كرم جبر

ابتلاء 25 يناير!

الأحد، 03 يناير 2016 07:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المهاويس فقط هم الذين يتراءى لهم، أن الشعب الذى خرج بالملايين، ضد الإخوان فى 30 يونيو، سوف يخرج من جديد من أجل الإخوان فى 25 يناير، ولا يدركون أنهم كانوا غمّة وانزاحت، وأن بيان التحريض واستخدام السلاح، الذى أصدره قادة الإخوان فى الخارج، هو مجرد فرقعة إعلامية لن يكون لها أى تأثير على أرض الواقع، وسيمر 25 يناير بأمن وسلام وهدوء على المصريين، لأنهم لا يراودهم الحنين إلى الفوضى.

الإخوان يهددون باستخدام «كل الوسائل»، دون أن يدركوا أنهم بالفعل استخدموا كل الوسائل، وأن عودة الأمن والهدوء والاستقرار، هو بيد الشعب والجيش والشرطة وليس بأيديهم، فهم من كانوا يخرجون فى المظاهرات المسلحة أيام الجمعة، ويحتلون الشوارع والميادين، ويطلقون الخرطوش والقنابل على الأبرياء، ويهاجمون أقسام الشرطة، ويحرقون الممتلكات العامة والخاصة، ويعتدى طلابهم وطالباتهم على أساتذتهم فى الجامعات، ولم تتوقف أعمال العنف لأنهم جنحوا للعيش فى سلام، ولكن بفعل الضربات الأمنية الموجعة، التى دكت أوكارهم وحصدت عناصرهم، ولو استطاعوا أن يعودوا، لعادوا فورا.

عصا الأمن الغليظة سوف تزداد غلظة استعدادا ليوم 25 يناير، لأن الدولة التى سعوا إلى هدمها، عادت واستردت قوتها، وأصبح لها ذراع طويلة تستطيع الوصول إليهم أينما كانوا، ولن تترك المتآمرين يعبثون ويعيثون فى البلاد عنفا وتخريبا، ولن تنجح فيديوهات تجاوزات بعض رجال الشرطة، فى التحريض والعودة إلى أجواء 2010، فمن الصعوبة أن يعيد الناس ابتلاع طعم خالد سعيد، بعد أن تجرعوه سما وطرفا ثالثا ولهوا خفيا، حصد أرواح عشرات الشباب فى المظاهرات، وحرق المجمع العلمى، ونهب المتحف المصرى العريق.

المهاويس فقط هم الذين يتراءى لهم، أن 25 يناير 2011، سوف يعاد استنساخها فى 2016، وتدعو البيانات الصادرة عنهم الرئيس السيسى إلى التنحى وترك الحكم، وإجراء انتخابات جديدة تحت إشراف دولى.. تانى.. ومن الذى سوف يسمح بعودة الأيام السوداء، والمظاهرات الانتقامية فى ميدان التحرير، ومنصات الإعدام، ونوادر البلتاجى وصفوت حجازى والزمر، وعملاء المخابرات الأجنبية الذين جعلوا البلاد مستنقعا لمؤامراتهم؟!

وإذا عاد القرضاوى إلى مصر، فسوف يسلك أقصر طريق من مطار القاهرة إلى القبر، وليس إلى منبر الأزهر الشريف كما حدث من قبل، فاتحا وغازيا وسط أهازيج أتباعه «طلع البدر علينا»، فلم يكن فى يوم من الأيام بدرا على مصر، بل غرابا ونذير شؤم ومعول هدم، وداعية للخراب والقتل والتآمر.. ولن تفتح البلاد ذراعيها من جديد لألاعيب العريفى وأحمدى نجاد، فقد طوينا صفحات الفتن الدينية بين السنة والشيعة، التى أراد المعزول وأهله وعشيرته، أن يفجروا بحورها الدموية على أرض مصر.

المهاويس فقط هم الذين يتراءى لهم، أن البلاد فى أمس الحاجة لانتخابات رئاسية، وبعدها دستور جديد، وحل البرلمان وإعادة انتخابه.. تانى.. كيف إذا كان الشعب نفسه صوت ضد وجودكم، فى انتخابات مجلس النواب، ودهس معكم السلفيين الذين لا يختلفون عنكم، ورفع فى وجوهكم «كارت أحمر»، لأنه لا يريد برلمان طالبان، ويستعيذ بالله من أجندات النشطاء، وفتن السلفييين والإخوان.

هل يتصور الإخوان أن فى مصر عاقلا أو حتى بنصف عقل، يريد أن نبدأ من أول السطر، ليجتر المصريون من جديد هلاوس مرسى وأهله وعشيرته، بعد أن صبروا وصمدوا على محن الابتلاء؟.. فيا أسفاً للإخوان الذين كلما كثرت أوزارهم قلّ استغفارهم، وكلما اقتربوا من القبور قوى عندهم الفتور.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

علي علي

الثورة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة