بدأت مشكلة الشاعر عمر حاذق فى يوم 2 ديسمبر عام 2013م، حيث ألقت قوات الأمن بمدينة الإسكندرية، القبض عليه، وذلك خلال مشاركته بوقفة احتجاجية بالإسكندرية تظاهرة أمام محكمة المنشية البحرية أثناء جلسة إعادة محاكمة قتلة خالد سعيد، واتهمته بالتظاهر بدون ترخيص، وإتلاف ممتلكات عامة.
ومنذ هذا اليوم بدأت منظمات المجتمع المدنى، والمؤسسات الثقافية، والمثقفين، والمهتمون بحقوق الإنسان، يدينون القبض عليه، ويطالبون بالإفراج عنه، فأصدرت نقابة العاملين بمكتبة الإسكندرية، التى ينتمى لها عمر حاذق، توضيح فيه تفاصيل القبض عليه، وعرضه على النيابة، ثم صدر ضده قرار بالحبس لمدة عامين، ودفع غرامة مالية قدرها 50 ألف جنيه.
المثقفون يناشدون "منصور" بالإفراج عن "حاذق"
وعقب تأييد هذا الحكم ضد الشاعر عمر حاذق، قام عدد من المثقفين، بحملة يطالبون فيها الرئيس السابق عدلى منصور، بإعادة النظر فى قانون التظاهر، والإفراج على "حاذق" من بينهم الشاعر سيد حجاب، والشاعر أحمد عبد المعطى حجازى، ومحمد سلماوى، وسعيد الكفراوى، والدكتورة فاطمة البودى، وإبراهيم عبد المجيد، وغيرهم الكثيرين.
منظمات المجتمع الدولى تدين حبس حاذق
ولم يقف التضامن مع الشاعر عمر حاذق إلى حد تضامن المثقفين المصريين فقط، حيث أصدرت لجنة الدفاع عن حقوق الأدباء الشبان بتونس، ومؤسسة القلم الدولية، بيانا تستنكر فيه كل من المؤسستين، حبس "حاذق" وتطالب السلطات المصرية بإطلاق سراحه.
رسالة حاذق الأولى
إلا أن هذه النداءات كلها ذهبت أدراج الرياح بلا مجيب، لكن الشاعر عمر حاذق لم يستسلم لسجنه، فقد اتخذ من الكتابة وسيلة للحياة، ودفاعًا عن نفسه، وتأكيدًا على قوته، فقد كتب من زنزانته الباردة، ليؤكد لكل أصدقائه أنه ليس فقد يربى الأمل ويكتب إبداعاً بل يربى إنسانيته وحريته رغم القيود.. رسالة طويلة من الصمود، وكان اليوم السابع انفرد بنشرها بعنوان " أوسّع مساحة حريتى وإنسانيتى".
الكتابة بجوار برميل زبالة
وبعد هذه الرسالة بشهر واحد، كتب عمر حاذق رسالة جديدة من سجنه ببرج العرب، بعنوان: "أن تكتب بجوار برميل زبالة لا يغسله أحد" يسردها حاذق بتفاؤل بالغ ومثابرة، مكنته من العمل على روايته الجديدة التى قطع فيها شوطا طويلا، حيث الكتابة على ضوء لمبة الحمام فى منتصف الليل وبجوار صندوق قمامة لا ينظفه أحد.
وترجع هذه الرسالة إلى أن الشاعر عمر حاذق، صدر له رواية بعنوان "لا يحب هذه المدينة"، وفى يوم حفل توقيع الرواية الذى نظمته دار العين للنشر، يوم 20 مارس 2014م، ويعبر فى رسالته عن سعادته بحفل التوقيع حتى وإن كان يقام فى غيابه، ويسرد تفاصيل كتابته للرواية.
"أنا حزين يا أصدقاء"
وبعد ذلك نشر عمر حاذق من محبسه رسالتين كانت آخرها بعنوان "أنا حزين يا أصدقاء"، حيث أعلن فيها للمرة الأولى حزنه بعد وفاة والد صديقه إسلام حسنين، المسجون معه فى نفس القضية، وناعيًا والده الذى مات قهرًا على حبس ابنه 19 عامًا.
مكتبة الإسكندرية تفصله من العمل
وقبل ذلك بشهر أى يوم الثلاثاء 22 أبريل 2013، تلقى عمر حاذق أثناء سجنه، خبر يفيد بفصله من عمله بمكتبة الإسكندرية، رئاسة الدكتور إسماعيل سراج الدين، على خلفية القضية، وبرر بيان المكتبة هذا القرار بأن الجرائم التى اقترفها حاذق تمس بأمن الدولة من الداخل، إلا أن عمر حاذق لم يهتز للقرار، واستقبله بصمود، معتبره تصفية حسابات قديمة مع رئيس المكتبة، وعلى إثر ذلك أصدر الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بيانًا تدين فيه قرار الدكتور إسماعيل سراج إسماعيل، مؤكدة أن قرار الفصل قرار انتقاميًا من عمر حاذق بسبب انتقاد حاذق للمخالفات فى مكتبة الإسكندرية.
موضوعات متعلقة..
- إغلاق متحف "كارنافاليه" الفرنسى 4 سنوات للترميم