بعد إعدام "النمر الشيعى".. طهران تتصيد الأخطاء للمملكة.. والسعودية "شوكة فى حلق" أطماع إيران بالمنطقة.. أبناء الخمينى افتعلوا أزمة إعدامات "السبت".. فهل ستشهد الأيام المقبلة مزيدا من التوتر؟

الأحد، 03 يناير 2016 03:48 م
بعد إعدام "النمر الشيعى".. طهران تتصيد الأخطاء للمملكة.. والسعودية "شوكة فى حلق" أطماع إيران بالمنطقة.. أبناء الخمينى افتعلوا أزمة إعدامات "السبت".. فهل ستشهد الأيام المقبلة مزيدا من التوتر؟ إيرانيون يتقحمون السفارة السعودية فى طهران
تحليل سمير حسنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم هذه الضجة المفتعلة التى قامت بها إيران ضد "نمرها" الذى أدين بالإرهاب، وحكم عليه بالقصاص، فالزعيم الشيعى "نمر النمر" حمل جواز السفر السعودى، ولكنه كان إيرانى التوجه.

الرجل حصل على محاكمة عادلة، وأُدين مع أخرين بتهم تتعلق بالإرهاب، فإذا كان الرجل يعتنق المذهب الشيعى، فباقى المتهمين الأخرين الذين تم إعدامهم يعتنقون المذهب السنى، لا بأس، فالمملكة لا تفرق بين إرهابى سنى وآخر شيعى، وأغلب الذين طبق عليهم حكم الإعدام أمس السبت هم من السنة.

مجازر وجرائم حرب ارتكبتها إيران فى العراق وسوريا وتسببت فى مقتل مئات الآلاف من "السنة"، تحت لواء حرب طائفية تضرب المنطقة وتتزعمها طهران، فتارة ترسل الأموال والسلاح، وتارة أخرى ترسل حرسها الثورى لقتل العرب "السنة" فى هذه الدول، مطامع إيران فى المنطقة لا تخفى على أحد، فالكل يدرك أياديها الخبيثة فى كل من مملكة البحرين، واليمن، والعراق، ولبنان، وأخيرًا سوريا.

طهران وجدت ضالتها عندما دمر العراق، فورقة سقوط بغداد صاحبه سيل لعابها تجاه المنطقة، ودأبت خلال العقود القليلة الماضية فى السيطرة على المنطقة لإعادة "المجد المجوسى" مرة أخرى.

وقفت المملكة السعودية حائلا ضد أطماع إيران فى المنطقة، وهو ما تراه طهران "شوكة فى حلقها"، فالأخيرة ترى الوقت مناسبًا للغاية لتنفيذ مشروعها التوسعى بالمنطقة، مستغلة بذلك انخراط معظم الدول العربية فى أمورها الداخلية بعد ما سمى بـ"الربيع العربى"، خاصة مصر.

لم تقف السعودية مكتوفة الأيدى ضد هذه التوسعات، فعملت منذ البداية على إرسال قوات خليجية لمملكة البحرين لحفظ النظام بعدما دعمت طهران "الشيعة" هناك لإثارة القلاقل والسيطرة على مجريات الأمور هناك، كما تقف أيضا ضد الاصطفاف الوطنى فى لبنان، وتدعم حزب الله المحسوب على إيران بالمال والسلاح، ليقف ضد انتخاب رئيس للبلاد فى حادثة لم تحدث منذ توقيع اتفاقية الطائف فى العام 1989 بعد حرب أهلية قضت على الأخضر واليابس فى بلاد "الأرز".

السعودية تريد وبكل ما أوتيت من قوة لنزع شوكة طهران من المنطقة، فقادت الرياض عاصفة "الحزم" لإعادة الشرعية فى اليمن، ودعمت المعارضة المعتدلة فى سوريا للإطاحة بنظام قتل مئات الآلاف من شعبه، وشرد ملايين أخرين.

الدافع الإيرانى للهجوم الكبير على بلاد الحرمين، واضح تمامًا، فالأخيرة كما ذكرنا تقف حائلا دون توسع مشروع إيران فى المنطقة، وليس كما تدعى بسبب إعدام رجلها "نمر النمر"، طهران تتصيد الأخطاء للمملكة، ولم ننس بالطبع كيف وظفت واستغلت طهران حادث منى، والذى راح ضحيته المئات من الحجاج، فعمدت على إظهار السعودية بأنها لم تعد قادرة على تنظيم موسم الحج، وتارة أخرى طالبت بإشراك الدول الإسلامية فى تنظيم موسم الحج، ليس ذلك فحسب بل طالبت بتحقيقات دولية فى هذا الحادث.

إيران سمحت باقتحام السفارة السعودية فى طهران، فى مخالفة صريحة للقوانين الدولية التى تلزم الدول بحماية سفارات الدول الأجنبية على أراضيها، فى واقعة تنذر بعواقب وخيمة عليها، فلم ننس واقعة اقتحام بعض الطلاب الإيراينيين السفارة الأمريكية فى طهران، وأزمة الرهائن هناك، فبوادر أزمة كبيرة بين الدول العربية وإيران بدأت تلوح فى الأفق.

لا نتوقع ردة الفعل السعودية على هذا الاقتحام، لكن ندرك أن المملكة، سترد وبكل ما أوتيت من قوة على "الوقاحة" الإيرانية وتدخها الفج فى شئون المملكة الداخلية.

الدول العربية سارعت فى إدانة هذا الاقتحام، بل إن بعض من الدول استدعت سفراء طهران المعتمدين لديها لتسليمهم مذكرات احتجاج، على التجاوزات الإيرانية بحق السعودية، فى مشهد يظهر مدى وقوف الدول العربية صفًا واحدًا تجاه التدخلات الإيرانية، فهل ستشهد الأيام المقبلة مزيدا من التوتر بين دول المنطقة على خلفية إعدام "النمر الإيرانى" أم ستتدخل بعض الأطراف الدولية لتهدئة الأزمة؟.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة