بعد حرق "على الدوابشة"

إنها حرب إبادة.. متى تعترف إسرائيل بالمحرقة؟!

الأربعاء، 05 أغسطس 2015 10:00 م
إنها حرب إبادة..  متى تعترف إسرائيل بالمحرقة؟! فلسطين
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى فبراير عام 2013، نشر جندى إسرائيلى صورة على موقع إنستجرام لعدسة بندقيته الموجهة لرأس صبى فلسطينى صغير، هذه الصورة تفسر ما حدث العام الماضى عندما أحرق المستوطنون الصهاينة الشاب محمد أبو خضير حيا، ويفسر أيضا ما حدث بالأمس القريب بحرق الرضيع "على الدوابشة" البالغ من العمر عاما ونصف العام، والذى لقى مصرعه نتيجة إصابته بجروح خطيرة بعد هجوم شنه عدد من المستوطنين على منزل عائلته، بالزجاجات الحارقة، ومواد سريعة الاشتعال فى قرية دوما جنوب نابلس، ويشرح من قبل إصرارهم على مقتل "محمد الدرة".


محمد الدرة، إيمان حجو، إيمان الهمص، هدى غالية، محمد أبو خضير على الدوابشة وغيرهم الكثير كلهم صورة ما من "حنظلة" الرمز الدائم للقضية الفلسطينية الذى يكتسب كل يوم بعدا جديدا من لحم ودم، وذلك بعد إحراق الرضيع "على سعد دوابشة" والذى يمثل حلقة من سلسلة طويلة من الشهداء الفلسطينين على أيدى مستوطنين.
جندى إسرائيلى يصوب على رأس طفل فلسطينى  -اليوم السابع -8 -2015
جندى إسرائيلى يصوب على رأس طفل فلسطينى

فى عام 1999كتبت لوريل هوليداى فى كتابها "أطفال إسرائيل/فلسطين (Children of Israel/Palestine) الصادر عام 1999 أن هناك "شعبين مختلفين عرقيًا"؛ أطفالهم يكبرون وهم يشعرون أن قدرهم هو الدخول فى الصراع .

فى عام 2010، أدين جنديان بجيش الدفاع الإسرائيلى بتهمتى استخدام "السلطة المفرطة" وارتكاب "سلوك شائن" لاستخدامهما طفلاً فلسطينيًا عمره 9 سنوات كدرع بشرى لفتح طرود بريدية اشتبها فى كونها مفخخة أثناء الحرب على قطاع غزة.
الشهيد محمد الخضير -اليوم السابع -8 -2015
الشهيد محمد الخضير

فى عام 2012، أصدرت منظمة كسر الصمت، وهى منظمة أسسها جنود إسرائيليون سابقون وتهدف إلى كشف الانتهاكات المزعوم ارتكابها من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي، كتيبًا يضم تقارير بشهادات مكتوبة قدمها أكثر من 30 جنديًا إسرائيليًا سابقًا، وتوثق هذه التقارير تعرض الأطفال الفلسطينيين للضرب والتخويف والإذلال والإساءة اللفظية والإصابات على يد الجنود الإسرائيليين.
الشهيدة إيمان الهمص -اليوم السابع -8 -2015
الشهيدة إيمان الهمص

وفقًا لتقرير صندوق الأمم المتحدة للطفولة ("اليونيسف") الصادر فى مارس 2013، ألقت إسرائيل القبض على ما يقرب من 7000 طفل فلسطينى خلال العقد المنتهى فى 2013، وهناك 18 طفلاً من بين 27 طفلاً الذين أُلقى القبض عليهم فى الخليل فى مارس 2013 لم تتجاوز أعمارهم 12 عامًا.
ويعتمد التقرير على 400 حالة موثقة منذ عام 2009. ويذكر التقرير أن الأطفال الفلسطينيين الذين يتم اعتقالهم من قبل الجيش الإسرائيلى يتعرضون لسوء معاملة "منتشر ومنظم وممنهج" الأمر الذى يعد انتهاكًا للقانون الدولي.

أوردت منظمة العفو الدولية فى تقريرها عن الحرب على قطاع غزة فى عام 2008 أنها اكتشفت حالات عرض فيها جيش الدفاع الإسرائيلى حياة المدنيين للخطر، بما فى ذلك الأطفال، من خلال استخدامهم كـدروع بشرية.

وناقش التقرير أمثلة مثل "إجبارهم على البقاء داخل أو قرب المنازل التى أحكموا سيطرتهم عليها واستخدموها كمواقع عسكرية، وتم إجبار بعضهم على تنفيذ مهام خطرة مثل تفتيش الممتلكات أو الأشياء المشتبه فى أن تكون مفخخة."

