جمال أسعد

فوز ترامب وسقوط الأقنعة

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشف الفوز الزيف الأمريكى.. فإعلامهم منحاز.. ورأيهم العام مصنوع.. وديمقراطيتهم شكلية 
 
إذا كانت العلاقات الدبلوماسية بين الدول لا تحكمها العواطف، ولكن يتحكم فيها تحقيق المصالح لكل دولة وفقط، فلماذا هذا السرور وتلك البهجة التى أصابت الكثيرون فى مقابل الحزن والقلق الذى أصاب البعض الآخر عند فوز ترامب، لا شك أن السياسة الأمريكية وطريقة إدارتها لا تتناقض بل لا تختلف كثيراً، سواء حكم الحزب الديمقراطى أو الجمهورى، فهناك استراتيجية حاكمة يلتزم بها الجميع، ويشارك فى وضعها من كانوا من داخل المواقع السياسية أو من هم ذات نفوذ اقتصادى نافذ ومؤثر فى مواقع اقتصادية أو مالكاً لوسائل الإعلام، أعتقد أن حالة السرور والحزن هذه تخص أصحابها وطريقة تفكيرهم بل هى تعبير عن أمانى يريدون أن تتحقق عن طريق هذا الرئيس أو ذاك، فمثلاً هل رأينا أى رئيس أمريكى أياً كان حزبه أو انتماؤه قد حاد عن اعتبار أن الدولة الصهيونية هى الولاية الـ51 وأنه سيسعى لنقل السفارة الأمريكية للقدس كنوع من إعلان الولاء الكامل لها؟ مع العلم أن هذا الولاء ليس موقفاً سياسياً قابلاً للتغيير أو المساومة، ولكنه هو موقف سياسى تاريخى بل دينى وعقيدى منذ أن جاء البريطانيون المطهرون البروتستانت بعقيدة ما يسمى بالحكم الألفى لاحتلال أمريكا.
 
إذن فالمصلحة والعلاقات مع أمريكا يحكمها قدرة مصر على أن تكون متماسكة داخلياً بوحدة شعبها، الذى يتحقق بالعدل والأمن والأمان والمساواة وخارجيا بتفعيل دورها إقليمياً وعربياً حتى لا يستطيع أحد تجاهل هذا الدور، خاصة فى ظل الظروف المحيطة بالمنطقة، فهذا قدر مصر ودورها عبر التاريخ، أما التوافق الإنسانى بين الرئيسين والعمل المشترك فى قضايا متوافق عليها، فهذا مطلوب ويجب تدعيمه، وهنا ففوز ترامب لا يجب أن نبالغ فيه وعليه أو نأمل بتغيير استراتيجى فى السياسة الأمريكية، ولكنه هو فوز غير مسبوق فى إدارته وظروفه ونتائجه، فهو فوز ينبئ بتغير واضح وقادم فى مزاج وتوجهات الشعب الأمريكى، كما هو الأهم أن هذا الفوز وفى ظل ظروف الحملة الانتخابية التى أدارتها وسائل الإعلام بانحياز سافر سفيه بعيداً عن أى موضوعية مبايعة لكلنتون فى مواجهة ترامب ناهيك عما يسمى بقياسات الرأى العام، التى حسمت الفوز لها قبل الانتخابات، فهذا وغيره قد كشف عن وجه أمريكا الذى يتخفى وينزوى وراء مكياج ديمقراطى زائف استطاعت به ومن خلاله مد نفوذها وفرض سيطرتها على منطقة الشرق الأوسط بادعاء نشر الديمقراطية والمحافظة على حقوق الإنسان، مروجة ذلك بإعلامها الذى يشوه الآخر بكل الصور وبشتى الوسائل تحت دعم موضوعيته والتزامه وحياديته، استغلوا هذا الرأى العام فى الضغط على الأنظمة غير المرضى عنها، وكأنها تابعة لهم زاعمين أيضا أن هذا الرأى العام وصل من النضج أن يكون موضوعياً فانكشف وثبت أنه صنيعة أعلام مزيف. اخترقوا الدول تحت اسم منظمات حقوق الإنسان الممولة، تلك المنظمات المتاجرة بالديمقراطية والمبشرة بهذا النظام الأمريكى، فوز ترامب كشف المستور وأوضح الزيف وأسقط الكذب، فإعلامهم منحاز ورأيهم العام مصنوع وديمقراطيتهم شكلية، فما هى تلك الديمقراطية التى يخرج فيها البعض رافضاً نتائجها بل هذا الرفض قد تعدى حدود السياسة، وتحول إلى هدم وتكسير وقتل، فهذا هو التغيير الحقيقى القادم الذى أسقط ادعاءات ما يسمى بنهاية التاريخ وكشف زيف صراع الحضارات وأسقط المتاجرة بالديمقراطية، وبالطبع فإن التغيير الداخلى فى أمريكا سيكون له آثاره المباشرة على العالم، فهل لنا أن نعيد التفكير على أسس سياسية موضوعية حتى نحافظ على استقلالنا ونحقق مصالحنا، ولا نكون دائما مفعولاً بنا. حمى الله مصر وشعبها العظيم. 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة