أغرقت مياه المجارى عدد من شوارع القاهرة بحى الخليفة "الزرايب _ بدر الدين الونائى _ البقلى" ومداخل المنازل والمحال التجارية بها، وذلك بعد انسداد بالوعات المجارى بالمنطقة مما أدى إلى غرقها، ولجأ أهالى تلك الشوارع إلى وضع مجموعة من أحجار الرصف وبلاط الشوارع بالأماكن الغارقة حتى يتمكنوا من المرور بعيدا عن المياه حتى يصلوا إلى منازلهم.
وقال حامد محمد على، أحد سكان المنطقة، ويمتلك محل تجارى هناك: "إن أهالى المنطقة اعتادوا على شكل مياه المجارى، خاصة أن البالوعات تتعرض للانسداد بشكل أسبوعى، وتقدمنا بشكاوى للحى لإزالة المياه ولكنهم لم يستجيبوا، على الرغم من وجود تضرر لمسجد محمد المعرى الأثرى من مياه المجارى بعد أن أغرقت المياه مداخله بشكل كامل".
وعمد عدد من أصحاب محلات الملابس بشارعى الغورية والمعز لدين الله الفاطمى على تسليك بالوعات ومصارف الأمطار المتواجدة على جانبى الطريق، فبعد دقائق من سقوط الأمطار على شوارع العاصمة، غرقت القاهرة الفاطمية بشكل شبه كامل، بعد أن انسدت تلك البالوعات التى أنشأتها شركة المقاولون العرب بالتعاون مع محافظة القاهرة.
وأكد محمد الشايب أحد أصحاب المحلات بالغورية، أنهم اعتادوا أن تأتى فرق بشكل أسبوعى من شركة المقاولون العرب لصيانة البالوعات وإزالة الانسداد بها، إلا أنه لا الشركة والحى أتوا منذ ما يقرب من أسبوعين، لصيانة البالوعات التى تتعرض بشكل أو بأخر للانسداد.
وأضاف الشايب فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن عمال النظافة اعتادوا يوميا أن يقوموا بإزاحة الأتربة وبقايا القمامة ببالوعات الصرف، على الرغم من أن التجار حذروهم أكثر من مرة من التعامل بهذه الطريقة، لأنهم أول المتضررين، كما أن تخاذل الشركة فى أعمال الصيانة تسبب فى تراكم المياه بهذا الشكل.
يبدو أن الأجهزة التنفيذية بمحافظة القاهرة لم تتعظ مما شهدته محافظات الإسكندرية والبحيرة ودمياط الأيام الماضية، بعد أن ضربتهم موجة من السيول الشديد والطقس القاسى، أكلت الأخضر واليابس بها، وكشفت عورات المحليات الهشة بها، فعلى الرغم من إصدار الدكتور جلال مصطفى السعيد، محافظ القاهرة، عدة قرارات خاصة بشن حملات لتنظيف بلاعات الصرف ومخرات السيول بالأحياء المختلفة إلا أن الوضع لم يتغير كثيراً بعد إصدار تلك القرارات الحاسمة لتفادى مصير محافظات الوجه البحرى.
ففى الوقت الذى شدد فيه الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التنمية المحلية، على محافظيه باتخاذ كافة الإجراءات لاستقبال موسم الأمطال، إلا أن أكثر أحياء القاهرة حيوية وأكثرها قرباً من الوزارات والمديرية الأمن والأماكن الأثرية عرضة إلى مصير شديد القسوة بعد أن تعاملت الأجهزة التنفيذية مع تلك القرارات بشىء من الاستهتار.
تجول "اليوم السابع" فى عدد من شوارع شارع المعز لدين الله الفاطمى والغورية والأزهر باعتبارها أكثر الأماكن التى تضم آثارا فاطمية وتعتبر من أهم المزارات السياحية فى قاهرة المعز، ولكن الأمر ينبئ بخطورة شديدة مع اقتراب موسم السيول بحلول فصل الشتاء، فقد امتلأت بالوعات الصرف بأكياس الحلوى والأتربة، التى أدت إلى انسدادها بالكامل دون أن يقترب منها أحد لإزالة تلك التراكمات.
كما أن بعضا من هذه المصارف المتواجدة على جانبى الشوارع العمومية الأثرية بقلب العاصمة يضع عليها الباعة الجائلون بضائعهم، فلا تظهر تلك البالوعات الصغيرة لعمال النظافة ولا لعمال شركة المقاولون العرب المسئولة عن تسليكها وتمهيدها لاستقبال الأمطار.
لم يتوقف الأمر عند ذلك، فبمرور من شوارع وسط القاهرة التابعة لحيى عابدين وغرب القاهرة، تجد أن الأكثرية من أعمدة الإنارة الموجودة بتلك الشوارع أسلاكها مكشوفة، لا يمكن لأحد المرور بجانب أى عمود منها حتى لا يصاب بصاعقة كهربائية شديدة تودى بحياته، كما أنه بحلول موسم الأمطار ستصبح تلك الأعمدة مصدر خطورة يهدد كل من يسيرون بالشارع بالموت.
بالصور.. انسداد البالوعات يهدد أحياء القاهرة بالغرق فى مياه المجارى.. الأهالى يؤكدون: المقاولون العرب توقفت عن الصيانة.. وعمال النظافة يزيحون بقايا القمامة.. وأصحاب المحلات: الغورية اعتادت على المشهد
السبت، 02 يناير 2016 02:57 م
بالوعات الصرف تملأها القمامة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة