يندرج معرض "جمال كونغو" الذى ترعاه مؤسسة كاريتيه للفن المعاصر بباريس ضمن سلسلة المعارض التى خصصتها المؤسسة للفن الكونغولى، مثل معارض بوديس إيزيك كينجليز عام 1999 و"فن شعبى" عام 2001، و"أحب شيرى صامبا" عام 2004، وكذلك "حكايات للمشاهدة" عام 2012.
ومع ذلك فالمعرض الجديد يختلف عن كل ما سبقه برؤيته الشمولية التى شملت ما يقارب قرنا من الزمان، أى منذ بدايات الحركة الفنية فى كونغو كينشاسا عام 1926 حتى العام الحالي، وضمت مختلف التجارب الفنية فى الرسم والنحت للقدامى والمحدثين، مع التركيز على الجانب الإبداعى الأصيل، الخارج عن المنظومة الأكاديمية.
ويستكشف المعرض تسعين سنة من تاريخ مفتت كانت البلاد خلاله خاضعة للاستعمار البلجيكى، ثم للانقلابات والعنف والاستبداد، يحمل رهانا كبيرا، لأنه لا يستطيع أن يغض الطرف عن دور البيض الأوروبيين، بلجيكيين وفرنسيين بخاصة، فى مساندة الفنانين الأوائل ما بين 1920 و1940 سواء بتوفير المواد الخام التى يشتغلون عليها، أو بالتعريف بهم فى المحافل الأوروبية.
وتعكس الأعمال المعروضة الحياة اليومية فى جمهورية كونغو وتحتفى بالحياة بصورة عامة، برغم المحن والعنف، وأصحابها يمارسون حرية مطلقة دون تقيد بقواعد أكاديمية، ويرجع الفضل فى هذا المعرض إلى أندريه مانيان الذى اكتشف الفنانين الكونغوليين بداية من عام 1987، حينما شرع فى البحث عن ثقافات غير غربية لتقديمها فى معرض "سحرة الأرض" الذى أقيم فى باريس عام 1989، وكان مانيان يعلم بوجود فنانين شعبيين فى كونغو كينشاسا منذ عام 1970 من خلال المتعاونين الفنيين والتجار الفرنسيين والبلجيكيين، ولكنه لم يقف إلاّ على تجارب محدودة لفنانين حالفهم الحظ فى الحضور أوروبيا مثل شيرى صامبا وموكى.
موضوعات متعلقة..
- إعلان القائمة القصيرة لجائزة "مان بوكر"الدولية للرواية لعام 2015
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة