القيادى الفلسطينى محمد دحلان فى أجرأ مواجهة مع «اليوم السابع»:عباس ديكتاتور صغير تحت الاحتلال.. أبومازن لا يستطيع أن يحكم وأنا موجود وأبلغ مرسى أننى أدعم الثورة المصرية بالأموال والإعلام

الثلاثاء، 01 سبتمبر 2015 10:16 ص
القيادى الفلسطينى محمد دحلان فى أجرأ مواجهة مع «اليوم السابع»:عباس ديكتاتور صغير تحت الاحتلال.. أبومازن لا يستطيع أن يحكم وأنا موجود وأبلغ مرسى أننى أدعم الثورة المصرية بالأموال والإعلام القيادى الفلسطينى محمد دحلان
أدار الندوة - أكرم القصاص - يوسف أيوب أعدها للنشر - هاشم الفخرانى - أحمد جمعة تصوير - سامى وهيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن العدد اليومى...


عباس وصائب عريقات أدمنا المفاوضات.. ومفاوضاتنا السابقة كانت عبقرية لأن جهاز الأمن كان رافعة للمفاوضين وليس الاحتلال


لست مستشاراً أمنياً للشيخ محمد بن زايد ولا أشغل أى منصب فى الإمارات


مروان البرغوثى لن يخرج من السجون الإسرائيلية إلا بصفقة سياسية وهذه مسئولية السلطة


حماس وصفت اتفاق المعابر بـ«اتفاق العار» والآن تطالب بتنفيذ 1% منه


التحام الشعب والجيش المصرى فى 30 يونيو أصاب الولايات المتحدة بالجنون لأنهم هدموا خطتها الرئاسة فى عهد مرسى



بعيدًا عن السلطة لأكثر من سبع سنوات، لكنه بقى كما هو رقما صعبا فى المعادلة الفلسطينية، لا يستطيع أحد تجاوزه حتى لو كانت السلطة الفلسطينية نفسها.. يصفونه بالرجل القوى وأنه عراب لصفقات سياسية كثيرة جرت وتجرى ليس فى فلسطين فقط، وإنما فى المنطقة.. هو من قال لأبومازن «كفى» فتم تجريده من عضوية اللجنة المركزية لحركة فتح وعضوية المجلس التشريعى الفلسطينى.. الوحيد الذى اتفق محمود عباس وحماس عليه ربما لأن ما يملكه من قدرات ومعلومات يخيف الجميع منه.. إنه القيادى الفلسطينى محمد دحلان، الذى سبق وتولى رئاسة جهاز الأمن الوقائى الفلسطينى فى غزة، وكان أقرب المقربين للزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، الذى يعتبره دحلان «الأب الروحى له».

اليوم السابع -9 -2015


فى سماء السياسة العربية لا توجد شائعة إلا واقترن اسم دحلان بها، وهو ما يعتبره شيئا عاديا، لأنه يواجه التنظيم الدولى للإخوان المسلمين وآلاته الإعلامية وعلى رأسها قناة الجزيرة.

دحلان المولود فى 29 سبتمبر 1961 «العمر 53» بمخيم خان يونس، يعتبر أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هو سبب كل الأزمات التى تواجهها القضية الفلسطينية فى الوقت الراهن، لأنه يبحث عن مصالحه الخاصة، كاشفاً فى ندوة «اليوم السابع» عن تفاصيل خلافاته مع أبومازن وعلاقته بالفصائل الفلسطينية، وكيف ينظر إلى مستقبل فلسطين والمنطقة.. وإلى نص الندوة..

تواجه المنطقة فى الوقت الراهن وضعا غير مسبوق، فلم نعد نعرف من هو العدو، واختلطت علينا التحالفات فى العديد من الملفات، فالمتفقون فى سوريا مختلفون فى ليبيا.. فى رأيك ما سبب هذا الارتباك فى المشهد العربى؟


تاريخيًّا المشرق العربى خلال الخمسين أو الستين عاما الماضية كان يقوم على محور معروف وثابت، وهو صاحب السياسة الإقليمية فى العالم العربى وتمثله دول «مصر وسوريا والعراق»، الآن تم تدمير العراق ثم خطط لإسقاط سوريا، وكانت هناك محاولة دموية لإحداث تجربة مماثلة بمصر وربطها بسوريا، وهذا كان مخططا وليس مؤامرة كانت تهدف لجر مصر لكى تكون مثل سوريا.

ففى عام 1996 تم وضع خطة عمل شارك فيها مجموعة من المفكرين اليهود والأمريكيين بدعم من كل من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو  و«ديك تشينى» و«ولف وتس» من أجل تقسيم العالم العربى مضمونها هو التخلص من الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، وتدمير العراق وسوريا، وبدأ تنفيذ المخطط فى العراق عقب أحداث 11 سبتمبر  فى عام 2011، وتم توجيه الاتهام للعراق التى لم يكن لها فيها لا ناقة ولا جمل، وبعدها سوريا حتى جاء ما يسمى بـ«الربيع العربى» الذى اتهمنى الناس فيه بأننى ثورة مضادة وفلول وما شابه ذلك.

حقيقة  الأمر  أن هناك مخططا قائما لتفتيت هذه المنطقة، الهدف منه هو استبدال ما يعرف بـ«الإسلام السياسى» بالأنظمة العربية الفاشلة، وهذا المخطط برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، والوكيل الإقليمى له  فى المنطقة «تركيا»، والممول دول معروفة بعينها، والهدف أن تسيطر على المنطقة 3 دول هى إسرائيل وتركيا وإيران، بينما العالم العربى مفعول به، أى من يقرر هى الدول الثلاث السالفة الذكر.
اليوم السابع -9 -2015

وفى إطار هذا المخطط اعتمدت إسرائيل على الأقليات، واعتمدت إيران على الطائفية، بينما اعتمدت تركيا على الإسلام السياسى، ويتم تحقيق ذلك من خلال ما يسمى بـ«التخريب العربى»، حيث تمت الاستفادة من فساد الأنظمة العربية وعدم قدرتها على تقديم شىء جديد للجماهير العربية والإحباط، وأحيانا كثيرة الاعتداء على الحريات وتحقير  المجتمعات، وأكبر مثال فى ذلك مصر وتونس، وتم استغلال ذلك عاطفيا فى تحريض الناس على الثورة بمفهوم تغيير الواقع، من أجل سيطرة الإسلام السياسى بحكم كونهم أكثر تنظيما وأكثر كذبا، كما أن لديهم قدرة على التخريب وليس البناء، فاستطاعوا تدمير ليبيا وكذلك الدولة السورية، بعد أن تحول الهدف من إسقاط النظام إلى تدمير الدولة، والمؤكد أنه لا يوجد منتصر فى الأزمة السورية، لكن سوريا تحتاج حلا إبداعيا به قليل من القوة. لكنهم لم يستطيعوا فعل ذلك فى مصر، حيث تمكن الشعب المصرى من القيام بثورتين من أعظم الثورات فى العصر الحديث، لكن الثورة الثانية «30 يونيو» كانت الأصعب لكونها تمكنت من إعاقة المخطط لتفتيت العالم العربى وتجزئة المجزأ وإدخال الطائفية والعشائرية والقبلية، بفضل خروج الشعب المصرى فى 30 يونيو ومساندة الجيش لهذه الثورة، وأستطيع أن أؤكد أن التحام الشعب والجيش المصرى فى 30 يونيو فجن جنون الولايات المتحدة، حيث أدت هذه الثورة إلى تغيير ما تم التخطيط له، وتم القضاء على حكم الإخوان المسلمين فى 3 أيام فقط.

أما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فإنها لم تشهد إنجازا استراتيجيا وقتما كانت الدول العربية قائمة، فما بالنا بالأوضاع التى تمر بها الآن، فما بالنا بوجود الإسلام السياسى والدول المفككة، فكل ذلك أثر بطبيعة الحال على الحالة الفلسطينية؟!

وماذا عن خلافاتك مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس؟


المشكلة الحقيقية ليست فى تفرد أبومازن بالسلطة، فهو عمره 82 عاما، لكنه أخذ خطوة غير مفهومة وغير مبررة، فأبومازن ديكتاتور صغير تحت الاحتلال، لكن المشكلة الحقيقية أن يتم تقنين ما تمت السيطرة عليه بالبلطجة السياسية  فهذا أمر غير مقبول، لأن منظمة التحرير الفلسطينية كيان معنوى لا أكثر ولا أقل، وبمجرد وجود خلافات شخصية قرر أبومازن انعقاد المجلس الوطنى الفلسطينى بدون توافق لا مع الفصائل الفلسطينية ولا مع المعارضة.. إذن ما الهدف من هذا القرار، حيث جرى التقليد أن المجلس ينعقد فى حالة الاختلاف مع الفصائل.

اليوم السابع -9 -2015

وللعلم فإن الخلاف مع أبومازن بدأ منذ توليه السلطة، حيث كان يعتقد أنه لن يكون رئيساً فعلياً إلا إذا تخلص منى، فتمت إقالتى رغم كونى عضواً منتخبا فى اللجنة المركزية لحركة «فتح»، والآن يريد محمود عباس أن يعيد الكرة من جديد على كل أعضاء اللجنة المركزية من خلال عقد المجلس الوطنى فى هذا التوقيت وبهذه الأجندة الملتبسة، فدعوة المجلس الوطنى للانعقاد الآن يشكل خطرا استراتيجيا على الشعب الفلسطينى، وهو هدية تقدم لإسرائيل، فمشكلته أنه لا يستطيع أن يحكم وأنا موجود طيب أعمله إيه؟!

هل المساعدات والأعمال الخيرية التى تقدمها لقطاع غزة جزء من عودة دحلان؟


بداية لا أقدم المساعدات باسم دحلان نهائيا، ولكن لكونى مناضلا فى صفوف حركة فتح، وأؤدى هذا الواجب من موقعى فى حركة فتح بالمفهوم الأخلاقى وليس بمفهوم كونى عضوا فى اللجنة المركزية، فأنا ابن مخيم وسجنت عدة مرات فى السجون الإسرائيلية وتم إبعادى، وأنا ملتصق بهموم الفلسطينيين وأعلم ما معنى زوجة أسير أو أم أسير .. ومن يبعد عن هموم أهله وناسه يكون مثل محمود عباس.. وإنى أشعر بفخر كلما أقنعت رجال أعمال فى دول الخليج بالتبرع للشعب الفلسطينى، لأنه واجب ولا أنتظر شكرا من أحد، لكنى لا أفهم مغزى قيام أبومازن بمنع دخول  هذه المساعدات للفلسطينيين فى قطاع غزة.

كيف تلقيت ردود أفعال الفصائل الفلسطينية على المبادرة الوطنية التى طرحتها لوأد ما وصفته بالفتنة والخروج من المأزق الراهن فى السلطة؟


مبادرتى جاءت فى ظروف صعبة من حيث وجود انقسام بين الضفة وقطاع غزة، فحماس ومحمود عباس لا يريدان حكومة وحدة وطنية، والطرفان يدعيان أنهما يريدان حكومة وحدة وطنية، فى السابق تم اتهامى أننى لا أريد حكومة وحدة وطنية  مع حماس، وبعد خروجى من السلطة فى عام 2007، وبعد 8 سنوات لم تشكل مثل تلك الحكومة لسبب بسيط وهو أن حركة حماس تبحث عن مصالحها وليس مصالح الشعب الفلسطينى، وكذلك عباس يبحث عن مصالحه الشخصية فقط، لذلك فكرت مع زملائى فى مخرج وطنى، وليس فتحاويا فقط، فقمت بصياغة هذه المبادرة من 9 نقاط وطرحتها علنا على الشعب الفلسطينى وعلى الفصائل، فكان الرد أن بها بنودا إبداعية، لكن كانت هناك ردود فردية من قبل حركة حماس وليست تنظيمية، وعلى كل سيتم متابعة إمكانية أن تكون المبادرة أساسا لتوافق وطنى وسنلتقى بالعديد من الفصائل الفلسطينية وآمل أن تؤخذ على محمل الجد فى التطبيق الفعلى، ولا مانع من إضافة الفصائل لنقاط جديدة إذا كانت إيجابية.

اليوم السابع -9 -2015

ما مدى وجود نقاط اتفاق واختلاف بين حماس وأبومازن.. وإلى أى مدى تستفيد إسرائيل من ذلك؟


الحالة الفلسطينية يتدخل فيها كل الأطراف العربية والإقليمية، فتدخل مصر والسعودية يعد تدخلا ناعما وبناءً وإيجابيا، بينما تدخل نظام حافظ الأسد الرئيس السورى السابق كان تدخلا سافرا وحاول أن يحدث انقلابا على ياسر عرفات، بل قصفه بالصواريخ فى حصار طرابلس أو  حصار المخيمات، حيث كانت القضية الفلسطينية تمثل حالة صراع واحتكار بين الدول العربية، وبالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فليس لديها سياسة حتى هذه اللحظة تجاه القضية الفلسطينية فهى تتبع ما تريده إسرائيل وتنفذه، فالإدارة الأمريكية الحالية  تتجاهل تماما القضية الفلسطينية ولم يذكر الرئيس الامريكى بارك اوباما القضية سوى فى خطاب جامعة القاهرة وبعدها لم يشر إليها لا من قريب أو من بعيد، وكان الأمل الوحيد فى إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس فى وثيقة كلينتون التى اعترضت عليها حركة حماس ومحمود عباس، لذلك فإن القيادة لها دور كبير فى إحياء القضية الفلسطينية، فعلى الرغم من أن الرئيس الراحل ياسر عرفات كان محاصرا فإن القضية الفلسطينية كانت لها أهمية ألف مرة على الصعيدين الإقليمى والعالمى عنها اليوم.

ما تعليقك على الاتفاق الذى تتم بلورته بين إسرائيل وحماس برعاية قطرية - تركية؟


حسب معلوماتى لا يوجد توافق حتى هذه اللحظة بين إسرائيل وحماس من أجل إبرام هذا الاتفاق رغم خطورة أن توافق حماس على مبدأ التفاوض وتسليم الورقة الفلسطينية لتركيا، ولا يحق لحماس أن تتفاوض نيابة عن أحد فى موضوع سياسى متعلق بإسرائيل، لأن منظمة التحرير هى من تفاوض، كما أن إسرائيل بدأت مع حماس من حيث ما انتهت مع منظمة التحرير، حيث يتم الاتفاق على ممر بحرى يربط غزة بقبرص، وهى توافقات «مسخرة» لا ترتقى لحجم تضحيات الشعب الفلسطينى فى غزة خلال آخر 3 حروب، وبالنسبة لمصر فإنها لا تريد أن تتلوث فى هذه المهزلة وذلك مكسب لمصر، لأنه لو اتفقت إسرائيل وحماس برعاية تركية فإنها تعد جريمة سياسية، وإذا لم يتفقوا فهو عار على من حاول الاتفاق، وأن المستفيد الأول والأخير هى إسرائيل.

هناك من يتساءل لماذا ينشغل الفلسطينيون بما يجرى داخل البلاد العربية  أكثر من انشغالهم بالقضية الفلسطينية وعلى رأسهم قيادات حركة حماس الذين يهاجمون مصر فى كل مناسبة؟


حماس تعتبر جزءا من جماعة الإخوان وقامت حماس بمبايعة الإخوان فى شوارع غزة، وبايعت التنظيم الدولى، وكذلك المرشد العام للجماعة، لذلك لا نستغرب موقفهم من مصر، وهذا الموقف من حماس انعكس على الشعب الفلسطينى فى غزة رغم أن الشعب لا حيلة له، لكن الموقف المستغرب منه هو محمود عباس الذى يهدف لمصالح شخصية فى التدخل فى وساطات عديدة فى تركيا وسوريا، وكان الأولى به مواجهة المشاكل التى يتعرض لها الفلسطينيون فى الضفة والقطاع.

هل يسعى محمد دحلان لأن يكون محل أبومازن؟


لو كنت أريد منصب أبومازن لما ساعدته فى أن يعود إلى البلاد حيث كان يمكث فى تونس، وقد سهلت له العودة واحتضنه وانضممت للحملة الانتخابية من أجله، إضافة لخلافى مع أبوعمار كى يكون أبومازن أمين سر اللجنة التنفيذية، فأنا أحب أن أرى نظاما سياسيا جيدا وقويا، متماسكا، مبدعا.

أما لو أردت ذلك أن أكون محل أبومازن لما ساعدته عام 2005، والآن لىّ نفس الموقف، فالحالة الفلسطينية يمكن إعادة بنائها، فهى تحتاج لجهد وتفكير موجودين بالفعل، فالحلول موجودة بحيث تأتى بحركة حماس بالمحبة أو بالإكراه لكى يتم الاتفاق على صيغ وحدة وطنية ويمكن لمصر أن تساعد فى ذلك، لكن لابد أن تكون جادا فى هذا الطرح، فإسرائيل لا تريد أن تعطينا شيئا، وجولدا مائير كانت قد قالت إن «كبارهم يموتون وصغارهم ينسون»، فليس هناك شىء اسمه مستحيل، فالوحدة الوطنية هى الأساس لتحقيق الشراكة السياسية مع القوى والفصائل كافة.

من ينفذ ذلك إذن؟ وما العمل إن لم ينفذ؟


أبومازن هو الشخص رقم واحد الذى عليه أن ينفذ ذلك، فإذا لم ينفذ فالمبادرة الوطنية التى طرحتها هى البداية وهى الطريق لذلك، ولابد من وجود برنامج تنمية حقيقية وجدية، برنامج الحد الأدنى السياسى، فما هى الأسس التى يجب أن أتفاوض بها مع إسرائيل، هل اتفاق أوسلو صالح؟.. إسرائيل دمرت اتفاق أوسلو منذ 15 عاما، إذن لماذا أتمسك به أنا؟.. لذلك يجب أن تُقلب الطاولة بالعقل وبالعمل السياسى، فأنا لا أطالب بحمل رشاشات وأن نذهب للقتال فقط، لكننى أشير لضرورة امتلاكنا الأدوات التى نستطيع بها أن نجبر إسرائيل على أن تعيد النظر فى سياساتها.

