استشهاد البطل يوم 6 يناير الماضى
وكان انفجار وقع قرب محطة وقود على بُعد عدة أمتار من قسم شرطة الطالبية بالجيزة، فى 6 يناير الماضى، قبل ساعات من بدء احتفالات الأقباط بعيد الميلاد المجيد، ما أسفر عن استشهاد ضابط الشرطة النقيب ضياء فتوح، أثناء محاولته تفكيك القنبلة وإبطال مفعولها، التى وضعتها عناصر تنتمى لجماعة الإخوان الإرهابية.
البطل سطر اسمه بحروف من ذهب
وأكد ضابط شرطة -أحد أصدقاء الشهيد ضياء فتوح- فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن البطل أنقذ محطة وقود والمنطقة المحيطة بقسم الطالبية من انفجار القنبلة، واستشهد قبل أن تكمل ابنته عامها الأول وقال: "النهاردة كمّلِت سنة، أول عيد ميلاد ليها من غير أبوها، بس لازم تعرفى يا بنت الشهيد، إن أبوكى بطل، وسَطَرْ اسمه بحروف من ذهب فى كتاب أبطال حماية هذا الوطن، كل سنة وأنتِ طيبة يا بنت البطل".
آخر تدوينات الشهيد على فيس بوك
الشهيد النقيب ضياء فتوح الضابط بالإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة تزوج فى أغسطس 2013، وآخر تدويناته على فيس بوك كانت هذه الكلمات: "من اعتمد على الله فلا مل ولا قل.. ولا ذل ولا ضل.. اللهم إنى وَكّلتُ أمرى إليك".
الشهيد أبطل مفعول 50 عبوة ناسفة
تمكن الشهيد من إبطال مفعول 50 عبوة ناسفة بشتى أنواعها، وقام بالتعامل مع أكثر من 600 بلاغ بالاشتباه فى أجسام غريبة وسيارات متروكة، وكان من أكفأ الضباط الذين يقومون بالانتقال بشكل سريع إلى أماكن البلاغات، للتحقق من نوعية البلاغ، وكان أول ما يهمه هو الحفاظ على أرواح المواطنين.
علاقة الإخوان وخلية "أجناد مصر" بالانفجار
قال صديق الشهيد: حسبى الله ونعم الوكيل فى الإخوان والإرهابيين، والعمليات الخسيسة التى تستهدف رجال الشرطة لن تنال من عزيمتنا، وإصرارنا على مواصلة أداء رسالتنا، فى حفظ أمن واستقرار البلاد، ولم ولن ننسى القصاص لدم الشهيد، بدليل أن الإرهابيين الذين تمت تصفيتهما بمنطقة شارع العشرين بفيصل، نهاية يوليو الماضى، كانا ضمن خلية أجناد مصر، الذين قاموا بزرع قنبلة شديدة الانفجار أمام قسم شرطة الطالبية، والتى أدت إلى استشهاد النقيب ضياء فتوح.
جسد الشهيد منع تدمير محطة الوقود بالطالبية
وأضاف صديق الشهيد أن النقيب ضياء فتوح، رفض إبطال العبوة عن بُعد، باستخدام رشاشات المياه، بسبب خوفه من انطلاق شظايا تتسبب فى تدمير محطة الوقود، واشتعال النيران فيها، وضحّى شهيد الواجب بنفسه لإنقاذ سكان العقارات المجاورة لموقع الحادث، مؤكداً أنه لولا تلقى جسده الذى كان مركزًا للصدمة شظايا القنبلة، لتسبّبت فى تدمير محطة الوقود، وبالتالى تدمير المنازل المجاورة لها.
إصابة بطلق نارى بالظهر أثناء الخدمة فى شمال سيناء
صديق الشهيد أوضح أن النقيب ضياء فتوح كان من قوات التأمين فى شمال سيناء، وأثناء مشاركته فى إحدى العمليات الجنائية، أصيب بطلق نارى بالظهر، ورغم ذلك أصر على المشاركة فى ما هو أخطر من العمليات الجنائية، وهى التعامل مع العبوات الناسفة.
طلق نارى فى الصدر خلال الاشتراك فى حملة على جبل الحلال
سبق أن أصيب "ضياء" بطلق نارى فى الصدر، خلال اشتراكه فى حملة أمنية على جبل الحلال عام 2005، ودخل فى غيبوبة لمدة 6 أشهر، مرت على عائلته كأنها سنوات طويلة، حتى شـُــفِىَ، ثم انتقل للعمل فى إدارة الحماية المدنية بمديرية أمن الجيزة.
الشهيد: العمر واحد والرب واحد
أضاف صديق الشهيد أنه كان مُحبًا لوطنه وعمله، ولم يكن خائفاً من الموت، وكل ما كان يتمناه هو أن يظل بجوار زوجته وابنته حتى تكبر، ويطمئن على مستقبلها، لكن الإرهاب الغاشم حرمُه من أمنيته. ومع توالى عمليات الإرهاب الأسود، ومخاوف أسرته من تعرضه لأى مكروه، طلبت أسرته منه أن ينتقل للعمل فى إدارة أخرى، إلا أنه كان يرفض، ويقول لجميع أفراد أسرته: العمر واحد والرب واحد.
زوجة البطل
أما زوجة الشهيد، الصيدلانية صافى محمد صبرى، ذات الـ26 عامًا، فحاولت التماسك رغم انهيارها، مصطحبة معها طفلتها، ثمرة زواج لم يدم أكثر من عام ونصف، حتى استشهاد الزوج، وظلت الزوجة تردد: "منهم لله.. ربنا يحرق قلبهم زى ما حرقوا قلبى وقتلوا فرحة عمرى".
موضوعات متعلقة:
- فى الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد النقيب رامى الجنجيهى.. ضباط: صديقنا "شهيد حرب" ونُقسم بالله أننا لن نترك حقه حتى الموت.. والدته: راضية بقضاء ربنا.. ووالده: البركة فى الشرطة والجيش
- بالصور.. وصية النقيب أحمد حجازى أحد شهداء رفح: ثلث تركتى لمستشفى سرطان الأطفال.. والتبرع بأى عضو بجسدى لمريض أو محتاج.. وتوزيع ملابسى وأدواتى على المحتاجين.. وأوصى أهل بيتى بالصبر والرضا
- فى الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد "أبو شقرة".. أصدقاؤه: كان يكفل يتيما ويُوزّع شنط رمضان على الفقراء ويزور دور المُسنين.. ونُطالب ضباط الشرطة بالسير على خُطاه