حلم "الانفصال" يقترب من إقليم "كتالونيا" الواقع شمال شرقى إسبانيا، والذى يبلغ تعداد سكانه 7.5 مليون نسمة وينتج 18% من إنتاج البلاد الاقتصادى، بعد أن أظهر استطلاعان للرأى ونتائج أولية فوز الانفصاليين فى انتخابات برلمان إقليم كتالونيا الإسبانى، أمس الأحد، بينما أعلنت السلطات أن نسبة المشاركة بلغت أكثر من 63%.
ومنح استطلاع أجرى لصالح "قناة تى فى 3" الكاتالونية، حصول الانفصاليين على ما بين 74 و79 مقعدا من أصل 135، فى حين منحهم استطلاع آخر لإذاعة "كوب" ما بين 71 و76 مقعدا. أما من حيث أصوات الناخبين، فقد حصلوا على 49.8% حسب الاستطلاع الأول، و48% وفقا للثانى.
وتعد هذه الانتخابات الأكثر أهمية منذ استعادة الإقليم الحكم الذاتى عام 1979، وتأمل القوى السياسية القومية الحصول على تفويض شعبى لإقامة دولة مستقلة.
وسادت "أجواء احتفالية"، عقب ظهور المؤشرات الأولية، ووعد رئيس الانفصاليين باستقلال كتالونيا عن إسبانيا عام 2017 على أبعد تقدير، حال الفوز بهذه الانتخابات.
من جانبه وصف رئيس إقليم كتالونيا أرتور ماس، فوز الانفصاليين بـ"النصر مزدوج" من حيث المشاركة التاريخية، وكذلك فوزهم بأغلبية مطلقة.
ووفقًا لصحيفة "إيه بى سى" الإسبانية، التى نشرت تسجيل فيديو لكلمته بعد النتائج الأولية التى تشير إلى فوز الانفصاليين، قال "ماس": "إن الانفصاليين يحتفلون فى الانتخابات الأقوى والأشرس فى إسبانيا، حيث شهدت معركة شرسة بين دعاة الاستقلال والتيارات المؤيدة للوحدة الإسبانية".
ويطالب إقليم "كتالونيا" منذ العام 2012 بتنظيم استفتاء على غرار الاستفتاء على سيادة "كيبك" كبرى المقاطعات الكندية والاستفتاء على استقلال "أسكتلندا" عن بريطانيا وقد فاز فيهما الرافضون للانفصال.
ويطمح الكتالونيون من وراء هذه الخطوة الرمزية، لتأكيد حلم الانفصال عن إسبانيا، والذى انتظروا تحقيقه 300 عام.
كانت المحكمة الدستورية الإسبانية، قد حكمت بإلغاء الاستفتاء مرتين، بناءً على طعن قدمته الحكومة الإسبانية، وبناء على ذلك ترى مدريد فى هذا الاقتراع استفتاءً زائفًا، وتبرر موقفها بأن الدستور ينص على أنه لا يجوز للأقاليم تنظيم استفتاء على قضايا تعنى كل الأمة.
كان مئات الألاف، قد احتشدوا فى شوارع مدينة برشلونة، قبل أسبوعين، فى مظاهرة تطالب بالاستقلال عن إسبانيا، وقدرت شرطة برشلونة أعداد المشاركين فى المظاهرة بنحو 1.4 مليون شخص، لكن وزارة الداخلية الإسبانية قالت إنهم يتراوحون بين 520 و550 ألفا.
ويقول دعاة الانفصال أن فوزهم فى الانتخابات يمنح نواب البرلمان تفويضا للشروع فى صياغة دستور لإقليم كتالونيا والسعى إلى الدخول فى مفاوضات مع الحكومة المركزية بشأن الانفصال، ويرون أن إعلانا من جانب واحد لاستقلال الإقليم الصناعى، قد يتبناه البرلمان بحلول عام 2017.
وحال استقلال إقليم كتالونيا فسيأخذ معه 20% من إجمالى الناتج المحلى لإسبانيا التى تعد الاقتصاد الرابع فى منطقة اليورو، وتؤمن ربع صادراتها، فى الوقت الذى ترفض فيه حكومة رئيس الوزراء الإسبانى ماريانو راخوى أى محاولة لإجراء الاستفتاء.
على الصعيد الرياضى، كان رئيس رابطة الدورى الإسبانى، خافيير تيباس، قد صرح فى وقت سابق بأن فريقا برشلونة وإسبانيول لن يشاركا فى الليجا حال استقلال كتالونيا عن إسبانيا.
حلم الانفصال عن إسبانيا يداعب "كتالونيا".. فوز الائتلاف الانفصالى بـ 49% من الأصوات فى مؤشرات الانتخابات البرلمانية.. أجواء احتفالية بالشوارع.. ورئيس الإقليم: "انتصرنا".. ويعد بالاستقلال عن مدريد 2017
الإثنين، 28 سبتمبر 2015 06:06 ص
الانتخابات فى كتالونيا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة