كلما وقعت كارثة للمعديات النيلية فى إحدى محافظات مصر تثير الرعب فى قلوب البسطاء من أبناء المحافظات الأخرى، ويسترجعون ذكريات الماضى الأليم التى مازالت تصنع مستقبلهم الملىء بالموت ولأنها أعداد فردية لا يسمع عنها أحد.
مأساة حقيقية يعيشها أهالى قرية العوام التابعة لمركز المنيا والقرى والمجاورة لها وعددها أكثر من 32 قرية تابعة لها، بسبب المعدية النيلية والتى يطلقون عليها معدية الموت فهى عبارة عن مركب صغير يسع لتحميل 40 شخصا، إلا أنها الطريقة الوحيدة لنقل الأهالى من 15 قرية إلى مدينة المنيا الجديدة والمنطقة الصناعية والمقابر فى المطاهرة القبلية، حيث أصبح اللون الأسود هو الرداء الرسمى لأهالى القرية والقرى المجاورة بسبب حوادث الغرق المتكررة أثناء نقل المواطنين أو الموتى إلى المدافن.
يقول محمد إسماعيل 57 سنة المراكبى أنه يعمل فى البحر منذ 30 سنة وأصعب اللحظات عليه عندما يسقط أحد الأشخاص فى المياه ولا يتمكن من إنقاذه، بينما أكد أبو العلا سيد محامى وياسر عبد الوهاب من أبناء القرية أن المسئولين تكرموا على القرية بلنش مائى رحمة بالمواطنين إلا أنه لم يستمر أكثر من شهر واختلف الموظفون على الإيرادات فتم سحبه.
وأشار إلى أن محافظ المنيا السابق كان قد وعدهم بمعدية كبيرة من الخمس معديات الضخمة التى حصلت عليها المحافظة بمبلغ مليون جنيه للمعدية الواحدة إلا أن وعود المحافظ كانت عبارة عن تضميد جراح فقط وأشاروا أن المعدية الموجودة بالقرية تحمل رقم 129 صنعها الأهالى على نفقتهم الخاصة، والآن هى تابعة للجمعية الشرعية ورغم صغر حجمها يتزاحم عليها الأهالى فى الصباح الباكر من أجل الذهاب إلى العمل وقد يضطرون إلى استخدام قوارب الصيد مما يمثل خطرا على أرواحهم، وأوضح الأهالى أنه لا يوجد منزل بالقرية ليس به شهيد لهذه المعدية آخرهم طفل يدعى "محمد" ويبلغ من العمر 14 سنة كان فى طريقه إلى العمل بالجبل. فلم يجد "محمد" المعدية فاستقل مركب صيد ولم يمض كثيرا فى المياه حتى ارتفعت وسقط فى الماء ولم يتم العثور عليه حتى الآن وسبق هذه الواقعة حادث آخر راحت ضحيته ربة منزل وابنتها وعثر عليهما أمام مركز سمالوط.
بينما أضاف محمد محسن 61 سنة وممدوح أحمد 48 سنة أنهم يطالبون بالمعدية الكبيرة منذ زمن بعيد ولا أحد يستجيب مشيرين أنهم تقدموا بطلبات كثيرة للمحافظ الأسبق الدكتور أحمد ضياء الدين وتكرر الطلب لجميع المحافظين حتى اللواء صلاح زيادة بضرورة توفير معدية آمنة للأهالى الذين يتوافدون على هذه المعدية من كل مكان، والذين يزيد عددهم عن 32 ألف شخص ينتمون إلى عدد كبير من القرى المتلاحمة والتى لا تستطيع الاستغناء عن المعدية كوسيلة للنقل السريع لنقل مواتهم، حيث إنها أقل سعرا من السيارات توفر الوقت مؤكدين أنه لا يمر شهرا إلا وتشهد القرية مأساة جديدة يروح ضحيتها شاب أو طفل أو فتاة وطالب الأهالى محافظ المنيا الجديد اللواء طارق نصر بتوفير معدية نيلية آمنة لهم.
شبح الموت يطارد أهالى 32 قرية بالمنيا بسبب "المعدية النيلية".. الأهالى: "نقرأ الشهادتين كل يوم".. يطالبون بمعديات كبيرة لحمايتهم من الهلاك.. وكوبرى على النيل ينقذ الفقراء من جحيم الموت
السبت، 02 يناير 2016 02:33 م
معديات المنيا