اليوم السابع -9 -2015

لماذا يعطينا نتنياهو حقوقنا فى ظل عدم رغبة أبومازن فى اندلاع انتفاضة أو العودة للمفاوضات، ولا يرغب فى تظاهرات، ولا يريد الذهاب للأمم المتحدة، إضافة لعدم رغبته فى مقاضاة إسرائيل فى الجنائية الدولية.

هل أنتم مع الكفاح المسلح أم ضده؟


أنا مع المقاومة، فالمفاوضات التى تمت خلال السنوات الماضية لم تكن مفاوضات جادة، ولم تعط النتائج الجيدة لسبب بسيط هو أن المفاوضات تحتاج إلى عناصر داعمة.

وتجربة المقاومة وفق مفهوم حماس أيضا فاشلة لأن السنوات العشر الأخيرة من المفاوضات لم تؤت بنتائج مقارنة بسابقتها، فقد تمكنا فيما مضى من الإفراج عن 9500 أسير فلسطينى بالمفاوضات.. وأنا لا أقول إن المفاوضات كانت عبقرية لكنها كانت أفضل بكثير لسبب بسيط هو أن جهاز الأمن كان رافعة للمفاوضات والمفاوضين بخلاف اليوم، الأمن يستخدم رافعة للاحتلال وهذا هو الفرق وهو بسيط.

فالمقاومة أو الكفاح بمفهوم حماس فرض علينا وعلى الحركة أربعة حروب، وهو ما أدى لدمار وخراب غزة وإغلاق المعابر.

لقد قمت بإبرام اتفاق المعابر عام 2005 وتم وصفه من قبل كتلة حماس فى المجلس التشريعى بأنه اتفاق العار، وقلت لتلك الكتلة نعم هذا اتفاق عار ولكنه أفضل مما توقعته ولو أتيتم بحل أفضل منه سألغيه على الفور، واليوم يبحثون عن كيفية إخراج مريض، وذلك خلافا للاتفاق الذى أبرمته والذى كان يسمح لهم بالخروج بسيارات الإسعاف، وخروج أعضاء المجلس التشريعى vip، وأعضاء اللجنة التنفيذية والمركزية، فالمعبر كان مفتوحا لمدة 24 ساعة ويسهل عملية عبور المرضى وحركة التجارة الحرة وحركة التفتيش، وكان ينعدم وجود جندى إسرائيلى على المعابر، فهذا كان اتفاق المعابر التى كان له دور فى دخول البضائع بكميات ثم طريق رابط بين الضفة وغزة وبدأت الناس تخرج وتتحرك باتجاه الضفة وغزة، التجارة لأول مرة تمت بين الضفة وغزة وبين غزة وإسرائيل.

اليوم السابع -9 -2015

وبالرغم من وصفهم لاتفاق المعابر بأنه «اتفاق العار» فهم الآن يطالبون بتنفيذ 1% منه، ولذلك أنت بحاجة لبرنامج إبداعى وبسيط يجمع ما بين المقاومة وهى ليس مفهومها الكفاح المسلح فقط، فالمقاومة تشكل جميع أنواع المقاومة والكفاح، وعدم تلخيص اختزال المقاومة بالبارود فقط، فأنت تشل وتسلم وتتنازل سلفا عن أشكال مختلفة تستطيع استخدامها ضد الاحتلال، وللعلم أنا قاتلت إسرائيل قبل وبعد اتفاق أوسلو.

ولذلك لابد من اعتماد المقاومة كأساس، لكن يجب أن يتم التعرف على شكل ومضمون المقاومة مكانها وزمانها.. لابد أن يكون هناك توافق حول المقاومة.. فمثلاً أثناء إحدى زيارات أبوعمار إلى واشنطن قامت حماس بعملية استشهادية لإحراج عرفات أثناء الزيارة وليس لهدف آخر، فهل هذه هى المقاومة المقصودة؟.


والآن لا يستطيع أهل المقاومة المتعصبون للكفاح المسلح أن يثبتوا لنا أنهم استطاعوا أن ينجزوا بالكفاح المسلح ما لم تنجزه المفاوضات، ولا يستطيع أن يدعى مدمنو المفاوضات كأبومازن وصائب عريقات إقناعنا أو ادعاء أن المفاوضات وحدها تستطيع أن تنجز شيئا، فلابد من برنامج يعتمد على المفاوضات وتعزيز الصمود والمقاومة وتعزيز الجبهة الداخلية والعمل فى الداخل الإسرائيلى واستخدام الأمن الفلسطينى كرافعة لصالحك وليس عبئاً عليك.

من كان يتوقع أن الانتفاضة الأولى ستستمر لمدة سبع سنوات بتكلفة بشرية رغم القيمة الغالية لكل شهيد، لكنها كانت انتفاضة و«مسخرة» لإسرائيل عندما كان العالم يشاهد محمد الدرة وهو طفل استشهد برصاص جنود إسرائيليين وصورته ملأت الدنيا، كذلك الأمر مع الشبل والشهيد فارس عودة وهو يقف أمام دبابة إسرائيلية بحجر.. بالتالى فكل زمن وله أدواته ويجب أن تبدع فيه، وليس على خطى محمد مرسى، فلابد أن تفكر بعقل اليهودى والإسرائيلى وردة فعله، وتدرس نقاط ضعفه وقوته، ولابد أن يتم الوضع فى الاعتبار أن الجيش الإسرائيلى قوى ومتماسك، لكن المواطن الفلسطينى لديه من القوة والقدرة من الإبداع فى أن يجبروا كل إسرائيلى أن يجلس أمامك وهو محتاج لك. ولقد تدخل الرئيس الأسبق حسنى مبارك أثناء وجوده فى ألمانيا لوقف إطلاق النار وتم ذلك، بعد ذلك بدأ نتنياهو يضع لنا ألف حساب، فحركة حماس لم تقم بهذا العمل بل الأجهزة الأمنية هى من قامت بذلك.

لكن التنسيق الأمنى مع إسرائيل كان محل انتقاد من الفصائل الفلسطينية؟


لا.. هناك فرق، فالتنسيق الأمنى والعلاقة الأمنية هى جزء من الاتفاقات السياسية منذ اتفاق أوسلو وحتى الاتفاق الانتقالى وهى ملزمة للطرفين، والاتفاقات بيننا وبين إسرائيل قائمة على ثلاثة مرتكزات، الأول سياسى يتمثل فى انسحابات من الضفة وغزة، الثانى اقتصادى، الثالث أمنى، وفى حال توقف إسرائيل لبندين أو حطمتهما كما حدث فأنا فى هذه الحالة لست ملزما بالثالث.

اليوم السابع -9 -2015

وعندما كانت إسرائيل تقتحم قطاع غزة أو تقوم بعملية اغتيال كنا نقوم بوقف الاتصالات الأمنية بتعليق على الفور، ولم يكن ذلك تطوعا، فليس هناك شىء يسمى تطوع فى الاتفاقات السياسية، ليس هناك شىء يسمى متساهلا أو غير مستاهل.. أنت لديك برنامج، خصمك يلغى فيه أجزاء، وهو ما يستدعى من منطلق واجبك الوطنى أن تلغى فيه أجزاء تضره، فالأمن يضر إسرائيل، لذلك هذا الموضوع الأمنى فى السابق كان جزءا من الإنجازات، فإسرائيل كانت تنسحب من الضفة الغربية وسلمتنا ما يقرب من 40% من الضفة الغربية.

- لماذا يتم الحديث دوماً عن أن دحلان هو المستفيد من التنسيق الأمنى؟


أولاً: كان العالم العربى يرى أن الثورة الفلسطينية مطلوب منها أن تظل تضحى وأن تستشهد لأنهم يرون الفلسطينى فى الثقافة العربية المقاتل والمكافح، ثانيا: الإسلام السياسى فى ذلك الوقت طرح فكرة استمرار المقاومة، فالقوميون والناصريون والوطنيون والغيورون رأوا شخصا يفاوض ويلتقى مع رئيس حكومة إسرائيل، وشخصا آخر يتحدث عن المقاومة، فالميل كان للكلام العاطفى.

وأنا كنت أقود أصغر جهاز أمنى فى السلطة الفلسطينية من حيث العدد، وكان عدد رجالى 700 ضابط وجندى فقط، ولكن كان لدينا حصيلة هائلة من أبناء تنظيم حركة فتح، كلهم كانوا أسرى سابقين وأمضوا سنوات فى سجون الاحتلال الإسرائيلى، وبالتالى لديهم الخبرة والمعرفة والعلاقة الطيبة مع الجمهور، فقد كانوا أكثر من لديهم دراية بالإخوان، فالأجهزة الأخرى جاءت من الخارج وليست على دراية بالإخوان المسلمين ولا يوجد خلاف معهم، وكان لهؤلاء رهبة من الجندى الإسرائيلى خلاف رجالى فى الأمن الوقائى الذى كنت أترأسه، حيث كنت اضطر لأتدخل يوميا لوقف اشتباك هنا وهناك بين رجالى وبين ضباط إسرائيليين، وقد حدث أن رفع ضباط بالأمن الوقائى أسلحتهم فى وجه جنرالات إسرائيليين، وذلك ببساطة لأن رجالى لم يكونوا يضعون فى اعتباراتهم رتبة ومكانة الضابط المقابل الذى رفع السلاح فى وجهه، أما مسألة السمعة فهى نتيجة من نتائج الدعاية السوداء وحقيقة الأمر كان لدينا اتفاق أقر من ياسر عرفات ومن مؤسساتنا الوطنية، وأصبح جزءا من اتفاقات الدولية والأقليمية وكان واجبى أن أحمى الاتفاق، فالآخرون اعتبروا أن هذا ليس واجبهم، ولذلك بما أننى أتعامل مع موقعى وواجبى بشكل جدى فقد نجحنا فى تأمين السلطة الفلسطينية حتى عام 2000.

اليوم السابع -9 -2015

وأصبحت هناك تنمية فى غزة، وأصبح دخل الفرد أفضل مع توفر عمل وسياحة وتحسنت الأمور بشكل ملحوظ، أما فى الانتفاضة الثانية فدخلنا بأجسادنا كسلطة ضد الاحتلال وتم استخدام السلاح، ومقابل ذلك كانت حماس تجهز للانقلاب «بصراحة أنضحك علينا»، وكان الأخ مروان البرغوثى هو من يقود المواجهة فى الضفة الغربية إلى جانب رجال الأجهزة الأمنية وكنا نحن نقودها فى غزة، فى حين كانت حماس تجهز للانقلاب.

هل تمت التضحية بمروان البرغوثى؟ ولماذا لم يتم الإفراج عنه؟


مروان البرغوثى كان أخا ومناضلا عنيداً ونحن أصدقاء منذ كنا طلاباً فى الجامعة، وكلانا تخرجا فى مدرسة الشبيبة الفتحاوية، وهى التى جمعت بين العمل الشعبى والجماهيرى والتنظيمى والكفاح المسلح وأيضاً تجربة السجون التى جمعت بين الكفاح والثقافة، مروان البرغوثى كان يقود الانتفاضة الثانية فى الضفة الغربية وكان هو عنوانها ورمزها، وكانت يده تحرك كل الأعمال وكان يعلم أن عليه دفع ثمن لذلك.

أما بخصوص الإفراج عنه فهذا يعتبر مسؤولية القيادة السياسية الفلسطينية وحماس، ومروان البرغوثى لن يخرج من السجن إلا بصفقة سياسية أو صفقة تبادل، وتلك واجب أن يقوم بها محمود عباس، حماس حين بدأت التفاوض على جنود وأقسموا لزوجة مروان البرغوثى أن اسم زوجها مدرج فى قائمة المفرج عنهم فالأمر لم يكن كذلك، وأنا شخصياً مقتنع أن مروان البرغوثى سيخرج من السجن إذا تم ترتيب الوضع الفلسطينى الداخلى.

مروان البرغوثى يستحق أن يكون خارج السجن فوراً، فهو قائد وضحى وهو نموذج لجيل شاب تربينا معا حتى عمر العشرين، وقاد الانتفاضة بنفسه ودفع ثمن ذلك، أما عدم الإفراج عنه فلا يوجد لدى تفسير سوى أن أحدا لم يطلب الإفراج عنه، فأبومازن جلس مع إيهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، وكان قد اقترب من صفقة سياسية، وكان بإمكانه الإلحاح للإفراج عن مروان البرغوثى لكن لم يحدث.

حدثنا عن طبيعة العلاقة بين مروان البرغوثى والرئيس الراحل ياسر عرفات؟


كل شخص عمل مع الرئيس الراحل ياسر عرفات له فيه قصة، مثلاً أى شخص قريب من عرفات يدعى أنه صاحب أفكار عرفات، أما مروان فكان فعلياً قريبا جدا من أبوعمار وكان هناك نوع من المناكفة بالمحبة، لكن ياسر عرفات رجل لم يلجأ للألاعيب الخسيسة التى يلجأ إليها أبومازن اليوم.

وأنا شخصياً قمت بتنظيم تظاهرات ضد أبوعمار من أجل محمود عباس أبومازن، وفى المساء طلب منى أبوعمار الحضور وذهبت للقائه، وأبوعمار طلب من الوسيط بينى وبينه أن يتركنا بمفردنا ثم توجه إلى مباشرة وطالبنى أن ابتعد عن التظاهرات، وقال لى حرفيا «أبومازن غير مناسب» لكننى مع ذلك طالبته بأن يعينه رئيسا للوزراء.

أبوعمار زعيم وقائد ولا ينزل إلى المستويات الدنيئة التى يسعى إليها البعض لحياكة المؤامرات ضد أى شخص لا يستهويه حتى لو كان مروان، فقد تحدثت إلى مروان وكنت فى مقر الأمن الوقائى وأخبرتهم أن الإسرائيليين سيأتون لمحاصرة أبوعمار بعد ساعة، وأن أفضل طريقة أن يختبئ مروان مع أبوعمار ولا يفضل أن يخرج ويجتهد لآن الضرب سيكون من الإسرائيليين قاس، وستندلع حرب، أكدت لمروان أن آخر شخص يمكن أن يقتله الإسرائيليون هو ياسر عرفات، الإسرائيليون كانوا يهدفون لإهانة أبوعمار ومطالبته بتسليم أشخاص بعينهم أو السماح لهم بتفتيش المقاطعة وهذا لن يحدث، أما الإسرائيليون فقد قلت له إن الإسرائيليين حسب تقديراتى لن يعتقلوا عرفات فى المقاطعة، مروان قال لى لا تقلق سأكون فى مكان آمن، وجاء إلى خالد وجبريل الرجوب الذى طالب بأن يذهب للمقاطعة للقتال ولكنه ذهب للمنزل.

اليوم السابع -9 -2015

«اليوم السابع»: ماذا يريد دحلان من الظهور حاليا والهجوم على أبومازن؟ وهل مساعداتك لقطاع غزة تأتى ضمن هذا الهجوم من خلال التقرب من حماس المسيطرة على القطاع؟


بداية المساعدات فى قطاع غزة واجب وليس لها أى علاقة بالمماحكات السياسية، لأن شعبنا مظلوم ومقهور ولا يقدم له مساعدة لا من سلطة عباس ولا من سلطة حماس فقد ترك لقدره، لذلك المساعدات إلى فئات وليس إلى حماس فقد تم توزيعها للجامعات ولمن استشهدوا ثم إلى 12 ألف جريح ثم إلى العائلات الفقيرة حيث كشوف الشؤون الاجتماعية ثم إلى عائلات فردية إلى إسر الشهداء الذين استشهدوا من أبناء فتح على أيدى حركة حماس.

أنت لا تستطيع أن تقدم أى مساعدة لأبنائنا فى قطاع غزة إلا بتوافق مع حماس وهذه كانت العقدة، لا تستطيع القيام بذلك إلا بالتفاهم معهم أو بقبول المبدأ لذلك شكلنا لجنة وطنية وإسلامية برئاسة فتح «لجنة التكافل الاجتماعى» وتقوم بالتوزيع على الفئات.

وما بينى وبين حماس أرجو أن تكون الأمور واضحة فلقد طرحت مؤخراً مبادرتى ومن أجل ذلك أنا مستعد للقاء والحوار مع الجميع وتحديداً حماس والجبهتين الشعبية والديمقراطية والجهاد الإسلامى لاقترابهم من هذا البرنامج، فأنا لا أدخل فى تحالفات مع أحد ضد محمود عباس، فأبناء فتح كفيلون بأبومازن ولا نحتاج لتحالفات.

أبومازن تحالف مع حماس وعليكم بقراءة محاضر اجتماعاته مع محمد مرسى، حيث كان يأتى إلى القاهرة ويقوم بالتبليغ عنى ويتهمنى بأنى أدعم الثورة المصرية بالأموال والإعلام، وأنا لدى محاضر تلك الاجتماعات، فخطاب مرسى الأخير الذى ألقاه كان الجميع يعلم فحواه فقد كانت الرئاسة فى عهد مرسى جمعية خيرية.

اليوم السابع -9 -2015

لذلك فإن البرنامج الذى أطرحه قائم على شراكة سياسية وأن يعود البرنامج لأصله وإلى وضعه وتمتينه وتعزيزه سواء فى السلطة أو فى المنظمة، ثالثا أن نتفق على برنامج مقاوم مع الجميع رابعا تحديد شكل ومضمون نظام الحكم وليس ميليشيات وعصابات، يجب أن نؤهل أنفسنا لأن نكون دولة تستطيع أن تحيا وتستطيع أن تحدث فيها تنمية وتغيير فى النظام التعليمى والصحى وأن تعالج قضايا عمرها 50 سنة من الناس والعائلات والأسر.

حركة حماس لا تريد التحالف معى أو مع غيرى لأن لديها برنامجها، وبينى وبينها بحر من الدم، وأنا لا أترك فى الوضع الفلسطينى الراهن والملىء بالمآسى عُقد تحكمنى ولكن أستفيد منها وواجبى أن أستفيد منها وكلها دروس مستفادة حتى لا تتكرر، أما أن تجعل الأزمة بيننا وبين حماس مدى الحياة هذا لا يجوز ولابد من تفاهمات جادة وقاسية معهم وليس واجبنا الاقتتال فيما بيننا، وقد التقيت بقادة حماس عندما جاءوا للقائى فى الإمارات والقاهرة ولكن حتى الآن لا يوجد تفاهم سوى تقديم المساعدات الاجتماعية لأبنائنا فى قطاع غزة، أما الضفة فأبومازن يمنعنا من القيام بذلك.

هل تطرقت مع قيادة حماس للمصالحة الفلسطينية؟


المصالحة الفلسطينية يجب أن تتم بين حركة حماس ومحمود عباس، لكن عقب فشل حماس وأبومازن طرحت مبادرتى التى تتكون من 9 بنود وفيها معالجة جادة وشراكة جوهرية وفيها اعتراف بوجود أخطاء سابقة، يجب أن يتم معالجتها وفيها أمل للمستقبل نستطيع أن نبنى عليه.

«اليوم السابع»: هناك تقارير إعلامية تحدثت عن علاقتك بدولة الإمارات ودورك الأساسى فى تقريب وجهات النظر فى العلاقات المصرية الإثيوبية.. وتقارير تحدثت عن دور محمد دحلان فى صربيا.. وهل صحيح أن دحلان رجل إنهاء صفقات السلاح الأخيرة فى الشرق الأوسط.. ما هو ردكم على ذلك؟


من يكون خصم للإخوان المسلمين عليه أن يدفع الثمن، وقد عشتم تحت حكمهم لمدة عام كامل وليس 30 عاما مثلى أنا، فلقد اختلفت مع الإخوان منذ عام 1981 ولم يكن الإعلام وقتها مثل اليوم، وأول سكينة غرست فى جسدى كانت من حماس عندما كنت شابا لأننى قلت إننا وطنيون ضد الاحتلال، ثانيا من يمتلك المنصات الإعلامية هما قناة الجزيرة والإخوان المسلمين وبالتالى على الآخرين أن يدفعوا الثمن، ثالثا الوطنيون والقوميون والناصريون فى العالم العربى كله كان من المتوقع أن يقفوا مع وطنى مثلى، لكنهم وربما بسبب الدعاية السوداء اختاروا الوقوف مع الاتجاهات الإسلامية، فأنا شخص جرىء فى طرح مواقفى وثبت بالدليل القاطع ولسوء حظ خصومى أننى فى غالب الأحيان على حق وأتذكر عندما كنت فى مصر للعلاج بعد عملية جراحية فى قدمى وعندها كانت حماس تجهز للانقلاب، قلت «من يريد أن يقوم بالانقلاب على السلطة ويتحكم فى غزة هو شخص أهبل ولا يفهم سياسة»، وأما أبومازن فقد اتهمنى بهزيمة القوات الفلسطينية مع أننى كنت بعيدا عنها 5 أشهر، عندما ذهبت للعلاج بعد اتفاق مكة وكانوا يتصلون بى وكنت أطالب أبومازن بأن يذهبوا لغزة وقيادة المعركة وكانوا يتراجعون بذريعة عدم وجود سلاح، فالفكرة أنه عندما تجد شخصا من فتح لديه كرامة يقف ضد الإخوان يتم العمل على القضاء عليه.

اليوم السابع -9 -2015

فى عام 2001 قادة القسام محمد الضيف والجعبرى قالا لأخى وصديقى سمير المشهراوى، إن القضاء على دحلان سينهى حركة فتح لذلك كان التركيز علىّ، فقناة الجزيرة نشرت تقريرا كاذبا يفيد بقيامى بتسليح القذافى وقاموا بإعداد العديد من الحلقات يوميا عن ذلك.

وفيما مضى كنت لا أحتمل مثل تلك التقارير الإعلامية فكانت تصيبنى بالغضب، فذات مرة حين كنت أعمل بالجهاز العسكرى «الغربى»، وهو جهاز يعمل ضد إسرائيل فى الداخل، أصبحت مسؤول الأمن وصدر بيان ضدى وصم جهازنا بالعميل، مما جعلنى أستشيط غضبا ذلك لأنى كنت مقاتلا ومقاوما، وحينها حدثنى الرئيس أبوعمار وقال لى من كان يريد أن يتحمل مسؤولية وأن يصبح فى مركز قيادى فعليه أن يجمع ما كتبته الصحف عنه فى ذلك اليوم ويقفز فوقها، واكتشفت لاحقا أن كلامه صحيح، فمن يريد قيادة شعب مغلوب على أمره وضعيف لابد أن يكون شخصا قويا يتحمل مسؤولية ولا يضع فى حسبانه ما يقوله الغير عنه إذا كان مقتنعا وطنيا أنه يخدم مصالح الشعب الفلسطينى.

أما فى اتفاق المعابر على سبيل المثال الذى انتزعناه من الإسرائيليين لم يكن الانسحاب الإسرائيلى من غزة مطروحا لكن بفضل جهدنا وللفريق الذى عمل معى والوزير الراحل عمر سليمان، أخذنا المعبر من إسرائيل وهاجمتنا حركة حماس، كنت سعيدا للغاية عندما أرى المواطن الفلسطينى قادرا على السفر عبر المعبر وإنهاء إجراءات سفره فى 3 دقائق وهم سعداء وليس فى 3 أيام و3 أشهر كما يحدث.

أنا لا أشغل موقعا منذ 7 سنوات ولكنى مؤثر ولا يستطيعون أن يتجاوزونى لأنى أنا مؤمن بأن العمل ثم العمل ثم المثابرة وعدم اليأس والاستمرار فى الهجوم حتى تتحقق أهدافك هذه هى استراتيجيتى، أما يأتى شخص ويقول كلام سيئا أو جيدا لا أكترث لذلك، فعندما انتسبت لحركة فتح وسجنت فى السجون الإسرائيلية والعربية، لم يجبرنى أحد على ذلك، أما أن تختصم الإخوان ولا تدفع ثمنا لذلك تكونا مخطئا فلابد أن تدفع الثمن.

ودليلى على أن الشعب يدرك من يعمل من أجله فقد حصلت على عدد أصوات يفوق عدد أصوات حماس بزيادة 10 آلاف صوت فى انتخابات المجلس التشريعى برغم كل هجومهم على شخصى، ورغم كل هجمات القادة على فى مؤتمر فتح فقد نجحت وكنت أول المنتخبين للجنة المركزية، فأن تكون صاحب موقف فلابد أن تدفع ثمنا فالأساس أن تتيقن من موقفك أنه صحيح وتدافع عنه.

أما قناة الجزيرة فموقفها محدد وقد شنت على شخصى حملة منذ 10 سنوات.. ووصفونى مرة بتاجر السلاح ومرة بتاجر نووى وهذا لا يزعجنى.

ماذا عن وساطتك بين مصر وإثيوبيا وتواجدك فى الإمارات؟


كل علاقاتى مع الدول العربية والأجنبية ورثتها من ياسر عرفات وأنا من طبعى أحافظ على تلك العلاقات وأنميها، فصربيا ويوغسلافيا فى السابق أعرفها منذ اندلاع الحرب بين المسلمين والصرب وأحافظ على تلك العلاقات، فأنا شخص أحافظ على علاقات طيبة ومتوازنة وقائمة على الإنجاز، ومثابر فى عملى ولم أتسلم مهمة وفشلت فيها، أنا أخذ مهامى على محمل الجد وأنجزها بأقل تكلفة وأكبر إنجاز.

أما عن تواجدى فى الإمارات وما يثار من تقارير فأنا لا أعمل مستشارا أمنيا لأخى وصديقى الشيخ محمد بن زايد ولا أشغل أى منصب فى دولة الإمارات.

هل ينتظر الفلسطينيون ميلاد أبوعمار جديد فى ظل الحالة الراهنة؟


كل زمن له قادته، ياسر عرفات كان رمز الوطنية الفلسطينية على مدى 50 عاما وأسس الوطنية الفلسطينية وكان زعيما وأبا ومشاكسا ومقاتلا ومن عالم آخر لا تستطيع أن تعيد إنتاجه، نحن ليس بحاجة إلى زعماء الآن، الزعيم الفلسطينى أسس مقومات الزعامة، نحن بحاجة إلى موظف يخدم أبناء الشعب، الزعامة لها ظروفها وتاريخها والأصل أنك تؤسس نظاما قائما على شراكة وطنية صحيحة، إدارة علمية حديثة، استخدام مواردك بالشكل الصحيح، استخدام طاقتك الوطنية فى مواجهة الاحتلال بالطريقة السليمة، فعلى سبيل المثال أنا لا يستهوينى شعار أننا عندنا 100 ألف شهيد لماذا لا يكونون ألفا فقط، فالزمن اختلف ولا نريد أن يحكم فرد مهما كان شأنه بل نريد دولة مؤسسات لا نريد شعارات، لدينا 160 ألف خريج جامعى فى فلسطين الصغيرة وشعبها لا يعملون، لذلك يجب وضع شعار كيف يتم حل 160 ألف وظيفية بمتوسط 5 أفراد للأسرة بدلا من بيع شعارات مقاومة فى البلاد.

ويجب أن يتم السير بالتوازى من حيث أن تقاوم بتحقيق التنمية ومع إبداع للوصول لأفضل نتائج بأقل التكلفة، فليس هناك جدوى للمقاومة وإنهاء الاحتلال من دون خلق مناضل مثقف مقابل مناضل فقير، فالمؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف، والشعارات أن يظل الفقراء فقراء كى تضمنهم، تنعكس سلبا حيث ينضموا لتنظيم داعش أو تيارات إرهابية أخرى، لذلك لابد من خلق مجتمع مقاوم مثقف متعلم.

اليوم السابع -9 -2015

أما منظمة التحرير فكانت ترسل منحا دراسية سنوية بالآلاف إلى الخارج وإلى شتى الدول وتلك واحدة من أفضل الإنجازات التى حققتها، فقد حصل الآلاف من أبنائنا على الشهادات العليا والخبرات العلمية، لأننا كنا نسعى إلى بناء الإنسان المتعلم المقاوم فى سعينا لتحرير فلسطين بكثير من المثابرة وقليل من التكلفة.


اليوم السابع -9 -2015






مشاركة




التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

ali.fayad

رئيس فلسطين القادم

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد صالح

حبيبى أبو فادى

عدد الردود 0

بواسطة:

محى اباظة-هولندا

الفلسطينين

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد البرنس

دحــــــــــــــــــــلان وما أدراك ما دحــــــــــــــــــلان

عدد الردود 0

بواسطة:

.

أنا أكره هذا الرجل ولا اراه إلادمية فى يد أمريكا وإسرائيل ولا أستبعد وصوله لمقعد الرئاسة فى فلسطين

.

عدد الردود 0

بواسطة:

حسام ... المصري

... من دحلان ... الى عباس ... الىهنية ... يا قلبي لا تحزن ....

عدد الردود 0

بواسطة:

موفاز

لن ننساك يا صديقي

تعاونك في محاربة المخربين لن ينسى

عدد الردود 0

بواسطة:

الحاج محمد حسين السلامونى

تفكير عقلانى

عدد الردود 0

بواسطة:

مصر

السيد دحلان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة