بالصور.. مستشفى "شفاء الأورام" بالأقصر.. صرح طبى لعلاج الفقراء بالصعيد بالمجان.."الأورمان" و"شفاء الأورام" اشتركتا بالمشروع.. تكلفته 150مليون جنيها على مساحة 4 أفدنة.. والانتهاء منه خلال أشهر

القاتل المدمر الميتم للأبناء، إنه مرض ينهش فى الجسد ويتفشى فيه ويخترقه دون رحمه بحامله، وتخيم رائحة الموت فى ذهن صاحبه، وسرعان ما ينطلق العد التنازلى على دقات عقارب الموت، لتنتهى صلاحية الحياة فى وقت قصير، إنه مرض العصر "الأورام" بشتى أنواعها.



هو من نوعية الأمراض التى لا فرق فيها بين "غني" أو "فقير"، الجميع أمامه سيان ولا يختلفان، ولكن فى حالة العلاج الغنى يجد الأموال اللازمة لينفق على العلاج، لكن الفقير لا يملك ما يساعده على هذا، فيرفع أكف الضراعة للسماء ويقول "يا الله"، وهنا لا يترك الله عباده وسخر لهم أهل الخير والبركات والتبرعات التى تنهال لإقامة صروح كبرى فى مصر بأكملها لرفع المعاناة عن الفقراء الذى أصيبوا بابتلاء هذا المرض الخبيث.

"اليوم السابع" يرصد قصة إنشاء جمعية الأورمان لمستشفى "شفاء الأورام" بالأقصر

بالنظر إلى الحالات الأكثر فقراً على مستوى الجمهورية فى شتى أنواع الأمراض الخبيثة منها والطبيعية، نجد أن أبناء صعيد مصر الأكثر معاناة فى تلك الأمور نظراً للظروف الاقتصادية الضعفية، وقلة الحال المادى فى مختلف قرى ومنازل أبناء الصعيد، وهنا جاء دور "أبواب الخير"، والجمعيات التى تسعى لحل كل أزمات أبناء الشعب المصرى، من منطلق الخير فى الدنيا نجاة فى الآخرة، وكذلك التصدق ولو بالقليل لغلابى والفقراء والمساكين.



وأطلقت جمعية "الأورمان" الخيرية، والمتخصصة فى أعمال الخير والسعى دوماً لطريق مساعدة الفقراء، مشروعها المتميز الذى انطلق العمل فيه منذ عدة شهور وهو (مستشفى شفاء الأورام)، وذلك بالاشتراك مع جمعية "شفاء" المتخصصة لعلاج الأورام فى مدينة طيبة بمحافظة الأقصر.



وتعتبر المستشفى الجديدة التى تجرى فيها أعمال البناء والتجهيزات بمثابة "شعاع النور" الذى يطلق الأمل والبسمة مستقبلاً على وجوه المرضى الفقراء الذين لا يستطيعون تحمل التكاليف الكاملة لعلاج الأورام، حيث أنه بالعودة لقصص التخلص من أمراض السرطان والأورام المختلفة، نجد أنها مرهقة مادياً للغاية، فالفقراء لا يستطيعون تحمل كل نفقات العلاج، والمستشفى الجديدة تخدم أبناء محافظات الصعيد بأكملها لإنهاء أزماتهم وعلاجهم بأحدث السبل المتطورة والتكنولوجيا الحديثة لعلاج الأورام.



وبالنظر إلى محافظات صعيد مصر، نجد أنها تعانى من نقص المعاهد والمستشفيات المتخصصة فى علاج الأورام، فمعهد جنوب الأورام فى أسيوط، هو الوحيد الذى يخدم محافظات الصعيد من الفيوم وحتى أسوان، لكنه أصبح مهددًا بالإغلاق بعد توقف أجهزته عن العمل، مما جعل وضع أساس مستشفى “شفاء العلاج الأورام” بالأقصر، تحت رعاية جمعيتى الأورمان، وشفاء المتخصصة لعلاج الأورام، بمثابة بارقة أمل لمن يسكن فى أجسادهم (الأورام) ومرض (السرطان).

"اليوم السابع" فى زيارة لموقع العمل لمستشفى (شفاء الأورام) بالأقصر

توجهت عدسة "اليوم السابع" لموقع العمل فى مدينة طيبة غربى محافظة الأقصر، للوقوف على تطورات العمل فى مقر المستشفى وأعمال البناء التى تجرى حالياً على قدم وساق فيه الموقع، حيث أنه تم إنهاء جزء كبير جداً فى بناء المستشفى، وانتهت بالفعل عدة مبانى مقامة على مساحة 16800 متر.



ويتكون مبنى المستشفى من مداخل خاصة بالمستشفى ومقر للكشف وحجز المرضى، ويقوم بعمليات التشييد والبناء فى المستشفى عدد كبير من عمل شركة المقاولون العرب، حيث تحدثوا لـ"اليوم السابع" خلال الجولة، وصرح أحدهم ويدعى "أحمد" من محافظة أسيوط، أنه مستمتع للغاية بالعمل فى مشروع خيرى لوجه الله ويقوم بأداء عمله على أكمل وجه ويدعو الله يومياً أن يكون له جزء من الثواب فى تلك المستشفى التى شارك فى بناؤها بجهده وعرقه.



ومن جانبه قال "محمود" أحد العمال ومن أبناء محافظة بنى سويف أنه يعمل فى الشركة منذ سنوات وعندما علم بمشروع المستشفى وأن شركتهم ستعمل فيها تقدم فوراً للعمل فى المشروع بجهده وقوته التى سخرها لله فى هذا المشروع لكى ينال ثواب العمل فى الخير.

مسئول جمعية (الأورمان) بالصعيد يفند تفاصيل المشروع

من جانبه فند أحمد أبو عدبة، مسئول جمعية الأورمان بجنوب الصعيد، التفاصيل الكاملة لفكرة بناء مركز شفاء الأورمان لعلاج الأورام، مؤكداً أنها بدأت من أربع سنوات، بالتنسيق مع جمعية الأورمان، ومؤسسة شفاء، على أن تكون أكبر مستشفى على مستوى إقليم جنوب الصعيد، فتكلفة بنائها تصل إلى 150 مليون جنيها، وسيتم تجهيزها بأحدث الإمكانيات، حيث أنها مقامة على مساحة 4 أفدنة (16800 متر)، مكونة من 100 سرير إشعاعى، و100 سرير كيماوى، وسيتم الانتهاء منها خلال الأشهر المقبلة.



وأضاف أبو عدبة، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن بداية بناء المستشفى كانت مع وضع حجر الأساس فى نهاية العام الماضى، مؤكدًا أنه تم الانتهاء من وضع القواعد الخرسانية وجارى إنهاء عدد من المبانى الخاصة بالمستشفى بصورة كاملة، مشدداً على أن أعمال البناء والتشييد فى مبنى المستشفى الجديد تجرى على قدم وساق لإنهاء فى أقرب وقت، لجلب المعدات والتجهيزات النهائية لفتحها فوراً أمام المواطنين.



وأوضح أن جمعية الأورمان ومؤسسة شفاء يتحركان بخطوات جيدة فى أعمال جمع التبرعات اللازمة، حيث تبرع حتى الآن آلاف المشاهير ولاعبى الكرة والفنانين والقيادات السياسية والمواطنين من مختلف محافظات مصر من الوجه القبلى والوجه البحرى، حيث أن الجميع يؤمن أن مثل تلك الصروح تعمل بصورة كبيرة على تخفيف معاناة المواطنين، كما أنه من المقرر أن تعمل على تخفيف الضغط على مستشفيات أسيوط وأسوان.



وناشد مسئول الأورمان بجنوب الصعيد، جميع المواطنين ورجال الأعمال والمشاهير بالمجتمع المصرى لزيارة العمل فى مبنى المستشفى للتأكد بأنفسهم من الأعمال التى تجرى فيها، حتى يتبرعون بكل ما يقدرون عليه لتقديم المساعدة لأبناء الشعب المصرى من الفقراء، وذلك لبناء مبنى خاص لضيافة المرضى من المحافظات الآخرى، حتى لا يضطر المريض إلى السفر بين محافظته ومحافظة الأقصر عدة مرات لتكمله العلاج.



واستطرد أحمد إبراهيم أبو عدبة مسؤل الاورمان بجنوب الصعيد، أنه تم تخصيص مساحة أرض ملحقة بالمستشفى، وذلك بغرض إقامة مبنى سكنى للمرضى المغتربين، وتكون مهمته العمل على تخفيف الأعباء المادية والبدنية عن كاهل المرضى وأسرهم، حيث سيكون هناك عدد كبير من الحالات المريضة تحتاج إلى التردد على المستشفى أيام متتالية خاصة مع بداية تحديد جرعة العلاج، فبدلاً من السفر والعودة مرة أخرى للمستشفى سيتم استضافتهم بالمبنى وتقديم وجبات صحية كل ذلك مجانا دون تحمل المريض أى أعباء مالية.
يذكر أنه تم تقديم طلب بتخصيص المساحة لمحافظ الاقصر محمد سيد بدر الذى قام بتزكية الطلب وتحويله لرئيس جهاز مدينة طيبة الذى قام بتحويل الطلب لهيئة المجتمع العمرانية بالقاهرة التى وافقت على التخصيص من أجل تخفيف الاعباء على مرضى لا حول لهم ولا قوة.



يذكر أن مؤسسة شفاء وجمعية الأورمان يتابعان تنفيذ إنشاء مبنى مستشفى شفاء الأورمان لعلاج الأورام.