قبل ما تشوى فى العيد.. أبحاث تحذر من الفحم: يسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.. ورماده يحتوى على مستويات مرتفعة من النشاط الإشعاعى.. ولو عاوز بديل اشوى على الشوايات الكهربائية أو الفرن

غالبا ما يتميز الطعام لدى المصريين فى عيد الأضحى بنوع من الروتين، فالإفطار بطبق الكبدة والغداء بصينية الفتة قواعد ثابتة، كما أن تحمية الفحم على أسطح المنازل والبلكونات، وإلقاء اللحوم المتبلة فوقه لشويها عادة لا تنقطع فى أيام العيد.

لكن حذرت دراسة علمية حديثة من الملوثات الناتجة عن دخان الفحم، حيث إنها ترفع من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بسبب الكربون الأسود.

وأظهرت الدراسة، التى نشرت فى دورية الاكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS)، بقيادة البروفيسور جيل بومغارتنر من معهد جامعة ماكجيل للسياسة الصحية والاجتماعية فى كندا، أن الصين على وجه الخصوص تعانى من الهواء الملوث الذى يتجاوز المبادئ التوجيهية للصحة بسبب استخدام الفحم كوقود.

وأوضح البروفيسور جيل بومغارتنر من معهد جامعة ماكجيل، كندا، أن استخدام الفحم كوقود يساهم فى انتشار الجسيمات المفرطة من الكربون الأسود فى الغلاف الجوى.

وذكرت صحيفة ميديكال نيوز توداى، أن ما يقرب من 50٪ من المنازل الصينية تستخدم الفحم كوقود لأغراض الطهى والتدفئة اليومية.

وعلى هذا النحو، درس البروفيسور بومغارتنر وزملاؤه آثار الملوثات الكربونية السوداء على النساء الذين يستخدمون الفحم فى مواقد الخشب التقليدية، وذلك عن طريق قياس التعرض اليومى لها، مع الأخذ فى الاعتبار عوامل اخرى مثل ضغط الدم وكمية الملح المتناولة، والنشاط البدنى، ومؤشر كتلة الجسم (BMI) ومن حيث قربهم من الطرق السريعة، لحوالى 280 امرأة من مقاطعة يوننان الريفية بالصين.

بالإضافة إلى ذلك، وجد بومغارتنر وفريقه أن التعرض لملوثات الكربون الأسود الناتجة عن حرق الفحم كان لها أكبر أثر على المرأة من حيث ضغط الدم، كما وجد أن لها تأثيرا كبيرا على مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وأضاف بومغارتنر أن الكربون الأسود الناتج عن حرق الخشب يرفع من درجة حرارة المناخ، كما أن حوالى 700 مليون منزل بالصين لا يزال يطهى بالحطب والفحم، كما تعانى الصين من التلوث الصناعى.

وفى هذا السياق، حذر باحثون أمريكيون عبر دراسة علمية حديثة من رماد الفحم لأنه يحتوى على مستويات النشاط الإشعاعى التى تثير القلق حول البيئة وصحة الإنسان.

وحلل علماء من جامعة ديوك فى دورهام بولاية نورث كارولاينا، رماد الفحم، فوجدوا مستويات مرتفعة من النشاط الإشعاعى قد تصل إلى خمسة أضعاف مما كانت عليه فى التربة العادية.

وأوضح الباحث المشارك فى الدراسة أفنير فينجوش، أنه حتى الآن، كانت المعادن والملوثات مثل السيلينيوم والزرنيخ هى الملوثات الرئيسية المعروفة والموجودة فى رماد الفحم.

وأضاف فينجوش، وهو أستاذ الكيمياء الجيولوجية وباحث المياه فى كلية ديوك نيكولاس للبيئة، أن هذه الدراسة تزيد من احتمال القلق حول العناصر المشعة الموجودة فى البيئة وخاصة الفحم.

وبالطبع فالأمر لا يعنى الامتناع عن تناول اللحوم المشوية ولكن ينصح باختيار بدائل صحية لعملية الشوى عوضا عن استخدام الفحم، كالاستعانة بالشوايات الكهربائية أو الشوى بأفران الغاز.