الكارثة الأكبر أن الكثير من الشباب يعتقد أن الحشيش غير ضار وأنه أخف المواد المخدرة ضررًا، وهو اعتقاد خاطئ بلا شك، فعلى الرغم من أن هذا المخدر قد يكون أخف ضررًا من الهيروين والكوكايين، ولكنه فى الوقت نفسه يتسبب فى الكثير من الأضرار الصحية القاتلة على المدى البعيد والقريب، حيث أثبتت الأبحاث الطبية أنه يرفع فرص الإصابة بالأزمات القلبية وخاصةً بين الشباب والمراهقين، ويزيد خطر حدوث الجلطات والسكتة الدماغية.
كما يتسبب الحشيش فى الكثير من الأضرار مثل رفع فرص الإصابة بالشيزوفرينيا والذهان، وضعف الذاكرة، وخلل وظائف الإدراك بصفة عامة، وكذلك يرفع من فرص الإصابة بسرطان الخصية وإضعاف فرص الإنجاب.
وفى هذا السياق، حذرت الدكتورة هالة حماد استشارى الطب النفسى للأطفال والمراهقين والعلاج الأسرى، من الأضرار الصحية الناجمة عن تعاطى الحشيش وخاصةً فى مرحلة المراهقة، حيث أكدت أنه يتسبب فى رفع فرص الإصابة بالفصام العقلى والذهان "mania" حسب دراسة أسترالية حديثة، وهو يتسبب فى الإصابة بالأمراض النفسية، وقد يحتاج بعض مدمنيه أحيانًا لجلسات الكهرباء لعلاج عدم استجابتهم للعلاج التقليدى.
متى يبدأ تدخين الحشيش؟
وأوضحت هالة أن مخدر الحشيش غالبًا ما يتم عرضه فى بادئ الأمر على المراهقين فى المدارس الإعدادية والثانوية والجامعات والنوادى وصالات الجيم ومحلات البلاى ستيشن، مشددة على ضرورة أن يتعلم المراهقون والشباب قوة الرفض وقول لا "Say NO"، ورفض تعاطى الحشيش منذ أول وهلة يتم عرضه عليهم، وهنا تظهر الحاجة للدور التوعوى المنوط به المدرسين وأولياء الأمور، ويجب عليهم أن يوصوا الشباب برفض هذه المخدرات بقوة وعدم قبول التجربة حتى لا يدخلوا فى دائرة الإدمان.
وكما يجب على المراهقين أن يفطنوا أن من يعرض عليهم تعاطى الحشيش من أصدقائهم غالبًا ما يكون تاجرًا، ويبيع المخدرات بسعر مضاعف للحصول على مكسب كبير ويستخدم هذه الأموال فى شراء "الكيف" لنفسه.
ومن النصائح الهامة أيضًا للشباب: تفادى جلسات الحشيش والبعد عنها تمامًا لأنه سيتم استقطابك لتعاطيه مهما صممت على موقفك برفضه، لأن المدمن يريد أن يصبح جميع أفراد شلته مدمنين مثله تمامًا.
وكما أوصت د.هالة المراهقين بضرورة ملء وقت فراغهم بممارسة الأنشطة واكتشاف أنفسهم وممارسة الهوايات المختلفة مثل الرياضة والقراءة، وكما نصحت بضرورة البدء فى العمل منذ عمر الخامسة عشر، كما يحدث فى إنجلترا، حيث تقوم المؤسسات هناك بتعليم الطلاب فى هذا العمر الصغير كيفية كتابة السيرة الذاتية والكثير من متطلبات الوظائف، وذلك لجعلهم يستثمرون وقت فراغهم ويبنون شخصيتهم وثقتهم بأنفسهم.
ماذا يفعل من وقع فى أسر الحشيش؟
وقدمت استشارى الطب النفسى للأطفال والمراهقين والعلاج الأسرى العديد من النصائح للذين وقعوا بالفعل فى فخ إدمان الحشيش، ومنها:
1.يجب أن يتخذ الشباب أنفسهم قرار التوقف عن تعاطى الحشيش، حتى يستمروا ويثبتوا على ذلك، وعليهم إدراك أنه بالفعل يغيب العقل بدرجة ما ويسبب الإدمان والتعود النفسى.
2.يجب على الشباب تغيير أصدقائهم الذين يتعاطون الحشيش لأنهم لن يتوقفوا عن ذلك ما دامت علاقتهم مستمرة.
3.يجب أن يبتعد المراهق عن الأماكن التى تذكره بالحشيش والتى كان يتعاطاه فيها سابقاً حتى إذا كان لا يجلس مع أصدقائه المدمنين لأنه مرتبط نفسياً بهذا المكان وقد يضعف ويعيد الكرة مرة أخرى.
4.يجب أن يبحث المراهق والشاب عن تحقيق ذاته، ويملأ وقت فراغه بالهوايات والأنشطة المختلفة لأن غالبية من يدخنون الحشيش يشعرون بالزهق والممل، وكما يجب أن يبدأ المراهقون العمل منذ فترة المراهقة، كما هو الحال فى إنجلترا.
5.إذا فشلت عزيزى الشاب فى التخلص من هذه العادة الضارة منفرداً، فيجب أن تلجأ إلى أهلك والمتخصصين فى الطب النفسى كى يساعدوك وتتخلص من براثنها.
6.الأهل يجب ألا يمنحوا أبناءهم وخصوصاً فى مرحلة المراهقة قدراً كبيراً من الأموال، ويجب أن يراقبوا الأموال التى يحصلون عليها وما هى المنافذ التى ينفقونها فيها.
ما هى العلامات التى تدل على دخول الشاب فى دائرة تعاطى الحشيش؟
- اختفاء أشياء ثمينة من البيت لأنه سيستخدم ثمنها فى شراء المخدرات
- حدوث اختلاف وتغيير فى شخصية المراهق، حيث يصبح أكثر عنفاً وعصبية ويميل إلى العزلة.
- تدهور فى الأداء الدراسى للمراهق.
- وجود ورق فويل داخل غرفته أو أى أغراض غريبة، وأيضاً انبعاث روائح غريبة من الغرفة.
- يبتعد الشاب عن أصدقائه القدامى ويميل إلى ملازمة مجموعة من لا يغيرها من الأصدقاء.
نصائح هامة قبل سقوط الشباب فى شباك الإدمان
وفى السياق ذاته، أوصت سهام حسن، الأخصائية النفسية بمجموعة من النصائح الهامة للوقاية من خطر الإدمان، لافتة ً أنه يجب التحذير منذ بداية مرحلة المراهقة، ويجب التنبيه على أن السجائر هى البوابة لتعاطى المخدرات والحشيش.
وكما نصحت بأن تقوم العلاقة بين الأبوين وأبنائهم على أساس الحب والصداقة حتى يصارحوهم بما يحدث خارج المنزل وحتى يمكن إنقاذ الموقف قبل الوقوع فى فخ الإدمان.
وللجانب الدينى دور هام، حيث يجب إبلاغهم أن الله وهبنا الصحة كى نتمتع بها ونحافظ عليها وليس لإهمالها وتخريبها؛ وكما أن الله سوف يسألنا يوم القيامة عن صحتنا، هل قمنا بالحفاظ عليها أم استغللناها أسوأ استغلال، وكما يجب أن يكون الأب والأم قدوة لأبنائهم حتى يحاكوا تصرفاتهم القويمة.
كيف نتعامل مع من وقع فى فخ الإدمان؟
وفيما يتعلق بالشباب والمراهقين الذين وقعوا فى فخ الإدمان، فأوصت الأخصائية النفسية بضرورة مد يد العون إلى أبنائنا كى لا ننفرهم فى الحياة، وكى لا يشعرون أنه ليس هناك أمل فيهم ولا فى علاجهم، فهم يحتاجون منا إلى التشجيع وتقوية الإرادة والعزيمة.
وكما يجب على الأبوين أن يجدوا الدافع الذى سيحفز ابنهم للإقلاع عن إدمان المخدرات، بالإضافة إلى تعليمهم كيفية وضع الأهداف فى حياتهم والسعى نحو تحقيقها، بالإضافة إلى تشجيعهم على مزاولة الرياضة واستثمار وقت فراغهم بأشياء مفيدة.
وأضافت سهام أنه يجب إصلاح البيئة التى يعيش فيها الشخص والقضاء على المشاكل المحيطة به، مثل التفكك الأسرى والرسوب فى المدرسة أو الجامعة وعدم الثقة فى النفس، وهى كلها مشاكل سلبية تساهم فى زيادة فرص إدمان المخدرات.