«سى السيد».. من السيد أحمد عبد الجواد لتامر حسنى.. يا قلبى احزن
السيد أحمد عبد الجواد «سى السيد» لم تكن هذه الشخصية بعيدة عن واقع «أديب نوبل» إنما استقاها من شخصية حقيقية لتاجر كان يعيش إلى جواره ويتعامل مع أسرته بقسوة مفرطة، ونقلها إلى روايته بعد أن نسج خياله ملامحها التى تحولت من لحم ودم إلى رمز أدبى ومثال واقعى لشخصيات متناقضة تحرم ما تحلله لنفسها مازالت تعيش وسطنا حتى الآن، ويكفى أن المطرب الشاب تامر حسنى أكد فى واحدة من آخر أغنياته على نفس المعنى قائلا: «آه أنا سى السيد.. مش عاجبك كلامى امشى».
«محجوب عبد الدايم» غيّر المعنى الحقيقى لقرون الاستشعار
من منا لم يصادف شخصية المتسلق المنافق الذى فى أتم استعداد دائما ليتنازل عن أى شىء فى مقابل تحقيق أهدافه متخذا من مقولة «الغاية تبرر الوسيلة» مبدأ له، فلم تقتصر الشخصية على القاهرة 30 وحسب، إنما امتدت عبر السنوات حتى وصلت إلى القاهرة 2015، والمفاجأة هنا أنها شخصية حقيقية مستنبطة من الواقع، ويعتبر مشهد الفنان «حمدى أحمد» فى فيلم القاهرة 30 ووقوفه أمام خلفية بها قرنين كان أساس لتلقيب القواد «بصاحب القرون» حتى الآن.
كمال عبد الجواد ونجيب محفوظ وجهان لعملة شباب الثورة
اتفق كثير من النقاد أن هذه الشخصية «كمال عبد الجواد» فى الثلاثية هى الأقرب لشخصية الأديب ذاته، وما يؤكد ذلك أن كلاهما من مواليد شهر ديسمبر، أيضا تشابه تجاربهما فى الحب والشك والانتماء لسعد زغلول، وروح الثورة والانتفاضة على الظلم فضلا عن تشجيع نادى الزمالك وغيرها من الملامح المشتركة التى أقر بها «محفوظ نفسه» فى كتاب «نجيب محفوظ يتذكر» قائلا: كمال عبد الجواد يحمل كثيرا من تجاربى وآلامى وهمومى واهتماماتى، كما أنه رمز « للثورجية» وشباب التظاهرات المتطلعين للتغيير.
وهى «حميدة» فى زقاق المدق إيه غير «صافى سليم» فى أهل كايرو؟!
حميدة الفتاة التى يمكنك أن تقابلها فى كل زمن «اللعوب» التى تعرف هدفها المختصر فى استغلال جمالها وأنوثتها للإيقاع بالرجال للخروج من الزقاق والارتقاء بحالتها المادية والاجتماعية وتبيع أعز ما تملك لتشترى السراب، فقبل أن تصل إلى تحقيق حلمها بخطوات تقتل وتسدل الستار، وكأننا نسرد تفاصيل شخصية «صافى سليم» فى مسلسل «أهل كايرو» وغيرها من الشخصيات التى تجسد شريحة كبيرة من فتيات لا يدركن الطريق الصحيح لتحقيق طموحهن.
«أنيس» فى ثرثرة فوق النيل .. يثبت أن الثقافة كلام ما حرّكش البلد قدام
لا يمكن أن ننسى شخصية أنيس زكى» فى «ثرثرة فوق النيل» ذلك البطل الذى يدور حديثه دائما داخل نفسه، الذى اختار الصمت والبعد عن الواقع بعد أن هزمته ظروف مجتمعه وأطاحت به خارج الواقع، وجعله الأديب مدرسا للتاريخ ليجسد من خلاله شخصية المثقف العاجز عن التغيير، لتكون من الشخصيات الخالدة فى تاريخ التغيرات السياسية داخل المجتمع المصرى حتى الآن بداية من ثورة 52 وحتى ثورة المثقفين التى لم تحقق أهدافها بعد.
«كمال فى السراب» المصدر الأول لمصطلح «ابن أمه»
هنا أيضا الشخصية واقعية نقلها «محفوظ» بكل صفاتها النفسية المتشابكة، لتجسد الشاب الذى يتسبب تعلقه المرضى بأمه لمشكلة نفسية تطورت لتتحول إلى عجز جنسى، واستقاها الأديب من شخصية كان على صله بها واعتمد على كونه بعيدا تماما عن قراءة الروايات، لكن عندما أخبره أحد أصدقائه عن الرواية فأخذ مسدسه وذهب ليطلق النار على محفوظ، مما دفع الأديب إلى الاختفاء لحين عودة الهدوء للبطل الحقيقى.
«زهرة» ميرامار.. مصر المضغوطة من ثورة 52 لـ25 يناير.. رايح جاى
فى ميرامار كانت شخصية «زهرة» رمزا لمصر فجسد محفوظ من خلال الشخصيات المحيطة بها مخاوفه على الوطن بعد ثورة 52، من خلال أحداث الرواية التى تدور حول مجىء الفتاة الريفية إلى الإسكندرية وتعرضها لنماذج مختلفة من البشر، وإذا أمعنا النظر فى تلك الحبكة نجدها تجسد حال مصر والضغط الذى تعرضت له مع كل تطور سياسى تمر به البلاد، ولم تقتصر أحداثها على ما بعد 52 فقط إنما يمكن تطبيقها أيضا على ثورة 25 يناير.
- لماذا لم يتم تجسيد حياة ..«أديب نوبل» فى عمل درامى كبير؟..بشير الديك: على الدولة أن تهتم.. وطارق الشناوى: الشركات الخاصة هى الحل.. وخالد الصاوى يصلح لتجسيده
- الذكرى التاسعة لرحيل أديب نوبل.. من «اللص والكلاب» إلى «عبده موتة».. أين ذهب «زمن الإجرام الجميل»؟ .. سعيد مهران متألماً فى رائعة «نجيب».. وعبده موته يتفاخر بجريمته