فوائد الصلاة الصحية لا تعد ولا تحصى.. تنشط عقلك وبتزود تركيزك.. فرصة للتمتع بالاتزان والتخلص من التوتر والاكتئاب.. حركاتها تقوى عظامك ومفاصلك.. والخشوع خلالها يمنحك الراحة والطمأنينة والسلام الداخلى

فوائد الصلاة لا تعد ولا تحصى، فبجانب أنها فريضة عظيمة وكونها مصدرًا لحصد الحسنات والثواب والتقرب إلى الله بطاعته فى أداء ما أمرنا به، فهى تمزج أيضًا بين العبادة الروحية والرياضة الجسدية، حيث أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية سواء العربية أو الغربية التأثير الفسيولوجى للصلاة على صحة الجسم وخاصة العظام والحالة المزاجية للأشخاص. وسنسلط الضوء على أبرز فوائد الصلاة على الهيكل العظمى والعضلات والأعصاب والمفاصل.

وفى هذا السياق يقول الدكتور محمد قدح، أخصائى جراحات العظام والكسور، إن الصلاة هى عبارة عن تمرينات روحية وبدنية وعقلية، لذلك التمرين الأطول يكون فى صلاة قيام الليل، حيث تنقبض وتنبسط العضلات مع حركات الجسم أثناء الركوع والسجود مما يجعلها تتعود على التحمل والشدة.

ويستكمل د. قدح قائلا: "مفاصل الجسم تنثنى وتنفرد فى تمرينات متتالية مما يجعلها أكثر ليونة وقوة مع الدورة الدموية التى تزيد حولها كما تستفيد الغضاريف من السوائل الزلالية التى تتغذى على توالى الحركات أثناء الركوع والسجود".

ويتابع: "أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية أن الصلاة لها تأثير كبير على الجهاز العصبى والهيكلى معا حيث تمنح المصلى راحة وطمأنينة وسلاما داخليا وكذلك تزيد من اتزان الجسم، حيث يبدأ التمرين بالوقوف للصلاة والاتزان، وعند السجود يكون المخ فى الوضع الأمثل للجاذبية الأرضية مما يزيد السيطرة على الجهاز العصبى والحركى".

وأضاف د. قدح قائلا: "مع التكبير وقراءة القرآن يتدفق الدم إلى اللسان والمخ وعضلات الوجه مما يعمل على تنشيط العقل وزيادة التركيز، ومع الاستماع لتلاوة القرآن تنشط حاسة السمع ويزداد التركيز فى معانى الآيات ومع الحركات المتتالية من الركوع والسجود تحترق الدهون وتخرج الطاقة الإيجابية للجسم".

ومن جانبه أضاف دكتور جمال شفيق، أستاذ ورئيس قسم الدراسات النفسية بجامعة عين شمس ومعهد الدراسات العليا للطفولة، إن تدبر الشخص فى قراءة القرآن أثناء أداء فريضة الصلوات الخمس وفقًا لشروط الترتيل يساهم فى تنظيم الشهيق والزفير خلال عملية التنفس مما يؤدى لوصول الشخص للاسترخاء فسيولوجيا وهذا ما أثبتته الدراسات العلمية إن الصلاة لها تأثير مباشر على الجهاز العصبى.

ويستكمل د. جمال قائلا: "يساهم وصول الشخص للخشوع أثناء أدائه فريضة الصلاة إلى شعوره بالهدوء النفسى والسكينة والسلام النفسى الداخلى وعدم الشعور بالتوتر بسب تغير الحركة بصفة مستمرة أثناء الركوع والسجود والوقوف فى تدبر القرآن الذى يساهم فى بث الطمأنينة وهدوء الأعصاب وهذا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم فى حديثه الشريف وأمر المسلم بالصلاة إذا انتابته أى حالة من الغضب".