وصف عميد الصحافة البحرينية الكاتب الصحفى، أنور عبدالرحمن، رئيس تحرير جريدة أخبار الخليج بمملكة البحرين، الرئيس عبدالفتاح السيسى بأنه رجل دولة من الدرجة الأولى، وقال إن السياسى يفكر فى مصلحة حزبه ووجوده فقط، أما رجل الدولة فيفكر فى مصلحة الدولة فقط، وهو ما يقوم به الرئيس السيسى حاليا، فيما لفت إلى أن القوى المتحركة فى المنطقة كانت تتمثل فى مصر وسوريا والعراق «ولكن الآن لا توجد سوريا ولا العراق»، مشددا على أن مصر فقط هى القادرة على الوقوف على قدميها.
وقال عبدالرحمن فى ندوة بمقر جريدة «اليوم السابع»: «مصر مش أول مرة تمر بمحنة، ومصر عاصرت محنا كثيرة، ولكنها كل مرة تعود أكثر قوة من الأول»، لافتاً إلى أن إسرائيل لم تتمكن من أن تبقى على احتلالها لشبر واحد من أراضى المصريين، ولكنها نجحت فى ذلك الجولان ولبنان وفلسطين، فيما رأى رئيس تحرير جريدة «أخبار الخليج» أن المشكلة الكبرى التى تواجه الأمة العربية هى إيران، مضيفا أن هذه الفترة الزمنية بدون شك ليست فترة العرب أو عصر العرب، على الرغم من توافر الإمكانيات والقوة بين أيديهم، «ولكن الإرادة الحقيقية ليست موجودة»، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن «الإرادة من جانب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، وشجاعة الرئيس السيسى، يضربان آمال وأحلام السياسة الإيرانية، ويبدآن نقطة تحول للأمة العربية»، وتابع «هى معركة فقط وليست الحرب».
وبشأن غياب الديمقراطية فى عدد من البلدان العربية، قال عبدالرحمن: أتمنى أن تترك الدول العربية السياسيين وتختار حكومات تكنوقراط، فمن يحكمون الآن ليسوا سياسيين، ولكنهم رجال دولة، والوقت لا يسمح لمناقشات سياسية، فالسياسى يفكر بأسلوب ورجل الدولة يفكر بأسلوب آخر، فيما أكد أن هناك مسؤولية كبيرة على الإعلام العربى فى الفترة الحالية للنهوض بأمته من جديد، مضيفا: يجب أن نلتزم بالوطنية العربية فى مواجهة التحديات، ففى الدول الغربية وخلال الأزمات الكبرى تلغى كل الحريات الفكرية باسم الالتزام الوطنى، ولا يستطيع أى صحفى أو صحفية أن يتخطى الخط الأحمر، ونحن لا نريد أن نلتزم بغير الوطنية العربية، سواء فى الإقليم المصرى أو البحرينى أو الخليجى، معبرا عن الأسف لكون أمتنا العربية لا تمتلك محطة فضائية واحدة قادرة على المنافسة العالمية غير فضائية واحدة، مشيرا إلى أن هذه الفضائية هى الجزيرة وقال: نحن لا نريدها، لأنها تنشر الأكاذيب والفوضى فى البلاد.
ورأى أن هناك تقصيرا من جانب الإعلام للنهوض بالأمة، قائلا: ما مدى التزامنا بالخبر وما ينشر وما يضر الدولة وما ينفعها، فالأمانة الصحفية لا تعنى بالضرورة الإضرار بمصالح الدولة، ويجب إعطاء الأولوية للالتزام الوطنى، فالفترة الحالية فى الوطن العربى تحتاج للالتزام الوطنى للخروج بالأمة من عنق الزجاجة.
وحذر رئيس تحرير «أخبار الخليج» من أن «الأمة العربية تواجه اختراقا لها وخاصة من المحطات الغربية»، وقال: إن أكبر عدو لها هو محطة الـBBC، التى أسست فى 1920 كمحطة راديو، وبعد عشر سنوات اكتشف البريطانيون أنها أكبر سلاح إعلامى يستطيعون استغلاله فى عز الإمبراطورية البريطانية، وفى عام 1932 بدأ بثها بلغات غير الإنجليزية، وأصبحت إدارتها المباشرة تحت الـ mi5 أو الشعبة الخامسة للاستخبارات العسكرية البريطانية، وهو ما يعنى عدم تعيين أى شخص فى الـBBC إلا بموافقة الاستخبارات البريطانية على توظيفه، خاصة فى المراكز القيادية مثل المشرفين ورؤساء مجلس الإدارة، مضيفاً: إذن نحن نتعامل مع مؤسسة استخباراتية، وليست شاشة إعلامية تنتهج الحرية.
وأكد عميد الصحافة البحرينية، أن محطة الـBBC، هى السلاح الخفيف الذى تستخدمه بريطانيا لتحول مجرى الأمور فى صالحها، لافتا إلى أنه فى عام 1953، قامت الحكومة الإيرانية بقيادة الدكتور محمد مصدق، بتأميم شركات النفط الإيرانية، لتبدأ بريطانيا فى التخطيط لقلب نظام الحكم فى إيران، مستغلة سفارتها فى طهران، وبعض عملائها العسكريين الإيرانيين وأيضا المدنيين، وفى يوم 19 أغسطس بدأ التحرك فى الجيش العسكرى، بقيادة الأخوين المتآمرين رشيدان حبيب الله، وهم من أكبر رجال المال فى إيران، ولكنهما ترددا فى البداية خوفا من السقوط فطلبا من السفارة البريطانية تأكيدات بأن بريطانيا تقف بجانبهما، وهو ما أكدت عليه السفارة، حتى نجحت بريطانيا فى إسقاط حكومة الدكتور مصدق، بعد إشاعة الفوضى فى البلاد لتزيد المطالب بعزله.
وواصل رئيس تحرير «أخبار الخليج»: أن وزير الخارجية البريطانية السابق «سلوين لويد»، قال فى مذكراته، عندما أمم الرئيس المصرى الراحل جمال عبدالناصر قناة السويس فى يوم 26 يوليو 1956، أكدت على الضباط الكبار أننا لن نستخدم حاملات الطائرات لضرب مصر، ولكننا سنستخدم السلاح الخفيف لضربها عن طريق الـBBC، وذلك عن طريق تشويه صورة الرئيس جمال عبدالناصر وتشويه صورة مصر، وحقوقها فى القناة، واعتبر عبدالرحمن أن هذا يؤكد أن محطة الـBBC أخطر محطة إعلامية ضد الأمة العربية بأكملها.
وعن إيران وأطماعها التوسعية فى منطقة الشرق الأوسط، قال الكاتب الصحفى أنور عبدالرحمن، إن الأطماع الإيرانية بدأت منذ 550 عاما قبل الميلاد، مؤكدا فى الوقت نفسه أن التجربة الإيرانية لتحقيق أهدافها تجربة دقيقة جداً ومتقدمة جداً ومنظمة للغاية وتعمل بأسلوب علمى، لافتا إلى أن «حزب الله» ليس بجديد، وأول حركة لحزب الله كان اسمها «هانك جويدان» باللغة الفارسية أو «الفرقة الخالدة» وهذه الفرقة لا تموت ولا تستسلم، ثم حركة الإسماعيلية وهى بداية «استشياع» إيران، ولكنها فشلت فبرزت الدولة الصفوية، وفى عام 1550 عندما وصل الملك الشاه عباس رابع ملك صفوى للسلطة، تواصلت بريطانيا معه عن طريق الأخوين أنطوى وربرت شيرلى لتسليح الدولة الصفوية بأسلحة المدفعية، فى سبيل محاربة الدولة العثمانية التى كانت تهدد أوروبا، لتحويل المعركة من حدود أوروبا لصراع بين حدود تركيا وإيران باستخدام سياسة «فرق تسد»، لافتا إلى أن هذا هو نفس المنهج الذى ينتهجه الغرب حاليا فى الدول العربية عن طريق التنظيمات المختلفة المنتشرة فى المنطقة.
وأوضح عبدالرحمن، أن الشاه عباس أراد صناعة الطقوس بحيث تدخل العقول، على الرغم من أنه فى السنة المحمدية ليست هناك طقوس، ولكنهم جاءوا بالطقوس من فرنسا، فاستمدوا من الثقافة المسيحية التى تعتمد على قانون «الأب والابن وروح القدس»، ليحولها فى الرسالة الإمامية الجديدة لتبقى «الله، محمد، وعلى»، واستمدوا أيضا من المسيحية «المسيح والحواريين 12»، لتصبح «محمد و12 إمام» وحولوا «آلام المسيح» لـ«آلام الحسين» أى نسخة طبق الأصل، وكان هدفهم كيفية تأسيس ثقافة جديدة تدخل عقل الإنسان، وكان للأخوين أنطوى وربرت شيرلى دور كبير فى ذلك، وقال الشاه عباس إنه بهذه الصورة تستطيع أن تحافظ على دولتك، وتصبح أقوى رجل فى المنطقة، فإيران حاليا نجحت أن تصبح دولة نووية أو على وشك، ونجحت فى إرغام الدول الغربية للتفاوض، وأن تجعلها ترضخ للموافقة على شروطها.
وختم أنور عبدالرحمن حديثه، قائلا: مشكلتنا فى بعض الدول العربية أن الدين هو دستور الدولة، ولكن يجب فصل الدين عن الدولة، فالأديان تفصل بين المواطنين، لكن بعض الدول لا تفعل ذلك.
عميد الصحافة البحرينية: السيسى رجل دولة من الدرجة الأولى.. أنور عبدالرحمن فى ندوة بـ«اليوم السابع»: لسنا فى عصر العرب.. وإيران أكبر مشكلة تواجه الأمة.. والجزيرة تنشر الأكاذيب وتنشر الفوضى فى البلاد
السبت، 22 أغسطس 2015 02:27 م
جانب من الندوة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة