◄ نأمل عودة سريعة للطيران الروسى.. والاتفاق النهائى لـ«الضبعة» قبل نهاية العام
◄ نضج التجربة الديمقراطية عملية مستمرة لأن التطور الإنسانى لاينتهى
◄التحدى كبير أمام المجموعة الاقتصادية
◄ فوائد الدين تستحوذ على ٣٢٪ من الموازنة ولابد من الإصلاح
◄مؤتمر الشباب فرصة للنقاش حول قضايا الوطن ومسألة «الظهير السياسى»
◄ لاتسامح مع فاسد مهما كان.. وتقدمنا ٨ مراكز فى المؤشر العالمى
◄ أدعو لتشجيع القوى السياسية.. والبرلمان حقق إنجازاً غير مسبوق
◄
مازلت عند رأيى فى المهندس شريف إسماعيل.. هذا الرجل يتميز بالتنظيم والمتابعة والالتزام والإخلاص
◄
موقفنا ليس متناقضاً.. ولماذا نصوت ضد قرار يوقف نزيف الدم السورى؟
◄
زيارات إفريقية قادمة لتوطيد العلاقات مع دول القارة
◄
هناك مسئولون يتسمون بـ«الفهلوة» ويعطون انطباعاً غير حقيقى عن أدائهم
قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إنه لا يتسامح مع أى مسئول تثبت فى حقه وقائع فساد أو محسوبية أو مجاملة على حساب العمل, إلا أنه لا يتعامل مع أى مسئول بمبدأ القطعة, لأنه يرى أن التحدى الذى يواجهه البلد ضخم جدا، وهو ما يستدعى التعامل مع مجمل أداء الوزراء وليس بالقطعة.
وأضاف "السيسى" فى الحوار الذى أجراه مع رؤساء الصحف القومية، وشارك فيه الزميلان ياسر رزق رئيس تحرير الأخبار, وفهمى عنبة رئيس تحرير الجمهورية، فى حضور اللواء عباس كامل مدير مكتب رئيس الجمهورية؛ أنه أبدى تقديره لمواقف الرأى العام, إلا أنه يرى من جانبه أنه فى بعض الأحيان لا تكون أحكام الرأى العام دقيقة لأن الجمهور لا يرى الصورة الكاملة.
وأكد السيسى فى حواره، أن الدولة لا تتسامح أبدا مع الفساد, وأنه يدعم أجهزة الدولة المعنية بمحاربة الفساد بشكل كامل, وأنه لا توجد مصلحة فى التستر على فساد أو فاسد مهما يكن هذا الشخص.
وأوضح الرئيس نحن نشن حربا لا هوادة فيها على الفساد لمنعه واجتثاثه، مشيرا إلى تحسن مركز مصر فى مؤشر الفساد لدول العالم وتقدمها ثمانية مراكز. وشدد الرئيس على ما قاله فى الجزء الأول من الحديث بشأن دور وسائل الإعلام فى إشاعة الأمل وتحفيز المجتمع على الإنتاج والعمل, بدلا من المساهمة فى نشر الشائعات وعدم الدقة فى نشر الأخبار, حيث قال إن جزءا من تقييم الدول فى مجال مكافحة الفساد يأتى عبر رصد ما ينشر ويذاع فى وسائل الإعلام عن حجم الفساد .
وإلى الجزء الثانى من حوار "الصراحة والأمل" مع الرئيس السيسى..
سيادة الرئيس.. نبدأ الجزء الثانى من الحوار بعلاقات مصر الدولية. سمعناكم تتحدثون فى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة يوم الخميس الماضى عن الدعائم التى تتأسس عليها سياسة مصر الخارجية والثوابت التى ترسم علاقاتنا بدول العالم.. لكن نلاحظ أن هناك محاولات حثيثة لتقويض هذه العلاقات.. كيف ترون ذلك؟
- الرئيس: سياسة مصر مع العالم الخارجى، كما قلت، تتسم بالاعتدال والتوازن والانفتاح واستقلال القرار، وكذلك إعطاء الفرصة للآخرين حتى يتعرفوا علينا. ونحن نعطى نموذجا جديدا فى علاقاتنا الدولية. فنحن نعتبر الإساءة الإعلامية لأى أحد حتى من الدول التى ظلت تسىء إلينا خلال السنوات الثلاث الماضية، أمراً يتنافى مع البناء الراقى للشخصية المصرية الحديثة الذى يقوم على الالتزام والانضباط وحسن الخلق وسعة الصدر ونكران الذات والتجاوز عن الإساءة أحياناً.
- يصمت الرئيس قليلاً ثم يقول: السياسة المصرية لها وجه واحد. نحن لا نتدخل فى شئون الآخرين ولا نتآمر على أحد.
علاقاتنا قوية ومتينة مع دول العالم شرقه وغربه. لكن هناك من يضيق بما تحقق على صعيد علاقات مصر الدولية، ويتمنى لو نجح فى عزلها وحصارها عن محيطها، ويريد تخريب علاقاتها مع أوروبا والخليج العربى وأفريقيا وإثيوبيا.
هناك فصيل لا يدور فى رأسه إلا هدف تدمير الدولة المصرية.
هناك أبواق روجت أننا نتآمر على إثيوبيا مثلاً. إننا لا نتدخل فى شئون الآخرين ولا نتآمر، ولا يمكن أن أضع يدى فى يد أحد وأتآمر عليه. لقد قلت أمام البرلمان الإثيوبي: "كان هناك خياران إما التعاون أو المواجهة واخترنا التعاون".
مرة أخرى السياسة المصرية لها وجه واحد.
**
كيف تلقيتم التحذيرات التى أصدرتها سفارات الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا لرعاياها من وقوع عمل إرهابى كبير يوم ٩ أكتوبر.. وثبت كذب هذه التحذيرات؟!- الرئيس: لقد سألناهم عن هذه المعلومات. ولم نحصل على إجابة. وقالوا إنها فقط تحذيرات فى إطار تحسب.
** الرأى العام يلاحظ أن الموقف البريطانى بالأخص ليس ودياً مع مصر، بالنظر إلى قرار بريطانيا بوقف الرحلات الجوية إلى مصر فور حادث الطائرة الروسية، ثم استمرارها فى توفير الملاذ لعناصر الإخوان، وإصدارها التحذير الأخير لرعاياها فى مصر.
- الرئيس: كل دولة تتعامل مع أى دولة أخرى بما يخدم أهدافها. ونحن نتعامل مع القضايا بما يخدم أهدافنا ومصالحنا وسوف ننجح ونعبر كل هذه الأزمات.
**
التقيتم فى نيويورك الشهر الماضى لأول مرة مع تيريزا ماى رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، ما نتائج هذا اللقاء، فى ضوء ما قالته ماى عن فتح صفحة جديدة فى العلاقات المصرية البريطانية؟- الرئيس: نحن نعطى الوقت والفرصة لأى قيادة جديدة حتى تتعرف على سياساتنا ومواقفنا بدقة. ونعلم أن بريطانيا الآن تواجه تحديات ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي. ونحن نتحرك ونسعى لأن نطور علاقاتنا.
**
فى نيويورك.. التقيتم عدداً من الشخصيات الأمريكية وفى مقدمتها المرشحان هيلارى كلينتون ودونالد ترامب، أو بالأحرى التقيت مبكراً الرئيس الأمريكى القادم.. ماذا ركزتم فى اللقاءين، وكيف تسير العلاقات المصرية الأمريكية؟- الرئيس: العلاقات المصرية - الأمريكية قوية ومستمرة فى مختلف المجالات. أما عن اللقاءين مع مرشحى الرئاسة السيدة هيلارى كلينتون ودونالد ترامب، فكان الهدف منهما هو التعريف بحقائق الواقع فى مصر، وعرض رؤيتنا للأوضاع فى المنطقة، بما يحقق تفهما أكثر لها عندما يتولى الفائز فى الانتخابات منصبه، ونحن ندير علاقاتنا بوعى وموضوعية وقد عبر كلينتون وترامب عن تقدير كل منهما لما جرى على أرض مصر خلال العامين الماضيين.
**
سيادة الرئيس.. تقابلتم مرات عديدة مع الرئيس الروسى بوتين، وقمتم بتدشين عصر جديد فى العلاقات المصرية - الروسية، لكن الملاحظ تأخر عودة رحلات الطيران بين روسيا ومصر وكذلك توقيع الاتفاق الخاص بمحطة الضبعة النووية.. ما السبب فى ذلك؟- الرئيس: العلاقات مع روسيا قوية ومتميزة، ونحن نحرص عليها فى إطار سياسة التوازن التى ننتهجها فى علاقاتنا الدولية. والعلاقة وثيقة بينى وبين الرئيس بوتين، واتصالاتنا مستمرة ولا تنقطع وقد التقيت معه أكثر من مرة فى الفترة الماضية، آخرها خلال حضورنا قمة مجموعة العشرين بالصين.
أما بالنسبة لعودة رحلات الطيران، فهناك عمل مشترك مستمر بين الأجهزة المسئولة فى مصر وروسيا، ونحن نأمل على ضوء كل ما تم اتخاذه، أن تكون هناك عودة سريعة لرحلات الطيران. وفيما يتعلق بالمحطة النووية فى «الضبعة»، فالمفاوضات وصلت إلى مراحلها النهائية، وقطعنا شوطاً كبيراً للوصول إلى اتفاق نهائي، ومنتظر التوقيع عليه قبل نهاية العام.
** سيادة الرئيس.. طالعتنا وسائل إعلام بخبر عن إنشاء قاعدة بحرية روسية فى سيدى برانى شمال غرب مصر.. وقرأنا نفياً مصرياً للخبر. نريد أن نسمع منك حقيقة الأمر.
- الرئيس: للأسف بعض وسائل الإعلام المصرية تناقلت الخبر دون أن تسأل وأن تتحقق. هذا الخبر لا أساس له من الصحة.. لا قواعد عسكرية لروسيا أو غيرها فى مصر.. «يا جماعة مصر مش كده. وما كانتش كده فى أى فترة، ومش هتبقى كده».. ثم لا توجد أساساً قاعدة بحرية فى برانى!
**
حضرتم قمة العشرين بالصين بدعوة من الرئيس الصينى بينج.. مادلالة هذه الدعوة؟- الرئيس: الصين دولة صديقة لمصر، وعلاقاتنا تاريخية وقوية، وأود أن أشكر الرئيس الصينى على دعوته لى للمشاركة فى هذه القمة تعبيراً عن تقدير الصين لدور مصر ومكانتها. والحقيقة أن الموقف الصينى من مصر هو دعمها فى مختلف المجالات.
**
فى الشهر الماضى.. قمتم بزيارة مهمة للهند، والتقيتم رئيس الوزراء ناريندرا مودى فى مباحثات وصفت بأنها دشنت انطلاقة جديدة فى علاقات البلدين.. كيف تقيمون نتائج الزيارة؟- الرئيس: هذه كانت الزيارة الثانية للهند، وقد اتفقت مع رئيس الوزراء مودى على فتح مجالات جديدة للتعاون فى مختلف المجالات، الاقتصادية والتكنولوجية والفنية وغيرها، وإننى أقدر بشدة رئيس الوزراء الهندى، وسعدت بأن أتعامل معه وأتعاون، وإننى على ثقة من أن العلاقات المصرية الهندية ستشهد تطوراً كبيراً خلال الفترة المقبلة.
**
فى الأسبوع الماضى.. استضفتم القمة الرابعة لآلية التعاون الثلاثى بين مصر واليونان وقبرص، والتقيتم رئيس الوزراء اليونانى والرئيس القبرصى فى اجتماعات ثنائية وثلاثية.. كيف تنظرون لهذا التعاون الذى انطلق لأول مرة فى القاهرة منذ عامين فور توليكم منصب الرئيس؟- الرئيس: قمة القاهرة يوم الثلاثاء الماضى كانت هى القمة الرابعة للآلية الثلاثية للتعاون، والتى نعتبرها نموذجاً للتعاون الإقليمى بين دول المتوسط. ونحن نرسى فى العلاقة التى تجمع مصر باليونان وقبرص تعاونا إقليمياً قوياً مع دولتين لهما مواقف مشرفة وداعمة لمصر. وقد اتفقنا على تعزيز التعاون بيننا فى إطار التعاون السياسى والاقتصادى والثقافى، وعلى تنفيذ مشروعات مشتركة فى مجالات السياحة والنقل البحرى وزراعة الزيتون بسيناء والاستزراع السمكى. وناقشنا القضايا الإقليمية بالتركيز على مكافحة خطر الإرهاب والهجرة غير الشرعية. واتفقنا على عقد القمة القادمة فى قبرص خلال العام المقبل.
**
العلاقات المصرية الأفريقية، شهدت مرحلة جديدة منذ حضرتم أول قمة فى مالابو بغينيا الاستوائية بعد أيام من توليكم رئاسة الجمهورية.. كيف ترى آفاق التعاون بين مصر ودول القارة؟- الرئيس: انتماء مصر لأفريقيا وعلاقاتها بدول القارة عماد رئيسى لسياستنا الخارجية. ومنذ توليت الرئاسة وأنا حريص باستمرار على المشاركة فى قمم الاتحاد الأفريقى، ونحن نبذل جهداً كبيراً فى لجنة السلم والأمن الأفريقى التى نترأسها، وكذلك فى اللجنة المعنية بالتغيرات المناخية التى نترأسها وكنا صوتاً مسموعاً ومؤثراً لأفريقيا فى المؤتمر الدولى للتغيرات المناخية بباريس، وكذلك نتبنى قضايا القارة وهمومها ومطالبها فى مجلس الأمن من خلال عضويتنا الحالية بالمجلس، ونحن نشارك فى التجمعات الاقتصادية الأفريقية واستضفنا بشرم الشيخ قمة التجمعات الثلاثة الأفريقية، كما استضفنا الأسبوع الماضى بشرم الشيخ أول تجمع مشترك للبرلمانيين العرب والأفارقة الذى وضع أجندة عمل مشتركة عربية أفريقية أما على المستوى الثنائى فعلاقاتنا وطيدة مع جميع دول القارة، ونحن بصدد ترتيب زيارة لبعض الدول الأفريقية التى لم نزرها من قبل فى إطار تعزيز التعاون بين مصر وشقيقاتها من دول القارة.
**
سيادة الرئيس.. نأتى إلى الشأن العربى.الموقف المصرى من سوريا، كان واضحاً بما لا يحتمل مجالاً لأى لبس فى الكلمة التى ألقيتها سيادتكم أمام قمة مجلس الأمن المعنية بالأزمة السورية الشهر الماضى فى نيويورك.. والسؤال: لماذا صوتت مصر مع القرار الفرنسى الإسبانى، ومع القرار الروسى فى الأسبوع الماضى؟
- الرئيس: التصويت مع القرارين ليس موقفاً متناقضاً كما أوضحت أثناء الندوة التثقيفية. فالعنصر المشترك للقرارين أنهما يدعوان إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية للشعب السورى، وهذا هو ما يهمنا كدولة وكمواطنين مصريين. لذا دعمنا القرارين وصوتنا فى صالح كل منهما، وهذا هو الأساس بغض النظر عمن قدم القرار. فلماذا أقف ضد قرار يدعو إلى وقف نزيف الدم السورى وإدخال المساعدات للشعب.
**
بعد التصويت المصرى بدا أن هناك أزمة مع السعودية لاسيما بعد تصريحات المندوب السعودى فى الأمم المتحدة، ثم توقف شركة أرامكو عن إرسال شحنة المواد البترولية المتعاقد عليها مع الشركة السعودية.. كيف ترى الموقف؟- الرئيس: الموضوع يحتاج مزيداً من التنسيق بيننا وبين أشقائنا فى السعودية حتى تكون الأمور واضحة. أما عن شحنة المواد البترولية فهى جزء من اتفاق تجارى تم توقيعه أثناء زيارة الملك سلمان لمصر فى إبريل الماضى، ونحن فى أعقاب القرار أبرمنا التعاقدات اللازمة لتلبية احتياجاتنا. ولا نريد للأمور أن تأخذ أكبر من حجمها، فالعلاقة الأخوية والاستراتيجية بين مصر والسعودية لا تتأثر بأى شىء ويجب عدم السماح بالإساءة لهذه العلاقات أو إثارة حالة من الشقاق فى هذه العلاقات الاستراتيجية والتاريخية. وللأخوة فى السعودية منا كل الشكر والتقدير على ما قدموه لمصر خلال الفترة الماضية.
**
إذن هل هى سحابة فى أجواء العلاقات وستمر؟- الرئيس: التناول الإعلامى وتداول الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعى هو الذى شكل هذه الصورة.. لكن لا توجد أى سحابة تعترى أجواء العلاقات المصرية - السعودية.
**
سيادة الرئيس .. عملية السلام مازالت على جمودها. نعرف أنكم بذلتم فى الفترة الماضية جهوداً كبيرة لتحريكها.. ما الذى تم فى هذا السياق؟- الرئيس: قضية السلام ستظل هى الأهم والأخطر على مستقبل المنطقة، ومصر على مر السنين تعطى القضية الفلسطينية أولوية قصوى فى سياستها الخارجية. ونحن نبذل جهداً كبيراً لتحريك عملية السلام، ومنذ شهور أطلقت أثناء زيارتى لأسيوط دعوة إلى الشعبين الإسرائيلى والفلسطينى والقيادتين، لإحياء عملية السلام. ولعلكم تابعتم أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، أننى خرجت على النص المكتوب لكلمتى من على منبر الأمم المتحدة، ووجهت رسالة مباشرة إلى الشعب الإسرائيلى والقيادة الإسرائيلية للبدء فى إجراءات بناء الثقة والدخول فى مفاوضات سريعة من أجل الوصول إلى اتفاق سلام يقيم الدولة الفلسطينية المستقلة بجانب إسرائيل. وأنا فى هذا الحوار أجدد هذه الدعوة لإنهاء النزاع وإحلال السلام، ونحن سنظل نلعب دوراً رئيسياً ومحورياً فى قضية السلام، ودائماً نعمل فى اتصالاتنا مع الجانب الفلسطينى على توحيد المواقف وتحقيق المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية.
**
سيادة الرئيس .. نعود من جديد إلى الشأن الداخلى من باب الشباب.. فبعد أيام ينعقد المؤتمر العام لشباب مصر فى شرم الشيخ.. ما الذى تتطلع إليه من هذا المؤتمر؟- الرئيس: منذ دعوت إلى هذا المؤتمر فى يوم الشباب المصرى فى يناير الماضى الذى أعلنا فيه إطلاق عام الشباب، وأنا أتابع التقارير الدورية التى ترفع لى عن نتائج الحوار مع شباب مصر فى أكثر من ألف مركز شباب على مستوى الجمهورية، ولدينا فى رئاسة الجمهورية الآن قاعدة بيانات شبابية تتيح لنا إجراء استطلاعات رأى إلكترونية لشريحة بلغت أكثر من 105 آلاف شاب.
وكان هذا تمهيداً للمؤتمر الذى يتضمن حوارات مفتوحة مع ممثلى مختلف الشرائح والتيارات السياسية وورش عمل فى كل الموضوعات، وسيضم المؤتمر 3 آلاف مشارك، وأتصور أننا سنلتقى بممثلى القوى السياسية فى إطار مؤتمر الشباب.
**
هناك من يرى أن القوى السياسية غائبة وليست فعالة فى المشهد السياسى، هل تشاركهم سيادتك فى هذا الرأى؟- الرئيس: القوى السياسية موجودة فى الحياة السياسية، وداخل البرلمان، وتقوم بدور جيد، ونحن ندعم هذا الدور ونشجعه، وأطلب من الإعلام أن يدعموهم ويشجعوهم، فنضج التجربة الديمقراطية عملية مستمرة لأن التطور الإنسانى لا ينتهى، ونحن نعلق آمالاً كبيرة على القوى السياسية، وهم يعملون بداخل البرلمان بكل حرية، وكما يريدون.
**
سيادة الرئيس.. لاشك أنك تابعت أداء البرلمان فى دورته الأولى، ما رؤيتك لهذا الأداء؟- الرئيس: مجلس النواب حقق إنجازاً غير مسبوق فى أولى دوراته البرلمانية، وكان عليه عبء كبير فى إقرار عدد كبير من القوانين والتشريعات والانتهاء منها. وأرى أننا لا نعطى البرلمان حقه. فيجب أن نشجعه وأن نقدر ونحترم أداءه وقراراته، فهو يضم نخبة متنوعة تمثل المجتمع المصرى بكامل طوائفه.
**
سيادة الرئيس.. هناك قطاع كبير فى الشارع المصرى يرى أنه لا يوجد ظهير سياسى واضح المعالم يقوم بدوره على الساحة السياسية المصرية.. ما رأيك؟- الرئيس: هناك جدل كثير يدور حول هذا الموضوع. ومؤتمر الشباب سيكون فرصة للنقاش والاستماع إلى وجهات النظر فى هذا الموضوع وغيره، حيث ستشارك الأحزاب والقوى السياسية، ودعونا ننتظر ما ستسفر عنه نتائج وتوصيات المؤتمر.
**
قضية محاربة الفساد، شهدت نشاطاً خلال الفترة الماضية من جانب أجهزة الدولة المعنية والرقابية.. لكن مازالت هذه الظاهرة تعوق الكثير من جهود الدولة وتؤثر على المواطن فى تعاملاته وفى الأسواق.. كيف تقيمون الدور الذى تقوم به أجهزة الدولة والمطلوب منها فى المرحلة المقبلة؟- الرئيس: الدولة لا تتسامح أبداً مع الفساد، وأنا أدعم أجهزة الدولة المعنية دعماً كاملاً فى جهودها، ولا مصلحة لنا فى التستر على فساد أو فاسد مهما كان، نحن نشن حرباً لا هوادة فيها على الفساد لمنعه واجتثاثه. وبالمناسبة فقد تحسن مركز مصر فى مؤشر الفساد لدول العالم، وارتفعت ٨ مراكز من المركز ٩٦ إلى المركز ٨٨
.
غير أن علينا أن ننتبه لأن جزءاً من تقييم الدول يأتى عبر رصد ما ينشر ويذاع فى وسائل الإعلام عن حجم الفساد، وأحياناً يكون ما يتم تداوله غير مدقق.
**
قلتم سيادتكم فى حوارنا السابق منذ ٥٠ يوماً إن المهندس شريف اسماعيل من أكفأ رؤساء الوزراء. هل مازلتم عند رأيكم؟- الرئيس: طبعاً. هذا الرجل يعمل فى قلب محيط من التحديات. وأهم ما يميزه هو القدرة على التنظيم والمتابعة والالتزام والإخلاص.
**
ما تقييمكم لأداء المجموعة الاقتصادية، خاصة أن بعض وزرائها انضموا حديثاً للحكومة؟- الرئيس: التحدى كبير أمام المجموعة الاقتصادية، ويجب علينا ألا نظلم الوزراء، فقد جاءوا فى فترة قاسية، بعد ما يقرب من ٦ سنوات صعبة كانت لها تداعيات بالغة التأثير على أوضاعنا الاقتصادية.
وتعالوا نتحدث بالأرقام، حتى تعرفوا ويعرف الرأى العام حقائق الوضع الاقتصادى، وضرورات الإصلاح ولماذا هى حتمية.
الإيرادات فى الموازنة العامة للدولة للعام المالى (٢٠١٦/٢٠١٧) تقدر بنحو ٦٧٠ مليار جنيه، بينما المصروفات المطلوبة ٩٧٤ ملياراً، منها ٢٢٨ ملياراً للأجور و ٢٠٦ مليارات للدعم، و ٥٦ ملياراً للبرامج الاجتماعية، و ٢٩٢ ملياراً لسداد فوائد الدين، والمتبقى يخصص لمصروفات الدولة على التعليم والصحة وغيرهما والاستثمارات الحكومية. والعجز بين الإيرادات والمصروفات يتم تمويله بالاقتراض وبالتالى يزداد الدين كل عام حتى بلغ الدين الداخلى ٢ تريليون و ٥٧٢ مليار جنيه فى ٣٠ يونيو الماضى، بنسبة تقترب من ٩٨٪ من إجمالى الناتج المحلى، ومن ثم ترتفع مخصصات فوائد الدين كل عام حتى بلغت نسبتها ٣٢٪ من مصروفات الموازنة العامة الحالية، وإذا استمرت الأوضاع بالصورة الراهنة، لن نتمكن من الوفاء باحتياجات المرافق والخدمات والنفقات اللازمة، وستكون النتيجة على حساب المواطن ومستقبل أبنائه. لذا لابد من الإصلاح لزيادة الإيرادات وخفض المصروفات من أجل تقليل العجز فى الموازنة وخفض الاقتراض، وتوجيه الدعم إلى مستحقيه.
ولنا أن نعلم أن المخصص للبعد الاجتماعى من الدعم والبرامج الاجتماعية كان يبلغ ٩٩ مليار جنيه عام ٢٠١٠، ووصل الآن إلى ٢٦٢ ملياراً، وأن مخصصات الاسكان الاجتماعى وتطوير العشوائيات والقرى الأكثر فقراً كانت صفراً عام ٢٠١٠، وهذا العام خصصنا لها ٦٤ مليار جنيه، وأن المعاشات الضمانية كانت ١٫٤ مليار جنيه، وبلغ المخصص لها هذا العام ١٢ مليار جنيه بعد زيادة معاش الضمان الاجتماعى والتوسع فى عدد المستفيدين منه، واستحداث معاش كرامة وتكافل ومد مظلته لتصل الى مليون أسرة فى ديسمبر المقبل.
أما المعاشات التأمينية فقد زادت من ٤٦٫٧ مليار جنيه عام ٢٠١٠، لتصل الى ١٣٤ مليار جنيه فى العام المالى الماضى، وتمت زيادتها هذا العام بنحو ٣٠ مليار جنيه لتصل إلى ١٦٤ ملياراً، بعد رفع المعاشات بحد أدنى ١٢٥ جنيها وأقصى ٣٢٣ جنيها، وزيادة الحد الأدنى إلى ٥٠٠ جنيه تزداد سنويا بمبلغ ١٢٥ جنيها. ويكفى أن تعرفوا أن المتوقع للمعاشات بعد ٥ سنوات أن تتضاعف الاعتمادات المخصصة لها لتصل الى ٣٢٤ مليار جنيه.
أما عن الدعم المخصص للسلع التموينية فقد ارتفع من ١٦٫٨ مليار جنيه إلى ٤٤ مليار جنيه، وقفز الدعم المخصص للمزارعين من ٣٦٢ مليون جنيه إلى ٥٫٢ مليار جنيه.
هذا ملخص للصورة، نحن نريد الإصلاح من أجل مستقبل البلاد، ونريد توجيه الدعم إلى مستحقيه وألا يستفيد منه من لا يستحق على حساب الأحق.
**
سيادة الرئيس.. ما الذى لا تتسامح فيه مع أى مسئول؟- الرئيس: الفساد والمحسوبية والمجاملة على حساب العمل. هذه أمور لا أتسامح معها أبداً.
**
هل تؤمن بإعطاء فرصة ثانية لمسئول لا يحالفه التوفيق؟- الرئيس: دائما أعطى الفرصة للآخرين من أجل العمل، ولا أتعامل معهم «بالقطعة». لأن التحدى ضخم جدا، والوزراء يتحملون عبئاً كبيراً ولذلك أتعامل معهم على مجمل الأداء.
فى نفس الوقت.. أحترم الرأى العام، لكن فى بعض الأحيان لا يكون حكمه على الأمور صائباً، لأنه لا يرى الصورة كاملة، بينما أنا على اتصال مباشر بالمسئولين، وأجلس مع كل منهم كثيرا، وعلى سبيل المثال، تعرض الدكتور محمد شاكر بعد توليه منصب وزير الكهرباء إلى هجوم شديد، أثناء فترة انقطاعات التيار، لكن بمضى الوقت شعر الناس بحجم الإنجاز الذى تم، وأصبح موضع ثناء من الرأى العام.
**
هل شعرت فى مرة بخذلان من مسئول؟- الرئيس: أحيانا. فهناك أناس ماهرون فى الترويج لأنفسهم، ويتمتعون كما يقول التعبير الدارج بـ «الفهلوة». ويتعاملون مع الإعلام بما يعطى انطباعاً غير حقيقى عن أدائهم.
**
ما الفرق بين آلية اتخاذ القرار فى المؤسسة العسكرية وقد كنت قائداً عاما، وفى القطاع المدنى وقد أصبحت رئيسا للجمهورية؟- الرئيس: الفرق بين آلية القرار العسكرى والقرار المدنى، هو فى الفاعلية والانضباط ودقة المتابعة ومسئولية الأداء.
**
هل يمكن أن تتحسن آلية القرار المدنى؟- الرئيس: بالتأكيد. قد تأخذ بعض الوقت، لكنها قابلة للتطور، وإلاّ كيف تتقدم الدول؟
**
من خلال تجربتك وزياراتك لدول العالم.. من الشعب الذى أثار إعجابك؟- الرئيس: تبهرنى الشخصية الصينية والشخصية اليابانية، لأنهما استطاعا تحقيق قفزات عملاقة لبلديهما.
**
من أكثر من تفتقده على المستوى الشخصى والمستوى العام؟- بدا التأثر على الرئيس وقال: والدتى رحمها الله. فهى التى علمتنى. كانت سيدة راجحة العقل، شديدة الحكمة والإخلاص والتجرد والرضا. وأفتقد والدى فقد كان رجلاً صاحب همة وعبقرياً بالفطرة.
**
هل تجد وقتاً للقاء أصدقاء العمر.. ماذا يقولون لك فى هذه اللقاءات؟- يضحك الرئيس وهو يقول: كلهم ينصحوننى.. وأعمل إيه؟.. أقعد أسمع!
**
هل تهتم بتدوين يوميات أو مذكرات عن أحداث مرت أو تمر بك؟- الرئيس: شاءت إرادة الله أن أكون صاحب ذاكرة قوية.. فأرى الأحداث الماضية وكأنها تدور أمامى، ودائما أستدعى التجارب والقراءات وأحداث الآخرين فى دول العالم.
**
أخيرا سيادة الرئيس.. ما التحدى الأكبر الذى يواجه مصر، وما هو الخطر الأكبر عليها؟- الرئيس: التحدى الأكبر هو وعى المصريين وتكاتفهم على قلب رجل واحد. فكل المخططات ضدنا لا تقوم على عمل خارجى وإنما تستهدف الدولة من الداخل. وكما قلت وأقول فإن الشعب المصرى أكثر وعياً مما يتصور كل من يحاول أن يشكك أو يسىء.
أما الخطر الأكبر، فهو الزيادة السكانية، فإذا لم نضبط معدلات الزيادة، فإن جهود التنمية سوف تتآكل. وعلينا أن نصل بمعدل النمو إلى ما يفوق ٧٫٥٪ سنويا، حتى يشعر الناس بالتحسن.
** سيادة الرئيس.. شكرا على وقتك وسعة صدرك. ودعواتنا بالتوفيق.