نقلا عن العدد اليومى...
حذر مختصون بملف الطلاب المبعوثين للدراسة بجامعة الأزهر الشريف، من خطر محاولة اجتذاب الجماعات الإرهابية لبعض الطلاب الوافدين، وتجنيدهم ضمن صفوفهم، للقيام بأعمال إرهابية، أو حمل أفكارهم لبلادهم حين عودتهم إليها، وذلك فى الوقت الذى تغيب فيه فكرة الرقابة على أغلب هؤلاء الطلاب، حيث لا تملك المؤسسة التى يدرسون بها، وهى الأزهر الشريف، أية قاعدة بيانات محددة عن أماكن وعناوين وهواتف هؤلاء الطلاب فى مصر، وهو ما يجعلهم فريسة للعناصر المتطرفة.
والطلاب المبعوثون هم طلاب العلم الوافدون من شتى بقاع الأرض الذين يشدون الرحال إلى الأزهر الشريف كعبة العلم لينهلوا من علومه، ويتزودوا بالفكر الإسلامى الصحيح، والقيم الإسلامية الصافية النقية من شوائب الغلو والتطرف، ويعودوا إلى بلادهم وأوطانهم علماء يبلغون رسالة الإسلام صافية نقية كما زودهم بها الأزهر الشريف، ويتم استقبال هؤلاء الطلاب على اختلاف جنسياتهم، وتقديم كل الخدمات اللازمة لهم؛ لتقديم أوراقهم وإلحاقهم بالمعاهد الأزهرية وإسكانهم بمدينة البعوث الإسلامية وحل أى مشكلات تواجههم، ومتابعة وتسجيل نتائجهم وتدرجهم الدراسى وغير ذلك بالتنسيق مع مدينة البعوث الإسلامية وجامعة الأزهر وقطاع المعاهد الأزهرية ووزارة الخارجية وسفارات دولهم فى مصر وغيرها من الجهات ذات الصلة.
ويبلغ عدد الطلاب الوافدين الدارسين بالأزهر حوالى 38 ألف طالب من 135 دولة، بعضهم وافد على منح الأزهر الشريف، وبعضهم وافد على منح جهات مانحة أخرى، وبعضهم وافد على حسابه الخاص، والطلاب الوافدون الحاصلون على منح الأزهر حوالى 4 آلاف طالب، بعضهم يقيم بمدينة البعوث الإسلامية وبعضهم يقيم خارجها.
وكشفت مصادر مطلعة أن الجماعات الإرهابية والمتطرفة، تهدف بشكل جدى، لتجنيد أعداد من الطلاب المبعوثين، لاستخدامهم فى أعمال العنف، ونجحت بالفعل فى خداع بعض هؤلاء الطلاب، وبعضهم انضم لـ«داعش» وشارك فى مظاهرات الإخوان، إن لم يشكل ذلك ظاهرة بين الطلاب البالغ عددهم 38 ألف طالب وطالبة أتوا من 135 دولة.
وأوضحت المصادر أن للطلاب المبعوثين دورًا مهمًا، ومصر والأزهر يرحبان بهم لما فى ذلك من أهمية فى نشر الإسلام الوسطى، وتدعيم علاقات القاهرة بالدول الإسلامية والعربية والأفريقية منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث يتقلد العديد منهم مناصب عليا فى دولهم بعد عودتهم من مصر، مشيرة إلى أن وجود محاولات جذب بعضهم للانضمام للجماعات الإرهابية لا يعنى أن هناك نسبة تذكر انضمت لها، وعلى العكس فإن أغلبية الطلاب ينتظمون فى دراستهم، ويتخرجون وهم يحملون فكر الأزهر الوسطى.
وأضافت المصادر، أنه رغم ذلك، استطاعت الأجهزة الأمنية خلال الفترة الأخيرة ضبط عدد من الطلاب الوافدين، انضموا لتنظيم داعش الإرهابى، حيث ألقى القبض على طالبين من قارة آسيا جندهما إخوانى تمهيدا لضمهما لتنظيم الدولة، وهما «على أكبر عبد الله» 23 سنة وافد أزهرى، طاجكستانى الجنسية، وجان شان مقصيدون 23 سنة وافد أزهرى، وتبين أنهما مقيمان بالحى الثامن بمدينة نصر، وحرر محضر بالواقعة رقم 13250 لسنة 2014، وكشفت تحقيقات النيابة التى استمرت نحو ست ساعات أنهما انضما إلى تنظيم داعش الإرهابى من خلال إخوانى مصرى عضو بالتنظيم ذاته، مشيرة إلى أن التنظيم أسند إليهما مهمة محددة بحكم تواجدهما فى مصر، وهى محاولة تجنيد أكبر عدد من الوافدين من الدول الأجنبية للدراسة بالأزهر ليكونوا نواة التنظيم فى مصر.
وفى شهر أكتوبر العام الماضى ألقى أفراد شركة فالكون المكلفون بتأمين أبواب جامعة الأزهر القبض على طالب أفغانى حاول الدخول إلى الحرم الجامعى بكارنيه خاص بالجامعة منذ عام 2011، وعثر بحوزته على كاميرا تصوير بفحصها عثر بداخلها على صور لأسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة السابق، وعدد من الجهاديين ومبلغ مالى كبير، وتم تسليم الطالب إلى الأجهزة الأمنية للتحقيق معه، حيث إنه يحمل «كارنيه» خاصا بجامعة الأزهر ويدرس بها منذ عام 2011.
