هل خلَّد على البدرى ممدوح عبد العليم فى الذاكرة الشعبية مثلما فعل كمال عبد الجواد فى نور الشريف

الأربعاء، 06 يناير 2016 05:02 م
هل خلَّد على البدرى ممدوح عبد العليم فى الذاكرة الشعبية مثلما فعل كمال عبد الجواد فى نور الشريف ممدوح عبد العليم
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدأ العمل الدرامى وينتهى وتظل هناك أشياء باقية نعيد قراءتها وتأملها، ومع الوقت تصبح أيقونة أو طاقة من الضوء يمكن من خلالها فهم وتفسير هذا العمل الدرامى عندما نكتشف كما من التشابه النفسى بيننا وبين هذه الشخصيات، وفى ثلاثية نجيب محفوظ كان كمال عبد الجواد الشخصية التائهة الباحثةعن الحقيقة والتى ظلت طوال حياتها تتأمل الأحداث وتراقب الزمن فى محاولة لاقتناص الحكمة، وفى ليالى الحلمية كان على البدرى الضائع الذى سعى للحقيقة فلما اقتنصها عاد يطلب الحلم بها مرة أخرى بعد أن أخذ الزمن والأحداث منه براءته.

والسؤال: على البدرى وكمال عبد الجواد هل هناك ما يجمع بينهما؟ وهل كتابتهما خرجت من رحم واحد هو الوجع؟، نعم يمكن قول ذلك فقد جمعت بين الشخصيتين الأزمة، فالاثنان ضحية ثورة مكسورة، فإن كان كمال عبد الجواد قد شب وعيه على مفاهيم الحريات التى أفرزتها ثورة 1919 ورأى فى الفلسفة الطريق لفهم ما يحدث على الواقع، فالشعب الذى خرج على بكرة أبيه لنصرة زعيمه والمتحدث باسمه سعد زغلول، كان من المتوقع له أن يحطم كل الأسوار التى تواجهه لكن المفاجئ لكمال عبد الجواد هو أن الشعب الذى قدم هذه الملحمة الكبرى والتى كانت برأى نجيب محفوظ هى الثورة الحقيقية فى تاريخ مصر الحديث، عاد الشعب للبحث عن قوت يومه وترك البلد لمجموعة من الساسة يذهبون به ويجيئون كيفما يشاءون.

وكذلك كان على البدرى أيضا ابنا مخلصا للتجربة الناصرية التى صعدت مشبعة بالحرب على الطبقات والانتصار للفقراء وأخذ الحق الضائع لعلى البدرى وأمثاله، فلم يعد على البدرى بحاجة ليعترف به أبوه الباشا سليم البدرى فقد أصبح ندا له باعتراف الدولة نفسها التى ألغت الألقاب.

وبينما كان الاغتراب لدى كمال أحمد عبد الجواد ناتجا من المجتمع الذاهب لجحيمه المعيشى، كانت التجربة الساداتية كافية لقلب كيان على البدرى، وعليه فإن ففقدان الإيمان بالنفس والإحساس بالهشاشة هما ما يجمعان بين ابن البدرى وابن عبد الجواد.

من ناحية أخرى كان تجسيد نور الشريف لشخصية كمال عبد الجواد قد حمل معه صك النجاح للشاب الجديد وحتى الآن يعتبر هذا الدور من أهم أدوار "نور"، وكذلك كان لممدوح عبد العليم أن شغل طائفة كبيرة من الشباب عندما جسد شخصية على البدرى، فعلى مستوى المشاهد لم يتوقف المتفرج كثيرا أمام أداء نور الشريف أو ممدوح عبد العليم لكنهم توقفوا أما الإطار الفكرى الذى تحمله هاتان الشخصيتان وستظلان الشخصيتان مفتاحان لقراءة العصر والظروف والأحلام المكسورة حتى أنه من الممكن أن يعتبرا امتدادا واحدا لعمر الأزمة فى تاريخ مصر منذ بداية القرن العشرين وحتى نهايته.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة