قدم المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء السابق، ما فى وسعه فى مرحلة حرجة وصعبة، يكفى الرجل رغم كل الأخطاء والعثرات أنه قدم صورة جديدة لرئيس الوزراء فى مصر، نقل هذا الوطن من مرحلة رئيس الوزراء الذى يعيش فى برج عاجٍ، منفصل عن الواقع إلى مرحلة رئيس الوزراء المشتبك مع مشاكل الناس فى الشوارع، ربما افتقدت حكومته إلى بعض الرؤية التى تحول هذه الحركة فى الشارع إلى مشروع متكامل، ولكن سيظل يذكر التاريخ له أنه أكثر رئيس وزراء فى عهد الحكومات المصرية حركة وتجولا واقتحاما لمشاكل الشارع المصرى.
يستحق المهندس إبراهيم محلب التحية على ذلك بلا شك، ولكنه دفع كثيرا فى مقابل أخطاء بعض وزرائه وعدم قدرتهم على التعامل مع مشاكل المواطنين، ودفع أكثر مقابل عجز وزرائه عن صياغة منظومة واضحة لإدارة الأزمات، فكان بعض الوزراء أقل من المستوى فى التعامل مع الأزمات، وكانوا مثالا للعجز عن ابتكار الحلول وإيجاد الطرق المثلى للتعامل مع المواطن، كما كان بعضهم مثالا للبطء والاستسلام لمشاكل الروتين والخوف من الإعلام، حتى ظهرت فجوة واسعة وكبيرة بين أداء الحكومة وأداء الرئيس، وبات الجميع يرى أن الوزارة الأخيرة تمثل عبئا على الرئيس الذى ينجز كثيرا فى ملفات خارجية ودولية، وينجز بشكل أسرع فى كل مشروع تتداخل فيه مؤسسات الرئاسة.
الأزمة الأخيرة الخاصة بتورط وزير الزراعة فى قضية الفساد والرشوة كانت مثل القشة التى أنهت حكومة محلب، ليس فقط بسبب تفاصيلها الكارثية، ولا بأن الحكومة التى تعهدت بملاحقة الفساد سقط واحد منها فى فخ الفساد برشوة أقل ما توصف بأنها مهينة، ولكن لأن انتشار بعض الشائعات عن تورط وزراء آخرين، وفشل الحكومة فى التصدى لهذه الموجة جعل الحكومة محل شك، وليس من مصلحة هذا الوطن أن يسير أموره حكومة يشك فيها المواطن، ولا يثق برجالها، وليس من مصلحة هذا الوطن أن تتم الانتخابات البرلمانية المقبلة تحت مظلة حكومة لا يثق بها الناس فى الشارع، وهنا تأتى أهمية هذا التغيير فى هذا التوقيت.
البعض يعتقد أن التغيير حدث فى غير توقيته، وأن الحكومة التى سوف يتم تشكيلها فى الفترة المقبلة تحت رئاسة المهندس شريف إسماعيل وزير البترول عمرها قصير لأن وجود البرلمان بعد شهرين أو أكثر قليلا سيعجل برحيلها، وبالتالى ستكون الحكومة شبه مؤقتة، وهنا تكمن المغالطة لأن استحواذ حكومة على ثقة الناس أفضل بكثير من العمل فى أجواء من الشائعات والمطاردات التى لن تنتهى، طالما أن قضية وزير الزراعة محل تحقيق، كما أن الحكومة التى ستكون مهمتها تسيير الأعمال فى الفترة المقبلة حتى انعقاد البرلمان ستكون فرصة جديدة لالتقاط الأنفاس، واختيار الأفضل، وستكون مهامها واضحة، وعلى رأسها اختيار مجموعة وزراء فى المنطقة الخدمية قادرين على تقديم نموذج أفضل من هذا النموذج المرتبك والضعيف الذى قدمه وزراء التعليم، والصحة، والتعليم العالى، والقوى العاملة، والثقافة، الذين ملأوا الدنيا صخبا وجدلا بسبب مشاكلهم الصغيرة ومعاركهم الجانبية.
كل التقدير للمهندس إبراهيم محلب على جهوده فى الفترة الماضية، وكل التمنيات بأن يعبر المهندس شريف إسماعيل بحكومته الجديدة نفق الشك والأزمات التى تاهت فيها حكومة محلب.
موضوعات متعلقة..
ابن الدولة يكتب: احتجاجات الموظفين وجماعة العاطلين سياسيا.. قانون الخدمة المدنية يحقق مصلحة الموظف والدولة لكنه مناسبة لإعادة محترفى الاحتجاج إلى الصورة
ابن الدولة يكتب: عملية "حق الشهيد" أكبر عملية للقضاء على الإرهاب.. الخطط تعتمد الهجوم.. وتهدف لتنظيف سيناء من أجل التنمية
ابن الدولة يكتب: لا تنشغلوا عن المعركة الكبرى.. نحن منشغلون بأنفسنا عما يجرى فى سوريا والعراق وليبيا.. وتطورات الأحداث التى تثير الدهشة والعجب
ابن الدولة يكتب: ما بعد قضية وزير الزراعة.. عدد كبير من وزراء المجموعة الخدمية يقدمون نموذجا سيئا للدولة المصرية سواء بسبب البطء أو الارتباك أو سوء التصريحات
ابن الدولة يكتب: رسائل السيسى فى مواجهة حرب المعلومات.. دروس العراق وليبيا وسوريا.. أين الكوادر الحكومية والحزبية التى تتقدم لتقوم بالعمل الإدارى والسياسى وتواجه الحرب؟
ابن الدولة يكتب: التغيير فى وقته الصحيح.. الأزمة الأخيرة الخاصة بتورط وزير الزراعة فى قضية الفساد والرشوة كانت مثل القشة التى أنهت حكومة
الأحد، 13 سبتمبر 2015 09:00 ص
ابن الدولة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
نبيل مجمود والى
المسؤلية التضامنية
عدد الردود 0
بواسطة:
سوسو
شكرا محلب لك كل التقدير و الاحترام انت ابن مصر البار
عدد الردود 0
بواسطة:
زيزو
تحية وتقدير الى الدكتور محلب
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن الدولة الحقيقي
يا عمنا..محلب نقلنا للمسئول الي قاعد يلف في الشوارع و لا يخطط للدولة..
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور خالد
عمل جماعي
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور خالد - دكتوراه في الادارة الرياضيه
تطوير وزاره الشباب وليس الشباب والرياضه
عدد الردود 0
بواسطة:
د فوزى لاشين
شكر وتقدير ولكن؟؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي محمد
حكومه محلب
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي محمد
حكومه محلب
عدد الردود 0
بواسطة:
خمدى عباس ابراهيم
قل [ابتداء] ولا تقل [ابتداءا]