وجيمس بيتراس أستاذ متقاعد فى علم الاجتماع فى جامعة بينجهامتون بنيويورك، أستاذ مساعد فى جامعة سانت مارى كندا، مهتم بالقضايا السياسية فى أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط.. وتتنهى رؤية الكاتب الأمريكى إلى أن عنصرية نتنياهو وأردوغان هى المحرك الرئيسى لإشعال الحرب، فالرئيس التركى يسعى إلى اقتلاع الأكراد وتهميش الأقليات فى تركيا، كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلى يريد دولة عرقية "نقية" يهودية! وكلاهما يعتمد على دعم الولايات المتحدة العسكرى، وترسيم الحدود العربية والفارسية فى المنطقة من جديد، وعلى الرغم من إظهار كراهية "شكلية" بينهما – أردوغان ونتنياهو - والسبب وراء الغطرسة التى يتمتع بها الطرفان، لكن الولايات المتحدة تقف "وسيطًا" وقادرة على الائتلاف بين شركائها.
أردوغان والحرب متعددة الأهداف
ووصف بيتراس الرئيس التركى ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بحاكمين من الأكثر النظم استبدادًا فى الشرق الأوسط، مشيرًا إليهما بالعمل على إشعال الفتن والمعارك لإعادة تشكيل المنطقة.. مؤخرًا أطلق الرئيس التركى رجب طيب أروغان حربًا كبرى ضد الشعب الكردى وضد تطلعاته نحو دولة كردية، بدءًا من تفجير مخيم الشاب الكردى الذى نُفذ بالتعاون مع المخابرات التركية، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات من النشطاء المدنيين الشباب.
كما أمر أردوغان قواته الجوية بقصف القواعد الكردية داخل الأراضى التى تقع تحت السيادة العراقية أو السورية، فيما سمح الرئيس التركى لأفراد شرطته بقمع واعتقال والاعتداء على الآلاف من القوميين الأكراد والمتعاطفين معهم من اليسار التركى فى جميع أنحاء البلاد.. ويأتى ذلك كله بدعم من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى، والمبرم بينهم اتفاقيات للتعاون العلنى والسرى لقمع الكرد وضرب السيادة السورية، وكما منحتا "واشنطن والأطلسى" أردوغان وقواته غطاءً للاستيلاء على الأراضى السورية استعمار الحدود الشمالية للجمهورية العربية تحت ذريعة الحاجة إلى وجود "منطقة عازلة" تستلزم احتلال مئات الكيلومترات المربعة.
وتستهدف حرب أردوغان أهدافًا عدة، محلية وإقليمية، إذ يسعى الرئيس التركى لقمع التحركات الكردية الديمقراطية وسلبها ما حققته من مكاسب فى الانتخابات الأخيرة، وتشويه البرلمانيين الأكراد وتأمين مكاسب وصلاحيات الأغلبية الديكتاتورية التابعة له.. وعلى الصعيد الإقليمى، لا تزال سوريا الهدف الرئيسى والاستراتيجى لتوسيع حدود تركيا وإسقاط النظام السورى وتفتيت الجمهورية العربية السورية.
نتنياهو والحرب بالوكالة
أما فيما يخص رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، فقد رأى الكاتب الأمريكى جيمس بيتراس، أنه يقود حربًا بالوكالة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، معلنًا تعبئة واسعة النطاق 27 يوليو الماضى، وتنظيم أكبر حملة سياسية من اليهود الصهاينة المتطرفين فى واشنطن ضد الاتفاق النووى الأخير، مستهدفًا من وراء كل ذلك محو ما تبقى من فلسطين وتهجير الشعب الفلسطينى وتدمير عناصر المقاومة بالأرض المحتلة ولبنان وسوريا والعراق.
ولأجل تحقيق الأهداف، صمم نتنياهو هجومًا سياسيًا متعدد الأوجه لسحب الولايات المتحدة مع حرب مباشرة ضد إيران، وعمل على مستويات استراتيجية متباينة، استهدفت تطويق الجمهورية الإسلامية، الأمر الذى استلزم بدفع هذه الاستراتيجية من قبل كبار الصهاينة فى أعلى دوائر حكومة الولايات المتحدة.
فى إسرائيل تؤيد جميع الأحزاب السياسية ومعظم الناخبين بخاصة اليهود سياسات نتنياهو ضد إيران، ومؤخرًا حُشد رؤساء 52 المنظمات اليهودية الأمريكية الرئيسية فى الولايات المتحدة للضغط لتمرير إملاءات نتنياهو، فيما مولت وسائل الإعلام بالمليارات لتردد كالببغاوات دعوى رئيس وزراء تل أبيب "الحرب على اتفاق السلام" على الرغم من الرأى العام الأمريكى الهائل ضد أى تصعيد للصراع.
كما يتفق أردوغان ونتنياهو فى الموقف من النظام السورى، فكلاهما - وكما تبين دراسة "بيتراس" - لا مانع لديهما من دعم الميليشيات الإرهابية لإسقاط النظام فى دمشق، وهو ما يستلزم عداء إيران، ذاكرًا أنه عقب هجمات سبتمبر 2001، قدم جوزيف ليبرمان لسان حال إسرائيل وقتها فى الكونجرس الأمريكى خارطة الطريق للحروب الولايات المتحدة فى العقد ونصف العقد المقبل، معلنا أن الولايات المتحدة يجب أن تعلن الحرب على العراق، سوريا، ليبيا، لبنان وإيران، على الرغم من الغياب الكامل للمشاركة من هذه البلدان فى هذا أحداث برجى التجارة والبنتاجون.
موضوعات متعلقة..
هولوكوست إسرائيلى ضد أطفال فلسطين.. تل أبيب تاريخ من جرائم الاعتداء على أبناء العرب.. وثلث ضحايا جيش الاحتلال دون الـ18سنة.. استشهاد 1097طفلا بغزة فى 9سنوات.. واعتقال 7آلاف من2009 و86% يتعرضون للتعذيب
مفاجأة.. علاقة ابنة الرئيس التركى بعناصر داعش.. "جلوبال ريسرش": سمية أردوغان تترأس هيئة طبية سرية لعلاج جرحى التنظيم الإرهابى.. ممرضة تكشف: عملتُ بـ"شانلى أورفا" لعلاج الإرهابيين مقابل 7 آلاف دولار