وردت تقارير تفيد بأن المستوطنين البالغين يضايقون ويهاجمون العائلات الفلسطينية وحتى الأطفال. ووفقًا للائتلاف الهادف إلى وقف استغلال الأطفال كجنود عادة ما يستخدم المستوطنون الإسرائيليون الأطفال لمضايقة المدنيين الفلسطينيين بشدة ويتضمن ذلك نهب وسلب المساجد والمتاجر.
كتاب معاناة الطفل الفلسطينى  -اليوم السابع -8 -2015
كتاب معاناة الطفل الفلسطينى

وصدر عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات فى بيروت كتاب "معاناة الطفل الفلسطينى تحت الاحتلال الإسرائيلى" ضمن سلسلة "أولست إنساناً" والتى يسعى المركز من خلالها إلى تقديم صورة متكاملة عن المعاناة التى يتسبب بها الاحتلال الإسرائيلى للشعب الفلسطينى، بأسلوب يخاطب العقل والقلب وفى إطارٍ علمى ومنهجى موثق. والكتاب من إعداد أحمد الحيلة ومريم عيتانى، وتحرير د. محسن صالح وياسر على.

يقع الكتاب فى 102 صفحة من القطع المتوسط، ويبدأ بنبذة عن الأطفال فى المجتمع الفلسطينى، ثم يتناول أبرز حقوق الطفل الفلسطينى وانتهاكاتها: الأطفال الشهداء والجرحى، والأطفال الأسرى والمعتقلون، والوضع الصحى من صحة نفسية وسوء تغذية ووفيات، والوضع الاجتماعى والاقتصادى من فقر وعمالة أطفال، والتعليم.

يتميز الكتاب بأسلوبه السلس، الذى يجمع بين الدقة والمنهجية العلمية وبين الصور والقصص المرافقة والمختارة بعناية، ليشرح بذلك فصول المعاناة التى يعيشها الأطفال الفلسطينيون بسبب الاحتلال الإسرائيلى وممارساته الجائرة بحقهم.

يبدأ الكتاب بأن يحكى عن لقطات مقتل الطفل الفلسطينى محمد الدرة برصاص الاحتلال الإسرائيلى فى غزة "والتى نقلتها كاميرا القناة الثانية الفرنسية" هذه اللقطات أثارت تعاطف العالم مع القضية الفلسطينية وبالتحديد الأطفال الفلسطينيين، فمحمد ابن الثانية عشر عاما لم يكن أول الأطفال الذين يقتلون بوحشية الاحتلال الإسرائيلى، لكنه "محمد" مجرد طفل من مئات الأطفال الفلسطينيين الآخرين قتل وأضيف كرقم واحد إلى الألف وأربعمائة طفل الذين ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف" أنهم استشهدوا منذ انتفاضة الأقصى عام 2000 وحتى أواخر عام 2007 جراء الاعتداءات الإسرائيلية فى الضفة الغربية وقطاع غزة ، 230 من هؤلاء الأطفال كانوا دون الثانية عشر من العمر.

تاريخ إسرائيل فى قتل الأطفال ممتد منذ بداية الوجود الإسرائيلى، إنهم يقتلون الأطفال بقصدية تامة" فقد قتل محمد الدرة بين يدى والده برصاص جيش الاحتلال وقتلت إيمان حجو فى حضن والدتها بقذيفة إسرائيلية، وفى يونيو 2006 ارتكبت اسرائيل 4مجازر فى أسبوعين قتل وجرح فيها عشرات الفلسطينيين، حتى أنه تم استشهاد 9 أفراد من عائلة واحدة كانوا يجلسون حول مائدة الطعام عندما سقط عليهم صاروخ وعلقت إسرائيل: خطأ وسنفتح تحقيقا فى الحادث.
الشهيد على الدوابشة -اليوم السابع -8 -2015
الشهيد على الدوابشة

وكما تظل حكاية محمد الدرة "رمزا" فإن حكاية "إيمان الهمص" ابنة الـ13 عاما، هى أيضا تستحق الوقوف أماما فى 2004 فى مدينة رفح كانت فى طريقها إلى المدرسة، ولما سمعت صوت الرصاص العشوائى ألقت حقيبتها وفرت ناحية بيتها فاصطادها جنود الاحتلال الذين وقفوا على بعد خطوة من جسدها المستكين وأمطروها بـ20 رصاصة وزعم الجنود أنها كانت تحمل حقيبة مفخخة قبل أن يعترفوا بأن الحقيبة كانت خاوية إلا من "كراسات الدرس" وصرح الضابط المتهم بقتلها فى 2004 بأنه غير نادم على قتلها ولو أن الأمور عادت إلى ما قبل مقتلها لما تردد فى قتلها مرة أخرى حتى لو كان عمرها 3سنوات فقط.
الشهيد محمد الدرة -اليوم السابع -8 -2015
الشهيد محمد الدرة

ومن ناحية أخرى لا تنتهى أزمة الأطفال الفلسطينيين عند "القتل" فالتقرير الثالث لحقوق الطفل الفلسطينى فى لبنان يشير إلى أن 53% ممن هم دون سن الخامسة يعانون من مشكلات صحية حادة سببها المخيمات غير الصالحة للحياة البشرية التى يعيشون فيها، وعدد الأطفال المصابين منذ اندلاع انتفاضة الأقصى وحتى 2008 28.822جريحا، فى حين بلغ عدد الإعاقات الناتجة من الإصابات عند الأطفال من قبل الجنود الإسرائيليين حسب بيانات الصحة الفلسطينية منذ بداية انتفاضة الأقصى وحتى 2005 نحو 2.660 حالة إعاقة.


موضوعات متعلقة..


بالصور..العالم ينتفض احتجاجا على حرق إسرائيل للرضيع الفلسطينى"على دوابشة"








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة