محمد مندور يكتب: الرئيس. . حديث الشباب والثقافة

الأربعاء، 13 يناير 2016 03:12 م
محمد مندور يكتب: الرئيس. . حديث الشباب والثقافة محمد مندور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليست أزمة الشباب اقتصادية فقط، فالواقع أكثر مرارة عندما نتحدث عن حال شباب تركوا ثرواتهم وبلدانهم للالتحاق بصفوف الجماعات الإرهابية مثل داعش، التى ضمت أوروبيين وشباب من الخليج.. ونحن نعرف أن الظروف المعيشية بهذه المجتمعات أكثر رفاهية فى ظل ظروف مستقرة اقتصاديا.

جوهر الأزمة لدى هؤلاء فكرية فى المقام الأول.. أثرت فيهم ثقافة التكفير ورفض الآخر والانطواء منذ الصغر فى كتاتيب ودروس ومنابر صارت تصدر الفكر التكفيري.. رافضة مجتمعاتهم.. فتخرج من بين هؤلاء عناصر كان لها القوة والتأثير فى تكوين الجماعات الإرهابية.

لم تكن مصر بمعزل عن هذه الأزمة. . ولنا فيها دروس وعبر.. لأن حل أزمات الشباب الفكرية والثقافية والاقتصادية تحتاج عوامل عديدة وتضافر الجهود الرسمية والمجتمعية لحلها.

فما بين التكفير والتشدد والتطرف، والانحلال واللامبالاة وانعدام القيم وضعف الانتماء تدور الرحى على عقول شبابنا لإضعاف المجتمع ليصبح فى حالة خواء.
حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى فى يوم الشباب وضع يده على توصيف هذه الحالة، وكان عمليا فوجه ببعض الحلول. . التى تتطلب تحركا سريعا من المسئولين الجالسين على مكاتبهم بخطوات عملية تنفذ جوهر ما قاله الرئيس.. وأكرر. . جوهر ما قصده الرئيس..وليس الشكل والمنظرة.

فالحديث حول الجوهر يعنى أن نصل إلى النتيجة المرجوة عمليا. . وحل أى معوقات أو عثرات تقف فى طريقها. فالنجاح يحسب بالنتيجة وليس القول والتقارير الشكلية فقط. وقد عانينا كثيرا بالحديث حول نتائج شكلية وبروباجاندا ناجحة لكنها لا تنم عن تنفيذ حقيقى للإنجازات المزعومة.

الرئيس تحدث عن حلول اقتصادية نحو تمكين الشباب بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة.. وفتح آفاق فرص عمل جديدة.. وحقهم فى تملك الأراضى. . وفتح باب القروض الميسرة.. وغيرها. فهل نرى شبابا يخطو بنجاحاته عبر هذه الوسائل دون معوقات؟ ليلمس الشباب نجاح هذه التعليمات فى الوصول إليهم بالفعل.

لم يتجاهل الرئيس السيسى الثقافة والتفكير والتعليم ليعلن عام 2016 عاما للشباب موجها بتكثيف الفعاليات الشبابية والرياضية والثقافية والعلمية.. وكلها مجالات تحكم تشكيل الوعى والفكر والوجدان. الرئيس وضع يده على أزمة قصور الثقافة التى عزف عنها الجمهور - خلال كلمته- داعيا لتنشيط دورها وجذب الجمهور لحضور الفعاليات بها.

حقيقة الواقع الذى تعيشه قصور الثقافة أنها ورغم عددها الذى تجاوز 575 قصرا تعانى من ضعف الإقبال على الفعاليات المقامة بها رغم كثرتها وثرائها.. فعن عدد الندوات حدث ولا حرج. . والحفلات والمعارض لا تعد ولا تحصى.. وكتب رخيصة الثمن.

ضعف التواصل بين قصور الثقافة والجمهور لا زالت - رغم بساطتها كمشكلة - تقف عائقا أمام الترويج للفعاليات الثقافية وعزوف الجمهور عنها.

حل هذه المشكلة ليس فى يد الثقافة وحدها.. فهى تحتاج تضافر جهود الإعلام وابتكار آليات جديدة فى تسويق المنتج الثقافى بعيدا عن اليات الستينيات.. وفى تحقيق ذلك بعث جديد لجذب الشباب لقصور الثقافة.
حديث الرئيس عن الشباب والثقافة يكشف عن وعى حقيقى لديه بأهمية الثقافة فى إنارة العقول واحتواء الشباب وإبداعاته ومواهبه، وتنمية الحس الوطنى ، وتكوين الشخصية.

الرئيس يعى أهمية الثقافة. . لكن السؤال ، هل الجميع على مستوى هذا الوعي؟ أم أن ثقافة اللقطة لدى البعض ستكون هى الحاكمة فى تنفيذ التعليمات؟ ليس مهما أن تلتقط الصور أمام شاشات التلفزيون لتعلن نجاحك فى تنفيذ تعليمات الرئيس لكن مطلوب نوايا مخلصة.
لا نريد أن تصدق فينا مقولة المهاتما غاندى "كثيرون حول السلطة. . قليلون حول الوطن".

أتمنى أن نرى تفعيلا حقيقيا، ومتابعة مستمرة، لتنفيذ توجيهات الرئيس. حقيقى أن هناك بروتوكول تعاون بين وزارتى الشباب والرياضة والثقافة ، تم تفعيل العمل به منذ فترة. . إلا أن العمل على الأرض خاصة فى المحافظات لا زال يواجه معوقات.. فالمطلوب الرقابة على التنفيذ وتفعيل تعاون حقيقى بين مديريات الشباب والثقافة بالمحافظات، وإدخال وزارات أخرى فى هذه المنظومة الثقافية.. فنشر الثقافة ليس مسئولية وزارة واحدة بل هى منظومة متكاملة تتضمن فرق عمل من مختلف الوزارات المعنية بالتوعية والثقافة والتعليم والمجتمع المدنى والمؤسسات الثقافية والتعليمية.
خلاصة الكلام أنه لا وقت للتنظير. . فقط العمل. . وحل المشكلات أمرا بسيطا وليس دربا مستحيلا.. إن خلُصت النوايا!










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة