مصطفى شعبان ومحمد رياض ومنى زكى وآيتن عامر.. نجوم قدمهم "الأستاذ"

الخميس، 13 أغسطس 2015 08:13 ص
مصطفى شعبان ومحمد رياض ومنى زكى وآيتن عامر.. نجوم قدمهم "الأستاذ" نور الشريف
كتب جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قليلون جدًا هم الفنانون الذين يُطلق عليهم لقب (أستاذ) حصل عليها فى السينما المخرج الكبير يوسف شاهين، وفى المسرح يطلقها المسرحيون على المخرج الكبير جلال الشرقاوى، وفى الكتابة يطلقها أغلب كتاب السيناريو على الكاتب الكبير وحيد حامد، والفنان نور الشريف هو آخر الرجال المحترمين الذين يستحقون لقب (الأستاذ) .

نور الشريف النجم الراحل أستاذ بالفعل، درّس مادة التمثيل والإخراج لفترة طويلة فى المعهد العالى للفنون المسرحية بعد تخرجه بتفوق، ولكنه لم يستمر كأستاذ بالمعهد لشعوره أن التدريس الأكاديمى سيعرقل مسيرته كفنان لكن أستاذيته لم تنقطع فى تعليم كل من يشاركه فى عمل سينمائى أو مسرحى أو تليفزيونى ولم يبخل بإرشاداته وخبرته على أى فنان يجد فيه الموهبة.

فالنجم الكبير نور الشريف هو الأستاذ بالنسبة لأجيال كثيرة متعاقبة من شباب الفنانين ومن أدائه السهل الممتنع تعلم الكثير من الفنانين الشباب الذين اكتشفهم وقدمهم للساحة الفنية وبعدها تألقوا وصاروا نجوما كبار وجميعهم يعتبرونه (المدرسة العظيمة) التى تعلموا منها والأمثلة كثيرة فنور الشريف هو الذى منح النجم مصطفى شعبان دور البطولة معه فى مسلسل (الحاج متولى)، وهو من قدم الفنان أحمد زاهر فى مسلسل (الرجل الآخر)، وهو من منح الفنان محمد رياض دور ابنه فى مسلسل (لن أعيش فى جلباب أبى)، وقدم الفنانة منى زكى فى بطولة عمل مسرحى على المسرح القومى (يا مسافر وحدك)، وفى مسلسل الدالى بأجزائه قدم الكثير من الوجوه الجديدة منهم الفنان أحمد صفوت والفنانة دينا فؤاد، وكذلك آيتن عامر التى منحها دورًا مميزًا فى مسلسله (حضرة المتهم أبى).

عبقرية نور الشريف وأستاذيته كانت تكمن فى درجة التقمص التمثيلى التى ترتفع إلى درجة التوحد، حيث قدم تاريخا طويلا حافلا بأفلام صارت قمما فى قائمة الأفلام الجادة التى أنتجتها السينما المصرية ومن أهم محطات نور الشريف الفنية أفلامه مع المخرج عاطف الطيب فى ويعد "سواق الأتوبيس" من الأفلام المهمة فى مسيرة كل من اشترك به.

وعلاقة نور الشريف بعاطف الطيب ليست علاقة مخرج بممثل لكنها توأمة فنية وإبداعية من نوع خاص كان قوامها الأساسى التفاهم والتناغم الفكرى والثقافى والهم الواحد.

أستاذية نور الشريف ليست فقط فى خبرته التى نقلها لأجيال كثيرة ولكنها تكمن أيضا فى أعماله واختياراته لما سيقدمه فقد ناقش كممثل العديد من القضايا التى يصعب مناقشتها، فهو صاحب مدرسة فنية مميزة ولديه كاريزما أهّلته للقيام بالكثير من الأدوار التى يصعب على فنان غيره القيام بها وبعض أدواره نال بسببها وابلاً من موجات الغضب والنقد وحملات الهجوم الشرس مثلما حدث عندما قدم فيلم (ناجى العلى).

وفى فيلمه (كتيبة الإعدام) قدم تيمة الانتقام بمنحى قومى وفى فيلم (قلب الليل) قدم نور الشريف البعد الفلسفى لرواية نجيب محفوظ بمنتهى الحرفية وتناول الشريف فى فيلم (دماء على الأسفلت) مشكلة التفكك الأسرى غير المُبرر وناقوس المخدرات والتغيرات الجذرية التى طرأت على مجتمع الطبقة الوسطى أكثر شرائح المجتمع تماسكًا وصلابة. ويأتى فيلم (ليلة ساخنة) ليقدم من خلاله نور الشريف صرخة مدوية فى وجه القاهرة وما تحمله بين طياتها من ظلم وقهر وفقر وفساد وغلب فقد استطاع الفيلم من خلال ليلة واحدة فقط هى ليلة رأس السنة رصد تلك المفارقات التى تحتضنها القاهرة ولا يراها من لم يحتك بالكثير منها احتكاكا قويا ومباشرا وحقيقيا، ومفارقة هذا الفيلم فى قيام نور الشريف بدور سائق أيضا كما فى فيلمه (سواق الأتوبيس) مع عاطف الطيب، ولكن وبالرغم من ذلك فسائق (سواق الأتوبيس) يختلف تماما عن سائق (ليلة ساخنة) بما لكل منهما من معطيات وظروف.













مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة