انتقد مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء، حلم إقامة الدولة أو دولة الخلافة المزعومة الذى يراود التنظيمات الإرهابية على كل مشاربها، وأنها فى سبيل تحقيق هذا الحلم لا تعبأ بمشروعية الوسائل، فتختلق لأجل ذلك الصراعات والاضطرابات لتحدث ما يسمى بخلخلة الدول.
أضاف المرصد فى العدد الثالث من نشرة "إرهابيون"، التى يصدرها والذى جاء تحت عنوان "الثور الهائج وحلم الدولة.. صراعات واضطرابات" أن تلك التنظيمات تحاول من خلال أجهزتها الإعلامية المختلفة - التى جندت لها الكفاءات من كل أنحاء العالم- أن تثبت للعالم أنها أصبحت دولة بالشكل المتعارف عليه، وأن لها من الموارد ما يضمن لها الاستمرارية والتوسع، لأنها تختلف عن تلك الدول التى حرمتها الحدود من أن تصبح كيانًا واحدًا قويًّا، فأضحت عرضة للسقوط، وهذا ما برهنت عليه من خلال سيطرتها على أجزاء كبيرة من بعض الدول.
وبيَن المرصد أن تلك التنظيمات دأبت على بث رسائل مفادها أن من يعيشون تحت مظلتنا ينعمون بالأمن والعدل ورغد العيش، فأخذت تسيطر بسهولة على المناطق وتنزع يد الدولة عنها وتصبغها بصبغتها، لضم الموالين لها وتتخلص من الرافضين بأحكام وقوانين صنعتها لنفسها، وبذلك يزيد عدد الداعمين لها، مستغلة غياب الدولة فى هذه المناطق وحاجة الناس إلى العيش الكريم.
وكشفت المرصد زيف تلك الادعاءات، وكذب هذه التنظيمات التى ترى فى القتل حلًا لأى شىء، فالمقابر الجماعية أضحت وسيلتهم الإرهابية للخلاص ليس من أعدائهم من العسكريين والمدنيين الأبرياء فحسب بل ومن أعضاء هذه التنظيمات نفسها.. فهى حيلة جديدة لهم لإخفاء جرائمهم فى حق البشرية.
تابع مرصد الإفتاء أن الإرهابيين فى السابق كانوا يتخذون من المظلومية شعارًا لهم، ويظهرون فى موقف الضعيف الباحث عن الخلافة الإسلامية، ودائمًا ما يتلقون الضربات من الأنظمة الظالمة، لكن تلك المقابر كشفت زيف هذا الادِّعاء، وبينت حجم المأساة الإنسانية التى يرتكبونها فى حق الشعوب.
وأوضح المرصد أن تلك التنظيمات لا تفرق بين مدنى وعسكرى، فمعيار النجاة عندهم هو التوبة وأن تتبرأ من الأنظمة والقوانين الوضعية، حتى من نظم التعليم، والاحتكام لشرع الله، متوعدة من يعود إلى ما كان عليه فى السابق أو يعارض بالقتل دون رحمة، وقد أكدت التقارير الرصدية ارتفاع حالات القتل التى أثبتتها تلك المقابر الجماعة المكتشفة حاليًّا.
وطالب بضرورة رصد أحداث القتل والتمثيل بالجثث والمقابر الجماعية وتوثيقها وتقديمها للمجتمع الدولى بصورة دورية، بالإضافة إلى إدانة الدول التى تدعم الإرهاب بصورة أو بأخرى، ليتضح للعالم الوجه القبيح لهذا الإرهاب الأسود.
وبيَّن المرصد أن الدليل على خبث دعوة هذه التنظيمات الإرهابية الصورة الذهنية التى تخلفها وراءها عند سكان المناطق التى ابتُليت بها، وصور الخراب المادى المتمثلة فى المقابر والقتل الجماعى والخراب الذى لحق كل شىء، ليكشف عن عقلية احترفت الهدم وناصبت البناء والتنمية العداء، فلا سبيل لها فى بناءٍ أُسِّس من أول يوم على باطل.
وانتقد المرصد القوانين المطاطة التى تصدرها التنظيمات لتبرير اجرامها مثل خيانة المسلمين- ليكون عقاب كل من يخرج عنها القتل وليس شيئًا سواه، مبينا أنه نتيجة لهذه القوانين الجائرة فقد تم توثيق ما يقرب من أربعة آلاف حالة إعدام من قبل تنظيم داعش فقط فى العام الماضى تنوعت بين الرمى بالرصاص، أو النحر أو فصل الرؤوس عن الأجساد أو الرجم أو الرمى من شاهق أو الحرق، لكن هذا لا يهم فى سبيل إقامة وهمهم المزعوم.
كما انتقد المرصد نظرة تلك التنظيمات للنساء فى دولتهم على أنهن سبايا وأسرى حرب، مصيرهن الإهداء لأعضاء التنظيم كمكافآت وغنائم حرب، أو عرضهن للبيع مقابل مبالغ مالية زهيدة، لا يمنعهم من سبى النساء انتماؤهن أو ديانتهن سنة كانوا أو شيعة أو حتى كانوا غير مسلمين.
مرصد الفتاوى ينتقد حلم التنظيمات الإرهابية لإقامة دولة الخلافة المزعومة
الأربعاء، 05 أغسطس 2015 12:05 م
دار الإفتاء المصرية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حبلظ
تتتار جديد
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق الجارحي
حان وقت الخلافه ولكن!؟
عدد الردود 0
بواسطة:
.
مرصد الافتاء مثل باسم يوسف ينقد ولايعطي الحل الامثل