قال الكاتب الكبير محمد سلماوى، إن ظروف كتابتى لكتاب "حواراتى مع نجيب محفوظ" كانت مناسبة سيئة، وهى الحادث الذى تعرض له الكاتب الكبير نجيب محفوظ، لمحاولة قتله، والذى أنقذته العناية الإلهية منه، وفى ثانى أيام الحادث ذهبت له إلى المستشفى وطلبت زيارته ولكن الزيارة كانت ممنوعة، ولكن عندما أبلغه الدكتور طالب بمقابلتى، وعندما دخلت له حكى لى ما حدث بالتفصيل وقال الشاب اللى حاول قتلى ليه يعمل فى نفسه كدة، ، قال: هؤلاء الشباب مضحوك عليهم.
جاء ذلك خلال مناقشة كتاب"حواراتى مع نجيب محفوظ" للكاتب الكبير محمد سلماوى، بجريدة الأهرام، وبحضور عدد من الشخصيات العامة منهم الكاتبة فريدة الشوباشى، والمحامى عصام شيحة، والمفكر ثروت الخرباوى، والإعلامية رانيا بدوى، والناقد شريف الجيار.
وأوضح محمد سلماوى، أنه ذهب لمقابلة الشاب الذى حاول قتل نجيب محفوظ، فعندما سألته لماذا قمت بذلك العمل رد عليه قائلاً لأنه كافر، وأبلغته أن نجيب محفوظ سامحه، مضيفاً ولم يتأثر بذلك.
وأضاف الكاتب محمد سلماوى، أن نجيب محفوظ خرج من المستشفى بعد أسبوعين، وكان أرشيف مقالته اقترب من النفاد، وطلب منى أن أقوم بإحضار أوراق وأن أكتب المقالات على هيئة مجموعة حوارات وكانت بالنسبة لى مفأجاة كبرى، فقلت له لماذا رد على قائلاً إن لى وجهة نظر فى هذا، وهو أننى ابن ثورة 1919 وأنت من أبناء 23 يوليو، وكان أول حوار هو إعلانه بإيمانه بالله كما يرى.
وتابع: كنت أذهب له كل أسبوع فى تمام الساعة السادسة مساء، لنبدأ الحوار وكان يشمل موضوعا واحدا أو سؤالا واحدا وتجمع لدى ما يقرب من 500 ساعة، وما نشر فى الكتاب لا يمثل 5% من مما قاله نجيب محفوظ، وأشياء غير قابلة للنشر بالإضافة لعدة لقاءات نجيب محفوظ مع عدد من رجال السياسة الأجانب، وعدد من الصحفيين.
وأضاف محمد سلماوى، أنه ذات يوم طالب رئيس وزراء إسبانيا بزيارته فقال لى "هاتوا معاك يوم السبت"، فقلت له غير مناسب، فرد قائلاً "حاول ما استطعت وإذا لم تستطيع اعتذر له"، ولكن نجحت فى أن آتى به وقام رئيس وزراء إسبانيا بتقليده وساما رفيعا، وظلت هذه الحوارات حبيسة حتى أراد الناشر محمد الشاذلى أن ينشرها.
كما نفى الكاتب محمد سلماوى ، ما يتردد حول تأييد نجيب محفوظ للتطبيع، وكان لا يتبع السلطة وكان يرى أن تظل قضية الشرق الوسط موضع تفاوض، وكان نجيب محفوظ له تحفظات حول قضية كامب ديفيد، وكان أول من طالب بدولة فلسطينية كان نجيب محفوظ وكانت خلال كلمته فى نوبل.
وقال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة السابق، عام 1945 كتب العقاد مقالة وقال إن مكتبته تخلو من الروايات لأنه يرى أن الشعر أهم من الرواية وأن بيتا واحدا من الشعر يساوى رواية كاملة.
وجاء رد الروائى الكبير نجيب محفوظ على تلك الرواية وكان وقتها شابا صغيرا، قائلا لقد ساد الشعر فى عصور الفتنة والأساطير وأن هذا العصر عصر العلم والحقائق ويحتاج لفن جديد، وقد وجد العصر رغبته فى القصة، ومرت الأيام ويحصل هذا الشاب على جائزة نوبل حيث رأى أن 1945 هو عام تطور الأدب وهذا التغيير هو الذى يؤدى إلى العيش فى جو الرواية، وليس هذا تقليلا من الشعر حيث كان محبا للشعر، ومع هذا يؤمن بأن العصر المقبل هو عصر الصناعة والحقائق، وتحقق كلامه فعلا، وعشنا عصر الرواية وانتقلنا لعصر السرد بعد ذلك.
وأضاف الدكتور جابر عصفور، أن الحوار الذى لفت نظرى هو حوار هل الله موجود، وحاور سلماوى نجيب محفوظ الذى أقنعه بوجود الله، وأن هناك أخلاقا ليبرالية داخل الحوارات، فهو يدافع عن حرية الفكر، ويجعل نفسك تطرح سؤالا أين نحن من هذا الزمن؟.
وتساءل الدكتور ثروت الخرباوى، عن باقى الـ500 ساعة، حيث إن نجيب محفوظ شخصية عامة، ومن حقنا أن تنشر، وجاء رد الكاتب الكبير محمد سلماوى، أنا أتفق معك تماما قائلاً إن هناك اعتبارين وهو سماعى للتسجيلات حتى أقوم بتفريغها ولكن عندما أسمع صوته كنت عاطفيا لا أستطيع أن أكمل، والنقطة الثانية أن كل المواد الموجود معظمها قابلة للنشر ولكن اختيار الموضوعات المناسبة كان المراد.
وأضاف الكاتب محمد سلماوى أن الروائى العالمى نجيب محفوظ كان يرفض أن يستأذن الأزهر فى كتابة أعمالة وكان يمنع أى رواية من الممكن أن يعترض عليها اأفزهر من تلقاء نفسه احتراما لمؤسسة الأزهر الشريف، ومن هذا المنطلق اشتغلت على المادة المكتوبة، ولكنى سأقوم بتفريغ باقى ساعات حواراتى مع نجيب محفوظ.
وأعلن الكاتب الكبير محمد سلماوى، أن باقى الــ500 ساعة المسجلة مع نجيب محفوظ ، سوف أحولها على CD، وأقدمها هدية لمتحف نجيب محفوظ، الذى لم يعلن مكانه حتى الآن، مضيفًا أملك الكثير من مقتنيات تخص نجيب محفوظ.
وقال الدكتور جابر عصفور ، رداً على سؤال الناشر محمد رشاد، رئيس مجلس إدارة دار المصرية اللبنانية، هو لماذا عندما يقدم لى كتاب عن نجيب محفوظ أجده مختلفاً؟، فأجاب بأن هناك عبقرية فى الكتابة والماسة الحقيقية عندما يسقط عليها الضوء تشع نورا ولكل كاتب وجه نظر مختلفة، وكل ما كتب عن نجيب محفوظ أكثر من 300 كتاب، وكل كتاب له وجه نظر مختلفة، وهناك تفاعل لا يتكرر ، فكل كاتب أو ناقد له وجه نظر مختلفة.
كما طالب الدكتور جابر عصفور بتوقيع الحاضرين على بيان موجه لرئيس الوزراء بسرعة إنشاء متحف للكاتب العالمى نجيب محفوظ، وأثنى على ذلك الاقتراح الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وطالب بأن يكون المتحف بتمويلات شعبية، قائلاً أنا أول المتبرعين.
خلال مناقشة كتاب"حوارات مع نجيب محفوظ".. سلماوى: محاولة قتله أتاحت لى الفرصة بتسجيل 500 ساعة لصاحب نوبل.. أطالب بسرعة إنشاء متحف"محفوظ"بتمويلات شعبية.. وجابر عصفور: الحوارات تتسم بالآداب الرفيعة
الخميس، 03 سبتمبر 2015 10:30 م
الكاتب الكبير محمد سلماوى