الحديث عن التوافق أو الاصطفاف الوطنى لا يعنى بأى حال ضرورة أن يكون كل الناس متفقين على كل القضايا أو أن كل الأحزاب تكون بنفس التوجه، بل يعنى ضرورة البحث عن الطريقة التى تصل بكل التيارات والأحزاب المصرية على جميع اختلافتها ومشاكلها مع بعضها إلى الوقوف صفا واحدا فى تجاه المخاطر التى تحيط بالوطن، يختلفون كما شاءوا ولكن تحت مظلة الوطن، يذهب أحدهم لليمين والآخر لليسار، ينتقد البعض ويؤيد البعض، ولكن كل ذلك لتحقيق هدف واحد هو مصلحة وتماسك هذا الوطن.
الحديث عن توافق حول البرلمان المقبل، لا يعنى أبدا برلمانا خاضعا، بل برلمانا يعرف عن المعارك الصغيرة لن تكون مجدية فى عمر وطن يواجه حربا أخطر من قوى عالمية وإرهاب متوحش، فكل ما نريده هو برلمان متوافق على مصلحة مصر، ومتفق على تنحية الخلافات الصغيرة جانبا وتوفير كل جهد فى معارك ثنائية ومعارك صغيرة إلى إيجاد حلول لمشاكل مصر الكبرى.
فى كل مجتمع فئات ومصالح تتعارض وتتضاد، ودور الدولة أن تكون عادلة بين التيارات، وتمنع أن تجور فئة على أخرى، وأمر صحى وطبيعى أن تكون هناك خلافات فى الرؤى بين الاتجاهات اليسارية واليمينية، والاصطفاف الذى يفيد الدولة، هو أن هناك قضايا متفقًا حولها وأهميتها، لا محل للجدل فيها، فهناك اتفاق على ضرورة إحداث ثورة فى التعليم والنظام التعليمى، والصحة أيضا مجال لا خلاف فى أهميته، ولكن طبيعى جدا أن يظهر خلاف فى طريقة الوصول إلى تلك الأهداف وهنا يظهر دور التوافق والاصطفاف الذى سيجمع كل هذه الخلافات فى بوتقة واحدة هى مصلحة الوطن.
وهذا ما نريده فى البرلمان المقبل أن يجلس النواب من كل الاتجاهات المختلفة تحت القبة لديه طرح غير الآخر، واستجواب غير الآخر، وانتقاد للحكومة هنا وهناك، ولكنهم فى لحظة ما لابد أن يتوافقوا على إدراك الأولويات التى تحتاجها مصر، هذا هو ما نعنيه بالاصطفاف والتوافق ولا شىء غير ذلك، لأننا نؤمن بأن هناك قضايا تستحق من التيارات السياسية والأحزاب أن تتحاور حولها وتقدم فيها حلولا، وهى من القضايا التى تنفع الناس، ولا مانع من الاهتمام بالقضايا السياسية، لكن التقدم فى أوروبا والولايات المتحدة تم بناء على حوارات مجتمعية تتشارك فيها الأطراف وتتنافس، وهذا يعيدنا إلى النقطة الأولى فى معنى الاصطفاف الوطنى، وهو أن هناك قضايا متفق عليها استراتيجيا، والاختلافات حولها فى وجهات النظر، ومع هذا يبتعد عنها الكبار ويفضلون الاستمرار فى الخلاف والاختلاف والقضايا الهامشية.
موضوعات متعلقة
- ابن الدولة يكتب: أخيرا نطق الدكتور البرادعى: حزين عليكى يا بلدى "النمسا".. الدكتور لم يكتب ولا تويتة ضد داعش ولا هدم المتاحف.. ولا عن حزب الدستور رغم نشاطه التويترى الواسع مؤخرا
- ابن الدولة يكتب: النموذج الذى يبحث عنه رئيس الوزراء الجديد فى الإدارة.. تركة شريف إسماعيل ثقيلة ونقطة انطلاق حكومته هى العلاج السريع لكل أخطاء مجلس الوزراء القديم
- ابن الدولة يكتب: نيويورك تايمز تواصل التضليل فى حادث الواحات.. الصحيفة تجاهلت التحقيقات ونشرت معلومات مبتورة تكشف عن رأى مسبق ويتجاهل مواقف مصر تجاه الحادث والمكسيكيين
- ابن الدولة يكتب: قبل أن نقف أمام صناديق الانتخابات.. البرلمان المقبل لديه مهام صعبة فهو الحجر الأخير لاستكمال جدار الدولة وهو المسؤول عن نظر عدد كبير من القوانين
- ابن الدولة يكتب: ماذا تريد مصر من حكومة شريف إسماعيل؟.. وزراء الحكومة السابقة ومن سبقهم أيضا سقطوا فى فخ الخوف من الإعلام.. واستعادة هيبة الوزير أحد التحديات الرئيسية أمام الحكومة الجديدة
عدد الردود 0
بواسطة:
نبيل محمود والى
الاصطفاف والصوت الواحد
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد رمزي
شكر واجب
عدد الردود 0
بواسطة:
بدرية لحد الفجرية
برلمان و لا تفريعة يا دولة
اصلها تفرق معايا اوى اوى اوى مش كده و لا ايه