يعد محمد كمال، الذى أعلنت وزارة الداخلية قتله، أحد أبرز الشخصيات التى كانت طرفا فى الأزمة الداخلية للجماعة خلال الفترة الماضية، بعدما تزعم اللجنة الإدارية العليا، وجمد عضويته عقبها محمود عزت القائم بأعمال المرشد، ليصبح التساؤل الهام هل ينهى مقتل محمد كمال الأزمة الداخلية للجماعة أم يزيدها اشتعلا؟
يبدو أن الأمور لا تيسير على ما يرام داخل الجماعة، خاصة بعدما كشفت مصادر مقربة من جماعة الإخوان، أن عدد من شباب الجماعة المنتمين لجبهة القيادات الجديدة للجماعة التى تزعمها الفترة الماضية عضو مكتب الإرشاد، محمد مال، تتجه لتدشيين جماعة جديدة بعيدة عن جبهة محمود عزت، وسيتخذون من كمال قائدا رمزيا لهم.
وقالت المصادر فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إن هذه الدعوات ظهرت فى بعض المكاتب اللإدارية، التى ترفض إدارة محمود عزت للجماعة، بجانب بعض قيادات فرع السودان تسعى لتدشين تنظيم بعيدا عن إدارة القائم بأعمال المرشد، خاصة من تم تحويلهم للتحقيق لتأيدهم إدارة محمد كمال – الذى اعلنت الداخلية منذ يومين مقتله بعد اشتباكات مع الشرطة.
من جانبه قال عز الدين دويدار، القيادى الإخوانى، إن على شباب الجماعة البدء فى تأسيس التنظيم الثالث للجماعة ويتخذون محمد كمال قائدا رمزيا لهم، بعد أن تيقن محمود عزت أن معركته الداخلية قد انتهت.
وأضاف فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك":"إخواننا رقاق النفوس اللى فاكرين أن مقتل محمد كمال هو نهاية طريقنا، وإننا واجب نتجه لموائمة مع قيادات الجماعة والعواجيز ويستنكرون أننا ما زالنا مستمرين فى معركتنا الداخلية، ستظل معركتنا مستمرة وسنسعى للتأسيس الثالث للجماعة".
وفى ذات السياق نشبت معركة ضخمة بين قيادات الإخوان فى السودان، حول طريقة تنظيم عزاء له، حيث فى الوقت الذى دعت فيه قيادات جبهة محمود عزت بالخرطوم بضرورة عدم تنظيم فعاليات بعد مقتله، رفض شباب الإخوان وأعلنوا تنظيم فعاليات فى الساحة الخضراء وهو ما جعل قيادات السودان تهددهم بتجميد العضوية.
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن السيناريوهات مفتوحة على مختلف الاحتمالات داخل الإخوان بعد مقتل محمد كمال، فهناك احتمال بأن يعزز ذلك من تيار التشدد والعنف ومسار الانفصال عن الواقع والصدام المتواصل رغبة فى الثأر ويأساً من الحلول السياسية.
وأوضح فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن هناك احتمال بأن يهتدى قادة الجماعة إلى أن مسار العنف والصدام وتشكيل خلايا سرية مسلحة أوقع الجماعة فى مآزق وأزمات معقدة لا قبل لها بها، ومن ثم يبحثون بجدية وخطوات عملية ناجزة مسار تجفيف العنف داخل الجماعة وتثبيت مسار المراجعات والحلول السياسية، ولكن لن يحل مقتله الأزمة الداخلية.
من جانبه أكد طارق البشبيشى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، أن هناك حالة هلع كبيرة وخوف تجتاح التنظيم الان بعد مقتل محمد كمال عضو مكتب الإرشاد، بسبب نوعية الحدث وحجمه، اغلبية قواعد الاخوان حسمت امرها بالانضمام إلى جبهة محمود عزت.
وأوضح القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، أن مقتل محمد كمال سيزيد من قوة جبهة محمود عزت أمام تيار القيادات الجديد، وسيعاد اجراء انتخابات داخلية للجماعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة