واستعرض الطيب والوفد الإماراتى خلال اللقاء تطورات المشاريع التى تنفذها دولة الإمارات لصالح الأزهر فى مختلف المجالات، وتشمل إقامة 4 مبانٍ لإسكان طالبات جامعة الأزهر على مساحة 5 آلاف و500 متر، ومكتبة متطورة تكنولوجيًّا لربط الأزهر إلكترونيًّا بالعالم على مساحة 14 ألف متر مربع بمدينة البعوث، إضافة إلى إنشاء معهد الشعبة الإسلامية الذى يتسع لـ1500 طالب بالتجمع الأول بالقاهرة الجديدة.
وأشاد الإمام الأكبر بمواقف دولة الإمارات الداعمة والمساندة لمصر، مؤكدًا أن هذه المواقف النبيلة والخالدة لدولة الإمارات مع مصر سوف يسجلها التاريخ بحروف من نور؛ لأنها تعكس موقفًا راسخًا للقيادة الرشيدة فى دولة الإمارات بتقديم كل ما يصبُّ فى خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وهو الدور الريادى الذى أرسى قواعده المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - والذى يسير على دربه أبناؤه الكرام - حفظهم الله ووفقهم لخدمة الإسلام والمسلمين.
وأضاف الطيب "ليس غريباً على أبناء حكيم العرب أن يسيروا على دربه فى دعم الأزهر ورسالته بمختلف المستويات، خصوصًا أنهم يقدّرون دوره بحسبانه منارةً للعلم وللعالم الإسلامى وحصنًا منيعًا فى مواجهة الفكر المتطرف"، مشيرًا إلى أن دعم الإمارات للأزهر الشريف يتمركز على تقديم الخدمات التى تستهدف مختلف شرائح المجتمع المصرى، خصوصًا ما يتعلق منها بالتعليم ورعاية الطلاب، وربط الأزهر ومؤسساته بالعالم عبر أحدث مكتبة متطورة تكنولوجيًّا، بما يسهم فى تحسين الخدمات المقدمة للطلاب والمواطنين، فضلًا عن دعم الإمارات لكافة جهود الأزهر فى نشر ثقافة السِّلم فى كافة المجتمعات.
وأثنى الإمام الأكبر على قيام دولة الإمارات بإصدار قانون مكافحة التمييز والكراهية، لافتًا إلى أن هذا القانون أظهر بوضوح وعى دولة الإمارات وإيمانها بثقافة التسامح والسلام والبناء، ورفض التمييز والكراهية والتشدد والعنف، وتَرجمَ إيمانًا راسخًا باستمرار دولة الإمارات فى مدِّ جسور التعاون مع الجميع والعمل من أجل القضاء على خطاب الكراهية والتطرف، وتوضيح الدور السلبى للأفكار الهدامة ومواجهة أصحاب النظرة القاصرة الذين يغذّون الإرهاب ويبثّون سموم التفرقة والكراهية، مؤكداً أن تجريم التكفير هو خطوة جادَّة نحو ضبط الفتوى وإغلاق منابع التطرف.
من جانبه قال الدكتور سلطان الجابر "إن توجيهات القيادة فى دولة الإمارات تُركِّز على دعم المؤسسات الأكاديمية والاجتماعية الفاعلة فى المجتمع المصرى، وجهود الأزهر فى هذا المجال غنيَّةٌ عن التعريف، حيث يقوم بالعديد من المهمات النبيلة فى نشر الثقافة والوعى والعِلم ضمن مختلف التخصصات من خلال مؤسساته وهيئاته المختلفة، فضلاً عن جهود شيوخه وعلمائه ومبعوثيه وقوافله التى يسيِّرها فى داخل مصر وخارجها؛ لتسليط الضوء على القيم الإنسانية السمحة التى يحض عليها الإسلام"، موضحًا أن الأزهر الشريف هو حصن الإسلام وملاذ المسلمين ومنارة الاعتدال والتسامح، وهو سدٌّ منيعٌ فى مواجهة الأفكار المتطرفة والمتشددة، ويسرنا التعاون مع هذه المؤسسة العالمية العريقة فى كافة المجالات التى تصب فى صالح الإنسان والمجتمع.
وأكد "الجابر" أن دولة الإمارات تؤمن بثقافة البِناء والعمل بطاقةٍ إيجابية، وأنها تتشارك فى هذه القيم مع الأزهر الذى يُعنى عناية فائقة بإرساء قيم السلام والوئام بين كافة الأمم والشعوب، ونشر ثقافة التعايش مع الآخر، لافتًا إلى أن المشاريع التى يجرى تنفيذها لصالح الأزهر تركز على تقديم خدمات فعلية للإنسان البسيط.
وتم خلال الزيارة توقيع الاتفاق التنفيذى بشأن المشاريع التى تقوم حكومة الإمارات بتمويلها والإشراف على تنفيذها لصالح الأزهر الشريف، وقام الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بتوقيع الاتفاق عن الأزهر الشريف، فيما وقعه عن الجانب الإماراتى، الدكتور سلطان أحمد الجابر، والذى تضمن قيام حكومة الإمارات من خلال المكتب التنسيقى للمشاريع التنموية الإماراتية بمصر، بالإشراف على تنفيذ عدد من المشاريع الخاصة بالأزهر، فى إطار تعاون دولة الإمارات مع المؤسسة العلمية الإسلامية الأكبر فى العالم الإسلامى والفاعلة فى خدمة جميع شرائح المجتمع المصرى.