كما تم رصد 115 طالبا تركيا مقيما خارج مدينة البعوث الإسلامية ويسكنون بحى المقطم بالقرب من مكتب إرشاد جماعة الإخوان الإرهابية، وألقى القبض على العديد من الطلاب من شرق آسيا شاركوا فى اعتصام رابعة لجماعة الإخوان الإرهابية وآخرين، أثناء مشاركتهم فى مظاهرات للجماعة الإرهابية وتم ترحيلهم إلى بلادهم.
وصرحت المصادر أن المخاوف من تجنيد الجماعات الإرهابية لهؤلاء الطلاب، وراءها عدد من الأسباب، منها أن عدد الذين يسكنون مدينة المبعوثين منهم، لا يزيد عن 2500 طالب و330 طالبة، وهم تقريبا نصف الطلاب الحاصلين على منحة الأزهر للدراسة به، بينما يسكن باقى طلاب المنحة وباقى الطلاب الـ38 ألفا والذين يأتون للدراسة بالأزهر على حسابهم الخاص خارج أسوار المدينة، وبالتالى يكونون بعيدًا عن أعين ورقابة إدارة الأزهر.
وأشارت المصادر إلى أن الأزهر الشريف لا يمتلك قاعدة بيانات محددة عن أماكن وعناوين وهواتف هؤلاء الطلاب، الذين يبلغ عددهم تقريبا 35 ألفا، فجميعهم منتشرون فى أنحاء الجمهورية، ما يعنى أن الكثير منهم غير معلوم أين يسكنون وإلى أى مرحلة دراسية وصلوا، ولا مع من يتواصلون، مع الوضع فى الاعتبار المشاكل والأزمات وعدم كفاية الدعم المالى الذى تخصصه الدول لهؤلاء الطلاب لمساعدتهم فى الدراسة، وهو ما يجعل بعضهم يقعون فريسة لابتزاز الجماعات الجهادية مقابل الأموال أو توفير الدعم اللوجوستى.
ولفتت المصادر إلى كارثة أخرى، وهى أن الطالب الوافد عندما يأتى للدراسة فى الأزهر لا يسحب منه جواز سفره ويظل معه، ما يعطيه حرية التنقل وعدم التقيد، وبالتالى فقد يرتكب الوافد جريمة ويهرب خارج البلاد دون أن يمنعه أحد، مؤكدا أن هذا خطأ تغافلت عنه إدارة الوافدين، وكان من المفترض أن تسحب جوازات السفر من الطلاب وتعطيهم تصريح هوية، ولا يتم تسليمهم الجواز إلا أثناء المغادرة.
ورأت المصادر أن عدم سحب جواز السفر ينذر بكارثة أخرى، وهى إمكانية هروب الطلاب الأفارقة الذين يأتون للدراسة بالأزهر على نفقتهم الخاصة إلى إسرائيل، وهى حادثة ليست ببعيدة، وأوضح المصدر أنها حدثت بالفعل!
ومن جانبه اعترف الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية «أن ملف الطلاب الوافدين به العديد من المسائل فى غاية الخطورة، من خلال قدوم بعض الطلاب بشكل أو آخر للدراسة، ونظرا لظروف مادية يتم استقطابهم وبعضهم يأتى للتكسب، وهم فئة قليلة تتعمد إطالة مدة الدراسة، وللأسف الشديد هناك بعض الجهات استغلت هؤلاء الطلاب بطريقة غير إيجابية».
وأكد الأمين العام لمجمع البحوث، فى تصريح لـ«اليوم السابع»، أنهم فى الأزهر يرصدون تلك المسائل، ويتحركون فى الاتجاه الصحيح، «ونحن بصدد إنشاء قاعدة بيانات، ونتواصل مع المعاهد وكليات جامعة الأزهر لتحديث المعلومات، لأنه للأسف بعض الطلاب باقون فى السنة الأخيرة، ولا يحضرون إلى كلياتهم، ولا تستطيع أن تعرف أين هم إلا إذا حضروا لتجديد جواز سفرهم، وهنا فقط أحدث بياناته»، مشيرا إلى أن هناك صعوبة لجمع معلومات عن بعض الطلاب، الذين لا ندرى عنهم شيئا، وربما يمكثون سنوات ولا يعودون إلى بلادهم، ومن أجل هذا أخبرنا الكليات بعدم إعطاء أى طالب أية إفادة إلا بعد مراجعة مجمع البحوث الإسلامية، وهنا نستطيع السيطرة عليه، وأى طالب لا يثبت جديته فى الدراسة سيرحل إلى بلده.
واختتم محيى الدين عفيفى حديثه مؤكدا أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر وجه بالعناية والاهتمام بالطلاب الوافدين، وهناك رصد ومتابعة حتى نقطع الطريق على الجهات التى تحاول أن تستقطبهم لنشر فكرهم، وهناك مقررات ستصدر فى الثقافة الإسلامية تتضمن قضايا معاصرة وتهم الإنسان العادى فضلا عن الدارسين لتحصينهم.
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
منارة العلم
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل و الآن عادل الأول
" خطاب مفتوح الى كل المسئولين بالدولة "
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل و الآن عادل الأول
" خطاب مفتوح الى كل المسئولين بالدولة "
عدد الردود 0
بواسطة:
الجهيني
كلام في منتهي الخطوره
رجاء الأهتمام بهذا الطرح فهو قارب الحقيقه