الأفراح فى زمن الحب والحرب.. كيف كان شكل الأفراح المصرية فى حرب أكتوبر؟

الخميس، 06 أكتوبر 2016 10:00 م
الأفراح فى زمن الحب والحرب.. كيف كان شكل الأفراح المصرية فى حرب أكتوبر؟ فرح مصرى
كتبت أسماء زيدان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خلف كل بطل حارب وانتصر أو كتبت له الشهادة قصة حب أخفاها التاريخ، بكل ما تحمل من ذكريات، قد لا يحسد أبطالها عليها، فمن منا يقوى على أن يشعر بالخطر فى ليلة العمر خوفاً من القصف، أو لمشاركة أحد أفراد الأسرة فى الحرب، ولو أن الحرب كانت معلومة ومعروف مصيرها وموعد انتهائها لأجل المصريون أفراحهم حتى ينتهوا مما بدءوه، ولكن نظرا لطول الفترة بعد النكسة والتى أطلق عليها حرب الاستنزاف، استمرت الحياة.


فرج مصرى

 

ورغم ارتباط الحروب بالخراب والدمار، إلا أنها لم تقف عائق أمام المصريين لإكمال الحياة بصورتها الطبيعية، متحدين ما يمروا به من ويلات، وجسد ذلك التحدى من تزوج فى زمن الحرب، فهؤلاء تنطبق عليهم المقولة الشهيرة "المصرى معروف بجبروته".


فرج فوق سطح أحد المنازل

 

وكان للأفراح فى زمن الحرب عدة أشكال، أولها إقامة حفل الزفاف فوق سطح المنزل، وما يصحبه من "بل شربات"، وتوزيع حلوى على الحضور، مكتفين بالكوشة المزركشة بالورود والبلاللين، وانتشرت تلك الأفراح فى الريف، وبعض الأحياء الشعبية بالقاهرة مثل حى السيدة زينب.


فرح داخل شقة العروس

 

وفى المناطق الراقية بعض الشئ، كانت تتم حفلات الزفاف، داخل شقة والد العروس، ليدل على مدى محافظة تلك الأسرة، ودعوة الأهل والأقارب ولكن هنا عدد الحضور يكون أقل من الأفراح التى تقام فوق "السطوح".

ولا أحد يستطيع أن يتجاهل معاناة العروس وعريسها الذين تقتل الغارة فرحتهم وسط ذعر المعازيم ليجروا جميعاً مختبئين فى الخنادق، حيث تكرر هذا المشهد فى محافظات القناة بشكل يومى وهو ما دفع الأغلبية العظمى للانتقال لمحافظات مصر المختلفة، ليتخلصوا من روتين اطفاء الأنوار الاختباء بالأنفاق حاملين الأتاريك، ليبعث لهم شعاش من نور يضئ طريقهم وينير مستقبلهم غير المعلوم.


أتراك

 

ولعل معظمنا يتذكر معظمنا، ذلك المشهد بفيلم الباب المفتوح، حيث كثر جرى أسرة فاتن حمامة للاختباء بالخندق، لتصادف البطل، صالح سليم على السلم فى طريقها للخندق لتختبئ بين ذراعيه خوفاً من القصف.

ولعل من أشهر قصص الحب والزواج بزمن الحرب، التى نتذكرها، قصة ارتباط الجندى عبد العزيز بسعدية الفتاة البسيطة فى فيلم العمر لحظة للكاتب الكبير يوسف السباعى، والذى جسد فيها مشاعر العروس وانتظارها بشوق لعريسها القادم من الجيش، لتزف له بكل فرحة، ولكن تأتى الرياح بما لا تهوى السفن ويأتى إليها خبر استشهاده، فكانت سعدية رمز للعروس التى حرمها الحرب من حبيبها، والزوجة التى تحمل قطعة من زوجها داخل أحشائها وبداخلها عشرات الأسئلة التى لا تجد لها إجابة، فهى لا تعلم مصيره، ولا كيف ستواجهه باستشهاد والده.

كما تطرق فيلم الطريق إلى إيلات للعروس التى يتركها العريس بعد ساعات من الزواج ليشارك فى الحرب، وهى نموذج للعشرات من حديثات الزواج اللاتى شاركها الحرب فيمن تحب.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة