جبال شاهقة يكسوها اللون الأخضر تنسدل منها شلالات مياه، غابات استوائية بحيرات وشواطئ مطلة على المحيطين الهادى والهندى، هذا جزء مما تملكه "سومطرة الغربية" من مظاهر طبيعية حابها بها الله.
المظاهر الطبيعة السابقة كانت من الممكن أن تكون مجرد مشاهد جامدة ومهجورة لولا تجرية الدولة الإندونيسية الفريدة فى استغلالها لتطوير السياحة هناك وجعلها أحد أهم مقومات الجذب السياحى للبلاد لتتحول لواحدة من أهم مصادر الدخل القومى لها.
سومطرة الغربية هى واحدة من مقاطعات دولة إندونيسيا، حيث تبلغ مساحتها حوالى 42.5 كم مربع، من مساحة إندونيسيا الكلية التى تبلغ حوالى 1.9 مليون كم مربع بعدد جزر يصل لـ17508 جزيرة، زارها "اليوم السابع" وتجول بمدنها وقراها وغاباتها ومنتزهاتها، ورصدنا جمال المناظر الطبيعية وكيف يحافظ الشعب الإندونيسى على تلك الطبيعة التى وهبها الله لهم، كما رصدنا جهود الدولة فى تحويل تلك الأماكن الساحرة الخلابة لمناطق جذب سياحى يأتى إليها السائحين من كل حدب وصوب من شتى بقاع الأرض للاستمتاع بها.
ومن البديهى أن يلفت نظرك وأنت فى إندونيسيا مشاهدها الساحرة، ولكن أن يلفت نظرك الجهد الذى بذلته الدولة فى استغلال تلك المشاهد الخلابة كان هو الموضوع الأهم بالنسبة لنا ونحن فى مصر نعانى من ركود سياحى بفعل الظروف التى مرت بها البلاد مؤخرا، فهناك فى إندونيسيا لا يتركون مكانا طبيعيا إلا ويحسنون استغلاله جيدا ليصبح جاذبا للسائحين، يأتى إليها وحدها حوالى 53 الف سائح أجنبى وحوالى 3 مليون سائح داخلى سنويا، حسب مسئول السياحة الخارجية بسومطرة الغربية " ريزا شاندرا".
ووفقا لشاندرا " فإندونيسيا تستهدف زيادة عدد السائحين الأجانب لسومطرة الغربية فى عام 2017 المقبل حوالى مليون سائح اجنبى، وزيادة عدد السياحة الداخلية لسومطرة لـ4 مليون سائح.
واستغلال المناظر الطبيعية هناك وتنميتها والمحافظة عليها لم تكن العامل الوحيد لتنمية السياحة وتنشيطها فى إندونيسيا بل قامت الحكومة فى العاصمة "جاكرتا" بإصدار عدة قرارات جرئيه للمساعدة فى الوصول إلى هذا الرقم من عدد السائحين وزيادتهم بصورة سنوية منها اعفاء التأشيرة لحوالى 75 دولة كان على رأسها مصر، للتسهيل على السائحين الوصول إلى البلاد، كما تعد الحكومة هناك سنويا مسابقات دولية للدراجات الهوائية فى سومطرة الغربية منها مسابقة "تور دى سينكاراك" Tour De Seingkarak، وذلك وسط الغابات والجبال والمناظر الطبيعية الأخرى يشارك فيها العديد من دول العالم، الهدف منها إظهار تلك المشاهد الخلابة كنوع من أنواع الدعايا للجذب السياحى، بالإضافة لحملات الترويج التى تنظمها الحكومة عبر اعلانات مباشرة وغير مباشرة عبر سفارات إندونيسيا حول العالم.
"بوكيتنكى".. لا لون يعلو فوق اللون الأخضر والأزرق
بداية رحلتنا فى تلك البلاد الساحرة كانت من مدينة "بوكيتنكى" إحدى المدن الـ19 بمحافظة "سومطرة الغربية"، وهناك لا لون يعلو فوق اللون الأخضر والأزرق فالطبيعة هناك تداهمك من كل اتجاه سواء غابات أو مزارع أو جبال شاهقة مع شلالات مياه تجذب الأنظار، وبحيرات كبيرة تستغل للجذب السياحى وأيضا لتربية الأسماك وتصديرها للخارج.
ورغم أن المدينة تعتبر من المدن الريفية التى يغلب عليها الطابع الزراعى، إلا أن قلب المدينة ينبض بالحياة المدنية فهناك المزارعيم بزيهم التقليدى وأيضا الشباب والفتيات اللذين يرتدون أحدث صيحات الموضة العالمية، وكذلك الفنادق هناك على أعلى مستوى تنافس الفنادق العالمية بالدول الغربية، بالإضافة للأسواق الكبيرة التى يأتى إليها السائحين للتسوق وشراء المنتجات المحلية وكذلك الأكلات الشعبية التى تشتهر بها سومطرة وعلى رأسها أكلة "الريندنج" الشهيرة فى جميع أنحاء البلاد والتى كان موطنها الاصلى سومطرة الغربية.
"جام جادنج".. الساعة العملاقة "أيقونة"
ويعد من اشهر معالم مدينة "بوكيتتينكى" "الساعة الكبيرة" – جام جادنج – وهى عبارة عن ساعة عملاقة يبلغ ارتفاعها 26 متر، وبنيت عام 1926 من القرن الماضى على الطراز الهولندى آبان حقبة الاحتلال الهولندى لإندونيسيا، وحاليا يقع حولها حولها العديد من المطاعم والكافيهات السياحية والمحلات التجارية، وتعتبر تلك الساعة هى "ايقونة" المدينة وعلامتها المميزة، بل تعتبر مركز سومطرة الغربية بالكامل.
قرية "باندى سيكاك".. تشهد على حضارة "المننكباويين"
كما تجولنا بقرية "باندى سيكاك" والتى تعتبر جزء من الثقافة السومطرية الاندونيسية القديمة التى عود لحضارة "المننكباويين" حيث تجد هناك محلات مشهورة بالصناعات اليدوية والتقليدية للأحذية والملابس التى تعود لتلك الحقبة الزمنية التى ترجع لأكثر من 10 قرون مضت، ويتى إليها السائحين الغربيين أو المحليين لشرائها.
"ليمبا آنى".. وادى السياحة
يعد وادى "ليما آنى" من أهم المعالم السياحية جذبا للسياحة فى سومطرة الغربية، ويقع فى الطريق إلى مدينة "بوكيتتنيكى"، ويلغ طول الشلال المميز له 40 متر مع مسبح صغير محاط بالصخور، وقامت الحكومة بجميع التسهيلات حول المكان ليتحول لمكان سياحى فريد، من مطاعم وكافيهات.
ويعتبر هذا المعلم من اكثر المناطق ازدحاما فى "بوكيتتنيكى" حيت يأتى اليها السكان المحللين فى عطلة نهاية الاسبوع بالإضافة للسائحين الاجانب للاستمتاع بالجو المنعش البارد والسباحة والمناظر الطبيعية الخلابة، ويعد هذا الوادى أيضا موطنا للزهور النادرة والنباتات الجميلة.
قصر "باجارونوج".. 11 مسطحا هرميا و72 عمود
وكان من ضمن المعالم التاريخية التى زارها "اليوم السابع" فى "سومطرة الغربية" قصر "باجارونج" التاريخى الذى يشهد على حقبة "المننكباويين" – السكان الأصليين لسومطرة – الذى بناع الملك الممناكباوى راجة علم، حيث يعد القصر الضخم واحد من أهم معالم إندونيسيا عامة، كما يضم القصر 11 سطح هرمى الشكل و72 عمود والعديد من الغرف، ويبعد حوالى 105 كم من مدينة بادنج، وقد قام الاحتلال الهولندى بحرقه عام 1804 ثم اعيد بناءه مجددا ثم حرق مرة أخرى عام 2007 بسبب البرق وتم ترميمه مرة أخرى حتى أصبح كهيئته الحالية.
مدينة "ماننجو".. الطبيعة الساحرة
وكانت المرحلة الثانية من رحلتنا فى "سومطرة الغربية" بمدينة "ماننجو" الشهيرة ببحيرتها الكبيرة التى تبلغ مساحتها حوالى 99.5 كم مربع، ويبلغ عدد سكان المدينة حوالى مليون نسمة، كما تبعد تلك البحيرة حوالى 140 كم من مدينة "بادنج" عاصمة سومطرة الغربية.
وتعتبر بحيرتها إحدى المحميات الطبيعية المهمة فى إندونيسيا بالكامل، وبالإضافة لجمال البحيرة قامت الحكومة باستغلالها لتوليد الطاقة الكهربائية عبر 4 محطات كهرباء تولد الواحدة منها حوالى 86 ميجاوات، كما يعتبر الصيد من أهم موارد البحيرة التى تنتج يوميا كميات كبيرة من الأسماك والجمبرى.
وبمجرد جلوسك على ضفاف البحيرة تشعر كأنك على شاطئ بحر فهناك الرمال الناعمة مع الموجات الصغيرة للبحيرة، كما يلفت انتباهك وجود جبل بركانى على الضفة الأخرى للبحيرة ليضفى مشهد جماليا خلابا يجعلك وكأنك أمام لوحة فنية أو بانوراما طبيعية لكنها من صنع الخالق، فهذه البحيرة يأتى إليها السائحين من أجل الاستمتاع بجمال الطبيعة، وحول البحيرة يمكنك مشاهدة أنشطة يقوم بها السائحين كالسباحة والصيد أو التنزه بالإضافة لوجود عدد من الفنادق والمطاعم و"الكافيهات" حولها.
بحيرة "سينكارانك".. ثانى أكبر بحيرة فى إندونيسيا
وتعتبر من أهم معالم "سومطرة الغربية" أيضا بحيرة "سينكارانك" والتى تعتبر ثانى أكبر بحيرة فى إندونيسيا وتبعد عن مدينة "بادنج" 86 كم، وعن مدينة "بوكيتنيكى" 36 كم، وتعتبر ايضا أحدى مصادر الطاقة الكهربائية بالبلاد، التى تولد عبر التوربينات العملاقة، وعند زيارتك البحيرة تجد مطاعم الاسماك التى تنتجها البحيرة والمميزة بطعمها المختلف، كما يوجد حولها العديد من الفنادق والمطاعم الأخرى ويمكنك ممارسة السباحة والتجديف فيها.
مدينة "بادنج" القديمة.. تراث معمارى فريد
وبمجرد دخولك مدينة "بادنج" تشاهد التراث المعمارى الفريد الذى يلقى عليها سحر تاريخى خاص، ويرجع بعض مبانيها لفترة المستعمرات الهولندية، وكانت المدينة فى الماضى مركز التجارة، ويعيش فى بعض تلك المبانى القديمة السكان المحليين، ومؤخرا بنت الحكومة جسر ليكون ايقونة المدينة القديمة، ويمكن أن تجد العديد من المطاعم التقليدية والمطاعم والكافيهات ذات الطابع التقليدى على طرقها.
بحيرة "مننجاو" ذات الطبيعة الساحرة فى سومطرة الغربية
جانب آخر من بحيرة ماننجو
البيوت بالمعمار السومطرى المميز
الطبيعة الخلابة فى سومطرة الغربية
شلال فى مدينة بوكيتتينكى
شلال وادى ليمبا آنى
بحيرة سينكارنك فى سومطرة الغربية
مدينة بادنج عاصمة سومطرة الغربية
مطاعم تقليدية فى سومطرة الغربية
قصر باجارونوج فى سومطرة
محرر اليوم السابع عند قصر باجارونوج فى بوكيتتنكى
مشروعات صغيرة للسكان الأصليين فى سومطرة الغربية لدعم السياحة
جسر "كلوك 9 " الواصل بين جبلين فى سومطرة
إحدى منتزهات سومطرة الغربية الشهيرة
محرر اليوم السابع بالزى التقليدى فى سومطرة الغربية
الطبيعة فى سومطرة الغربية
موضوعات متعلقة..
- بالصور..إندونيسيا ترفع حالة التأهب بعد نشاط بركانى فى جبل "سوبوتان"