يعرف الإيرانيون أن من يتظاهرون أمام السفارات ليسوا أناس عاديين بل قوات التعبئة الشعبية، كما يطلق عليها فى داخل إيران "الباسيج"، وهى قوات يتم شحنها من قبل ملالى قم بخطابات معادية للدول التى لديها خصومات سياسية مع طهران، وتوزع عليها لافتات بعبارات مسيئة لدول الخصوم السياسية، لتتظاهر أمام السفارات على مرآى ومسمع من السلطات التى لا تتدخل ولا تحرك ساكنا، بل وتعتبرها مظاهرات عفوية ومشاعر غاضبة.
وتضرب طهران بعرض الحائط المادة (31) من اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية فى الباب المتعلق بحرمة مبانى القنصلية؛ والتى تنص على أن مبانى القنصلية تتمتع بالحرمة، ولا يجوز لسلطات الدولة الموفد إليها أن تدخل فى الجزء المخصص من مبانى القنصلية لأعمال البعثة القنصلية إلا بموافقة رئيس البعثة القنصلية أو من ينيبه أو بموافقة رئيس البعثة الدبلوماسية للدولة الموفدة.
كما تلزم الاتفاقية الدولة الموفد إليها التزام خاص باتخاذ جميع التدابير المناسبة لحماية مبانى القنصلية ضد أى اقتحام أو إضرار بها، وكذا لمنع أى إضرار بأمن البعثة القنصلية أو الحد من كرامتها.
الهجوم على السفارة السعودية عام 1987
والاعتداء الذى وقع على السفارة السعودية فى طهران ليس الأول ففى عام 1987، وبعد وقوع أحداث شغب إيرانية فى موسم الحج، هاجمت مجموعات إيرانية مقر سفارة المملكة فى طهران وقامت باحتلالها واحتجاز الدبلوماسيين السعوديين بداخلها. واعتدى أيضا مهاجمون على القنصل السعودى فى طهران رضا عبدالمحسن النزهة، وبعد توجهه إلى المستشفى للعلاج، اقتادته قوات الحرس الثورى واعتقلته قبل أن تفرج عنه بعد مفاوضات بين السعودية وإيران.
الهجوم على السفارة الروسية 1929 وقتل السفير الروسى
هجمت جماهير فى إيران على البعثة الدبلوماسية الروسية فى طهران عام 1929، وقاموا بالتمثيل الدبلوماسى والكاتب الروسى الشهير ألكسندر غريبوييدوف وقتلوه لاتهامه بالتهتك الأخلاقى.
وقد اضطر هذا الحادث الشاه الفارسى إلى أن يرسل مع أبنه إلى القيصر الروسى نيقولاى الأول فدية عن قتل السفير الروسى حجرا كريما خرافيا من الألماس حجمه 90 قيراطا، ووزنه 18 غراما، وطوله 3 سنتمترات، ولا يزال محفوظا فى متحف الكرملين، وشاهد على هذه الأزمة.
احتلال السفارة الأمريكية 1979 واحتجاز موظفيه
اقامت مجموعات طلابية ممن يطلق عليهم الباسيج باقتحام مبنى السفارة الأمريكية فى مشهد صورة محفورة فى الأذهان فى العاصمة الإيرانية قبل 36 عاماً فى الثالث من نوفمبر 1979، وأخذوا نحو 53 دبلوماسيا أمريكيا رهائن، وتم احتجازهم لأكثر من 444 يوماً، وخلالها حاولت السلطات الأمريكية إطلاق سراحهم عسكرياً أكثر من مرة إلا أنها لم تنجح، فكان الحل هو التفاوض. مفاوضات انتهت بالموافقة على إطلاق سراح الرهائن مقابل تحويل 50 طناً من سبائك الذهب للمختطفين، وإعادة 50 طناً أخرى مجمدة فى الخزينة الأمريكية.
وفى الـ20 من يناير 1981، وبعد دقائق من قسم ريجان يمين الرئاسة فى واشنطن، أقلعت طائرة من طهران تحمل الرهائن إلى بلادهم، مرورا بالجزائر العاصمة حيث وقع اتفاق إطلاق سراحهم.هذه الحادثة كانت بداية علاقات متوترة بين واشنطن وطهران، يعيش البلدان تبعاتها حتى الآن. لوا سيما أن أحد رؤساء إيران لاحقاً، وهو محمود أحمدى نجاد، اتهم بكونه أحد الطلبة المنفذين للهجوم، وهو ما أنكره نجاد.
هذه الحادثة قد تكون أشهر اعتداء حصل فى إيران على بعثة دبلوماسية لكنها ليست الوحيدة، فعلى مدى العقود الأربعة الماضية سجلت اعتداءات عدة على سفارات وبعثات دبلوماسية منها الكويتية والروسية والباكستانية.
محاولة إحراق السفارة الفرنسية
وفى 12 فبراير عام 2006، تجمع مئات الأشخاص أمام السفارة الفرنسية فى طهران، احتجاجا على نشر رسوم مسيئة للرسول فى الصحف الغربية.ورشق المتظاهرون مبنى السفارة بالزجاجات الحارقة والحجارة، وحاولوا اقتحام حرم السفارة لكن قوات الأمن منعتهم.
قذف السفارة المصرية بالبيض فى 2009
تظاهر المئات من الطلبة الإيرانيين فى السنوات 2008 و2009، أمام مكتب رعاية المصالح المصرية فى طهران احتجاجًا على ما اعتبره المتظاهرون تعاونًا مصريًا مع "إسرائيل" فيما يتعلق بالحصار المستمر على قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة حماس ومنع وصول مساعدات الإغاثة الإنسانية. وكان فى ذلك الوقت أن إيران تتخذ من القضية الفلسطينية مجالاً للترويج لنفسها ومذهبها فى العالم الإسلامى السنى المتعاطف بدوره مع القضية الفلسطينية ضد المحتل "الإسرائيلي". وأدانت مصر بشدة وقتها واستدعت الخارجية القائم بالأعمال الإيرانى، وأبلغه احتجاج مصر واستياءها إزاء ما دأبت عليه "بعض الدوائر الإيرانية من ترتيب مظاهرات أمام مقر البعثة الدبلوماسية لمصر فى طهران".
تحطيم السفارة البريطانية 2011
فى 29 نوفمبر عام 2011، اقتحمت جموع إيرانية، يعتقد أنهم من قوات التعبئة العامة (الباسيج) مجمعين للسفارة البريطانية فى طهران، وحطموا النوافذ وأضرموا النار فى سيارة وحرقوا العلم البريطانى. وجاء الاعتداء بعد إعلان لندن عقوبات على طهران بسبب نشاطها النووى. وقالت وزارة الخارجية البريطانية فى حينها أن اقتحام السفارة ما كان ليحدث لولا موافقة السلطات الايرانية.
وعلى إثر ذلك، قامت بريطانيا بطرد البعثة الدبلوماسية الإيرانية وإغلاق السفارة الإيرانية فى لندن، قبل أن تعاد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بشكل كامل فى 21 أغسطس عام 2015، عقب توقيع إيران الاتفاق النووى مع الغرب.
إحراق السفارة السعودية 2016
هاجم متظاهرون، مساء السبت، مبنى السفارة السعودية فى طهران، وألقوا باتجاهه قنابل حارقة، ما أدى إلى اشتعال النيران به، ورشقوا المتظاهرين مبنى السفارة بالزجاجات الحارقة، وتمكنوا من اقتحام السور ودخول حرم المقر قبل أن تخرجهم منه الشرطة. وكشفت صور على مواقع التواصل الاجتماعى عمليات تدمير ونهب وعبث بمحتويات مقر السفارة عقب اقتحامه.وأظهرت صور أخرى فيما بعد الشرطة فى كامل عتادها لمكافحة الشغب وتتولى حراسة المبنى فى الوقت الذى قام فيه رجال الإطفاء بإطفاء النيران فى المبنى. وكان اقتحام السفارة ضمن خطة إيرانية للتصعيد بعد تنفيذ السعودية لأحكام قضائية بإعدام مدانين بالإرهاب.
موضوعات متعلقة..
- 5 أحداث تسببت فى القطيعة بين الرياض وطهران..أول أزمة ظهرت 1943 بعد سب إيرانى للصحابة..والدولة الشيعية تعترف بإسرائيل..وحجاج يتظاهرون لدعم ثورة الخمينى..وإرسال قوات لسوريا والعراق..واقتحام سفارة الرياض
- نائب الرئيس الإيرانى يتطاول على السعودية: عليكم تعلم طرق التعامل مع الكبار