ومعرض "أسرار مصر الغارقة"، معرض استثنائى ينظمه معرض العالم العربى بالتعاون مع جمهورية مصر العربية ويتضمن مجموعة فريدة من الآثار التى توصلت إليها عمليات التنقيب البحرى التى أجريت على مدار السنوات الماضية فى خليج أبى قير أمام سواحل الإسكندرية بقيادة عالم الآثار الشهير فرانك جوديو، بالإضافة إلى تشكيلة نادرة من المقتنيات الأثرية التابعة لعدد من كبريات المتاحف المصرية".
وقالت إلهام صلاح الدين، رئيس قطاع المتاحف، أن معرض "أسرار مصر الغارقة"، تدور فكرته حول المعبود أوزيريس فى العصور الفرعونية واليونانية والرومانية وتستغل فيه الآثار التى تم الكشف عنها فى الماء بواسطة بعثة المعهد الأوربى للآثار تحت الماء، سواء المخزنة أو المعروضة فى كل من متحف الإسكندرية القومى ومكتبة الإسكندرية مدعوما ببعض القطع الأثرية من المتحف المصرى والمتحف اليونانى الرومانى.
وأكدت إلهام صلاح الدين فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه يبلغ عدد القطع المسافرة 293 قطعة منها 270 تقريبا منتشله من الماء ناتج أعمال بعثة المعهد الأوربى للآثار تحت الماء، وتنقسم مجموعة آثار المعرض المنتشله من المياه إلى ثلاث مجموعات مستخرجة من الميناء الشرقى وموقعى كانوب وهيراكليوم بخليج أبى قير.
وأوضحت إلهام صلاح الدين، أن أهم هذه القطع هى التماثيل العملاقة (أرتفاع 5 أمتار) لملك وملكه غير معروفين من العصر البطلمى والمعبود حعبى، وكذلك لوحة هيراكليوم وهى اللوحة التوأم للوحة نقراطيس المحفوظة بالمتحف المصرى بالإضافة للوحة أطلقنا عليها اسم هيركليوم انتشلت من موقع هيراكليوم (6 x 4 امتار) وهى لوحة مكتوبة باللغتين المصرية القديمة (هيروغليفية) واليونانية ترجع لعصر بطلميوس الثامن.
وأشارت رئيس قطاع المتاحف، إلى أنه يتم عرض مجموعة من الرؤوس للمعبود سرابيس وتمثالان لملكتان بطلميتان مرتديتان ملابس ايزيس من موقع كانوب، أما من الميناء الشرقى فيعرض تمثال الكاهن. كما يعرض مجموعة من اللقى الفخارية من المواقع الثلاثة وتماثيل برونزية صغيرة وبعض الأدوات البرونزية وخاصة مجموعة من المغارف التى تم الكشف عنها بمعبد المدينة، هذا إلى جانب مجموعة من الحلى والتمائم من المواقع الثلاثة، هذا بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الآثار من كل من المتحف اليونانى الرومانى بالأسكندرية والمتحف المصرى بالقاهرة والتى ترتبط ارتباطا وثيقا بعبادة أوزوريس فى العصور الفرعونية واليونانية والرومانية مثل عجل ابيس وتمثال سرابيس الخشبى وعمود جت وعين ودجات وتماثيل أوزوريس وإيزيس وحورس على شكل إنسان أو صقر وحربوقراط وما يخصهم من آثار أو المعبودات التى تشبهت بهم فى العصور المختلفة.
وتابعت ومن المنتظر أن يعيد هذا المعرض صورة مصر المعروفة إلى أذهان الزوار وأن يحثهم ومعارفهم على زيارة المواقع والمتاحف فى مصر، وبالإضافة للدعاية المرجوة والتى تحتاج لها مصر بشدة فى الوقت الحالى فإن عقد المعرض ينص على تسديد مبلغ 920 ألف يورو للوزارة عن مدة إقامة المعرض وهى 16 شهرا وكذلك (1يورو) عن كل تذكرة بعد المائة ألف تذكرة الأولى، حيث أن عدد التذاكر المباعة فى المعرض السابق بفرنسا كانت حوالى 500ألف تذكرة مما يعنى أنه ينتظر أن يدر المعرض فى باريس بمفردها حوالى 400 الف يورو إضافية.
ولفتت أن هناك فائدة أخرى للمعرض حيث يتم صيانة وترميم الآثار المسافرة بأحدث الطرق مثلما حدث فى حالة تمثال العجل أبيس بالإضافة لتوثيق هذه الآثار بالطرق الحديثة وبالطبع فإن كل ذلك على نفقة الجهة المنظمة للمعرض وهى مبالغ ليست بالقليلة، كما يرافق المعارض فى مراحلها المختلفة "النقل، الفض، العرض، التغليف"، مرافقين من تخصصات مختلفة مثل شرطة السياحة والآثار والمرممين والأثريين وهو ما يوفر فرصه طيبه للاحتكاك بالخبرات الدولية فى هذه المجالات فى كل من متحف زيورخ والمتحف البريطانى وهما من أعرق متاحف العالم ويأتيهما الزوار من كل حدب وصوب.
المعرض يعيد وضع مصر على خارطة السياحة العالمية
وقالت إلهام صلاح الدين أن المعرض الذى ينظمه معهد العالم العربى بين 8 سبتمبر 2015 و 31 يناير 2016 يسعى لإدخال الجمهور فى قلب الحضارة المصرية المدهشة وتعريفه بأسرار أوزيريس، ويغوص به فى الأجواء الساحرة لعمليات التنقيب البحرى، كما سيتابع الجمهور مسار الطواف الشهير لقارب أوزيريس من معبد آمون فى هيراكليون إلى معبد كانوبس حيث انتقل أوزيريس إلى العالم الآخر ليسود فيه ملكا، وذلك على مساحة 1100 متر مربع.
وأكدت رئيس قطاع المتاحف أنه فى معرض "أسرار مصر الغارقة" يعرض لأول مرة فى فرنسا أكثر من 40 تحفة من مقتنيات كبريات المتاحف المصرية "المتحف المصرى فى القاهرة" ومتحف الإسكندرية القومى" والمتحف البحرى فى الإسكندرية" والمتحف اليونانى الرومانى فى الإسكندرية، ومتحف الآثار بمكتبة الإسكندرية".
يُعتبر معرض (أوزيريس – مصر وكنوزها المغمورة) استمرارية لمعرض (كنوز مصر المغمورة) الذى نُظّم فى قاعة القصر الكبير فى باريس سنة 2007 ورسم مسارا لتاريخ مصر القديمة الغابر استنادا إلى عمليات التنقيب التى كان فرانك جوديو وفريقه قد أجروها، فاجتذب أكثر من 800 ألف زائر.
موضوعات متعلقة..
- تزويد فتارين العرض المتحفى بـ"الفن الإسلامى"بنظم حماية ضد التلوث وأشعة الشمس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة