذا إلى نشأته الصعبة إذ توفى والده وهو لم يكمل عامه الأول، وقضى سنوات عمره الأولى فى منزل عمه بشارع «قدرى» فى السيدة زينب، فى هذا الوقت كان يبحث فى كل مكان عن صور فوتوغرافية لوالده ليعرف من خلالها شكله وملامحه.

وكما كان فى صغره ظل هكذا فى شبابه إنسانا ورجلا بمعنى الكلمة.. لم يتغير نور بعد أن صار نجما وأصبح اسمه يملأ السمع والبصر فى العالم العربى، نور الإنسان الذى لم يتردد ذات مرة فى أن يحمل أحد العاملين البسطاء إلى مستشفى الهرم، عندما تعرض لبتر أحد أصابعه أثناء ممارسة عمله بآلة المنشار الكهربائى، وقت تصوير فيلمه «العاشقان» مع زوجته النجمة بوسى، وقتها أصر نور أن يحمله فى سيارته ويذهب به إلى المستشفى لدفع تكاليف العلاج، ولم يكتف بهذا بل منح هذا العامل راحة من العمل إلى أن يبرأ ويشفى من التعب، كما حرص على أن يرسل له راتبه الذى كان يتقاضاه يوميا، هذا هو نور الشريف الإنسان الذى ما إن كان يدخل «لوكيشن التصوير» حتى يلتف الجميع حوله وهم يرددون «نورت يا أستاذ». يحكى مدير الإنتاج المخضرم حسن درويش الذى كان دائما يرافق نجمنا الراحل عن إنسانيته قائلا: «فى كل عام كان نور يكلّف أحد أصدقائه فى نقابة «المهن السينمائية» بعمل كشف يضم أسماء «السينمائيين» الذين هم فى حاجة إلى الأموال خصوصا فى شهر رمضان، ويقوم بإرسال ظرف يحتوى على مبلغ من المال لهم دون أن يعلم أحد، كما كان يضع سنويا مبلغا كبيرا فى صندوق المعاشات بنقابة الممثلين المصرية لتحسين الأحوال»، ويضيف: «عندما علم ذات مرة أن زوجة مدير إنتاج كان يعمل معه فى أحد أفلامه مريضة بـ«النقرس» صمم أن يعالجها على نفقته الشخصية إلى أن تم شفاؤها، كما ظل يدفع راتبا شهريا لأحد المنتجين الفنيين عندما توقف عن العمل فى أيامه الأخيرة، وعقب وفاته لم يترك زوجته وكان يرسل لها إعانة مادية، هذا بجانب «العزومات» التى كان يقيمها لجميع العاملين سواء فنانون ومديرو الإنتاج وعمال الإضاءة والديكور، أثناء تصوير أعماله». كلمة السر فى حياته كانت تتمثل فى «عواطف» شقيقته التى تقطن بمدينة الإسكندرية.. دائما ما كان يتردد عليها وتأتى هى لزيارته، يحكى لها عن طفولته وشوارع السيدة ومقاهيها وأصدقائه الذين لا يزالون يسألون عنه، كان نور يميل للحديث عن الماضى مع شقيقته، حيث ذكريات الصبا والأشياء الجميلة.

نور الإنسان الذى دائما ما كان يرفض القسوة والعنف فى كل صوره، وعمل على تربية ابنتيه «سارة» و«مى» بالحنان والحب، سيبقى حبيب الجمهور المصرى والعربى دائما.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة