كما أن هناك منطلقا آخر حرص عليه جلال أمين فى كتابه وذكره فى المقدمة مفاده قوله "إنى أعرف أنه لا يمكن لكاتب مهما بلغت جرأته، أن يقول كل الحقيقة، لا عن نفسه ولا عن كثيرين ممن عرفهم من الناس. ولكنى لا أخفى على القارئ أنى كنت دائما أطوى نفسى على أمل دفين فى أن أقترب أكثر فأكثر، فى يوم ما من المستقبل، من قول الحقيقة كاملة"
ولكى يكسب جلال أمين كتابه الثقة بدأ بالباب الأول "عائلتان محترمتان"، تحدث فيه عن أسرته وإخوته وعن طباعهم وشخصياتهم، وتوقف كثيرا عند أخوته عبد الحميد وفاطمة وحسين تحدث عن "لغز حياتهم" وبحث عن سبب طرقهم فى التفكير، حتى أنه رأى "حسين" شقيقة يختفى تحت يافطة " ينظر إلى العالم بغضب".
كثيرة هى الشخصيات العامة التى اتفق واختلف معها جلال أمين وأقر بعاطفة الحب والكراهية ضدها معها ومن ذلك إحدى الشخصيات المهمة فى الثقافة المصرية الذى أشاد بها فى موقف واصفا إياها بالدور التنويرى الذى قام به ومشيدا بالمجلة الناجحة "جدا" التى استطاع أن يجعلها مجلة ثقافية محترمة تقرأ فى البلاد العربية كلها، وأن هذه الشخصية الثقافة دفعت تواجدها فى "المجلة" ثمنا لـ "موقف" متعلق بأسرة "جلال أمين".
لكن "جلال أمين"عاد مرة أخرى ليحلل علاقته بـهذه الشخصية واستخدم ضمير "الغائب" وهواتهمه بـ "أن كتاباته وأفكاره لا تتجاوز مستوى معين من العمق" وكذلك بـ"ميله، بعد أن تقدم فى العمر إلى التقرب من الحكام والمسئولين حتى سمح لنفسه بكتابة أشياء لا يمكن أن تخدع أحدا من القراء، كان من الواضح أيضا أنه لم يعد يبالى بدرجة مصداقيته لدى القراء، طالما وصل الكلام إلى المقصودين به وحقق بذلك غرضه"، كما يصفه بالانتهازية ويقول بأنه "كان رجلا شريفا فى الحقيقة لكنه كان يعانى (منذ نعومة أظافره فيما أظن" من ضعف معين جعله يتصرف أحيانا تصرف الرجل الصغير، وعلى هذا الأساس أرجع بحثه عن الثراء والرغبة فى الوصول لمنصب كبير فى الثقافة، وعاب عليه أنه كتب فى جريدة قومية يناشد الدولة بأن تمنحه جائزة الدولة التقديرية.
موضوعات متعلقة
..السيرة الذاتية لـ"جلال أمين" فى كتاب "مكتوب على الجبين"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة