الحق فى الدواء يكشف: "النور" يبدأ الترويج لمرشحيه بالانتخابات البرلمانية بتوزيع "سوفالدى" مجانا.. رئيس المركز يؤكد: الحزب اشترى 50 ألف عبوة وسياراته تجوب الشوراع.. والحزب يرد: من لديه دليل يقدمه

فور إعلان اللجنة العليا للانتخابات عن إجراء انتخابات البرلمان فى منتصف أكتوبر المقبل، بدء حزب النور فى الترويج لمرشحيه فى التجارة بآلام المرضى الفقراء من أهالى مدينة الإسكندرية، وتماشيا مع اتجاه الدولة فى مكافحة فيروس سى، لم يجد الحزب إلا المرض نفسه للإعلان عن توفير العلاج مجانا بمقر حزبه بأحد أحياء المحافظة.

قال محمد فؤاد رئيس المركز المصرى للحق فى الدواء، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، إن حزب بدأ دعاياه عن توفير عقار المثيل المصرى من سوفالدى الخاص بعلاج فيروس سى، منذ أيام بشوارع منطقة العجمى، من خلال سيارات ظلت تجوب الشوارع لإعلام السكان عن تواجد العلاج بالمقر والاستلام مجانا، وأن الأسبقية فى تناول العقار بالحجز.

وأضاف فؤاد، أن حزب النور اشترى أكثر من 50 ألف عبوة من عقار السوفالدى لمحافظة الإسكندرية وحدها، ويتم توزيعها عن طريق موظفين غير مختصين عاملين بمق الحزب، داخل أكياس من البلاستيك، مشيرا إلى أن تناول العقار بتلك الطرق أمر فى منتهى الخطورة، وقد يؤدى إلى تحور الفيروس وتشكيله خطرا داهما على الصحة العامة.

وأشار رئيس المركز المصرى للحق فى الدواء، إلى أن سهولة وصول هذا الدواء لأى فرد فيه خطر كبير حيث إن هذه الأدوية يتم تناولها مع أدوية أخرى حسب حالة المريض، والتى يحددها الطبيب المعالج، مضيفا: "إلا أن حزب النور قرر أن يشترى الأصوات الانتخابية بهذه الطريقة والأسلوب غير الإنسانى، والذى لا يليق بحزب يصرح دائما أنه ممثل للهوية الإسلامية ويدغدغ عواطف الجمهور بهذه الأقوال، كما إنه يقهر إرادة المرضى فى محاولة لشراء الأصوات الانتخابية بتوزيع هذا الدواء داخل المقرات الحزبية وهذا فعل يعتبر انتهاكا واضحا للحق فى الدواء وتمييزا فاضحا لحساب جمهور على جمهور آخر".

وتابع: "هذه المقرات لن يتردد عليها غير جمهور حزب النور، وقطعيا لن يقترب منها المرضى الأقباط نظرا لموقف الحزب منهم كما يظهر دائما، وبذالك يكون الحزب قد ميز المصريين فيما بينهم وعلى غير ماجاء بالدستور خاصة المادة 53 منه، والتى تنص على أن المواطنين لدى القانون سواء، وهم متساوون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو العقيدة، والتمييز والحض على الكراهية جريمة، يعاقب عليها القانون".

ولفت فؤاد، إلى أنه كان من الأولى لحزب النور، فى حال رغبته فى تقديم خدمة علاجية حقيقية للمرضى بفيروس سى، أن يقوم بتوريد هذه المبالغ إلى أحد المعاهد القومية المتخصصة، على أن يقوم المعهد بتنفيذ برنامج علاجى تحت إشرافه وإشراف الأطباء المختصين بحيث يتأكد المعهد من نوع الكورس العلاجى ومدته والأدوية المرافقة لهذا البرنامج، أيضا يتابعه بعد انتهاء الكورس بثلاثة أشهر لقياس نسب الاستجابة من عدمه.

من جانبه قال الدكتور شعبان عبد العليم، عضو المكتب الرئاسى لحزب النور، والأمين العام المساعد للحزب، إنه لأول مرة يسمع عن قيام الحزب بشراء 50 ألف سوفالدى لتوزيعه على المواطنين كدعاية انتخابية للحزب فى الانتخابات البرلمانية.

وأضاف عبد العليم لـ"اليوم السابع" أن الحزب لم يفعل ذلك، ويعتمد على التواصل الجماهيرى، ولا يعرف شيئا عما قاله هذا المركز من لديه دليل فليظهره لنا.

وأوضح عضو المكتب الرئاسى لحزب النور، أن الحزب يعول على انتشار مرشحيه فى المحافظات والقدرة على الدعاية الانتخابية، ولن يقوم بمثل هذه الأفعال.