لم تكن مشاركة كبار رجال الأعمال بالدورة الثالثة لمؤتمر أخبار اليوم الاقتصادى عادية مثل الدورات السابقة، فبخلاف ما اعتدنا عليه من المشاركة المكثفة بالمؤتمر نظراً لما يحظى به من رعاية من الرئيس عبد الفتاح السيسى والذى حضر دورته الأولى، حملت الدورة الأخيرة العديد من الكواليس والأسرار والتى نرصدها فى السطور التالية.
يناسب أن نطلق على العنوان الرئيسى للمؤتمر "شروق وغروب"، نظراً لما شهده من ظهور لأجيال جديدة، وخفوت أضواء أجيال أخرى من الكبار، وكان أبرز ظهور للأجيال الجديدة هو نجل فريد خميس الأصغر محمد فريد خميس، وهو الظهور الأول له بالمؤتمرات والفعاليات العامة، وشارك الابن الأصغر لامبراطور السجاد فريد خميس بجلسة متخصصة حول العقارات، وعلى الرغم من أنه بدا متوتراً فى بداية حديثه خلال الجلسة، وهو ما اعتذر عنه لاحقاً خلال كلمته معللاً ذلك بأنها أول مشاركة له إلا أنه نجح خلال كلمته فى طرح رؤى جديدة لسوق العقارات استحوذت على إعجاب المشاركين.
وفى سابقة جديدة لم يعتاد عليها فى المؤتمرات، دعمت زوجة ابن رجل الأعمال فريد خميس "رضوى" خلال مشاركته الأولى بالمؤتمر، وحضرت الجلسة الذى شارك فيها بالصفوف الأولى، كما أنها المرة الأولى التى يظهرا فيها سوياً بالفعاليات العامة منذ زواجهما إبريل الماضى، فيما تجمع عدد كبير من الصحفيين عقب الجلسة للحديث مع "محمد"، والحصول على رقم هاتفه.
ويدير محمد محمد فريد خميس، أو كما يلقبه أصدقاؤه "بيبو"، شركة النساجون الشرقيون للتنمية العقارية، والتى تملك عدداً من المشروعات الفاخرة مثل البارون سيتى، وبارون رويال تورز، وأورينتال كوست مرسى علم.
ولم يكن الأب فريد خميس بعيداً عن خطف الأضواء خلال المؤتمر، بداية من إعلانه توزيع الكتاب "الأخضر"، والذى يتضمن رؤية اتحاد المستثمرين الذى يرأسه للإصلاح الاقتصادى فى مصر، ومداعبة شهبندر التجار رجل الأعمال أحمد الوكيل، له على مطالبته بزيادة ضريبة الدخل على رجال الأعمال، بالمطالبة فقط برفعها على منتجى السجاد، نهاية بانفعاله على أحد منظمى المؤتمر الذى طالب بمد جلسة الصناعة التى كان يديرها "خميس" لاستقبال أسئلة المشاركين لوزيرى الصناعة والتعاون الدولى.
وبعيداً عن عائلة خميس، استحق رجل الأعمال وليد هلال لقب "المشاكس"، نظراً لآرائه ومواقفه ضد الحكومة وبعض رجال الأعمال، وجاء الموقف الأول وهو إعلانه رفضه لائحة انتخابات اتحاد المستثمرين، بسبب مساواتها تمثيل ممثلى الجمعيات بمجلس إدارة الاتحاد دون النظر لعدد أعضاء كل جمعية، والموقف الثانى توجيه انتقادات حادة لكلا من البرلمان بسبب توقف عدد كبير من مشروعات القوانين المحفزة للصناعة بمجلس النواب دون إقرارها على الرغم من أن محمد السويدى وهو رئيس اتحاد الصناعات يشغل منصب يرأس ائتلاف دعم مصر صاحب كتلة الأغلبية البرلمانية.
كما وجه انتقادات حادة لوزيرى الصناعة بسبب عدم دعم الوزارة للشباب لتنمية قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير أراضى للمستثمرين، وطالبه بتخصيص مكتب لتلقى مشاكل المستثمرين وخدمة الصناعة، بالإضافة إلى إنشاء 3000 وحدة للصناعات الصغيرة.
ورد طارق قابيل وزير الصناعة، على "هلال"، قائلا :"الوزارة طرحت 8 ملايين متر أراض صناعية بعدد من المناطق الصناعية للمستثمرين خلال الفترة الماضية، كما تنفذ تعليمات الرئيس بإنشاء وحدات صناعية متكاملة للمشروعات الصغيرة، وخلال شهر سيتم طرحها بمدن بورسعيد وبدر والسادات، كما تعاقدت الوزارة مع شركة سنغافورية لإنشاء مدينة متكاملة شمال الفيوم".
وهاجم وليد هلال وزيرة التعاون الدولى، قائلا، "زرت مع اتحاد المستثمرين مقر الوزارة للاستفسار عن توافر تمويلات للقطاع الخاص، وردت الوزيرة بأنها لا توفر سوى للمحافظات والمشروعات القومية".
وردت الوزيرة على حديث وليد هلال، قائلة، "إن الوزارة تعمل بشكل مؤسسى، ولا يمكنها تخطى مهام وزارتى الصناعة والاستثمار لتوفير التمويل للقطاع الخاص، كما وفرت الوزارة 2.8 مليار جنيه للبنوك لتمويل مشروعات القطاع الخاص، باعتبار القطاع المصرفى مراقبا من البنك المركزى".
ولم تتوقف المواقف المثيرة لرجل الأعمال وليد هلال على ذلك، بل بداً غاضبا على اختيار رجل الأعمال خالد أبو المكارم للمشاركة بجلسة الصناعة باعتباره أحد ممثلى قطاع الأعمال، خاصة بعد اختياره بمنصبه الجديد كرئيس للجنة العليا للتصدير لأفريقيا بقرار من وزير الصناعة.
فيما استحق رجل الأعمال محمد أبو العينين لقب "حبيب الصحفيين"، بسبب وده فى التعامل مع وسائل الإعلام، وعدم ممانعته التسجيل وإجراء اللقاءات الصحفية معهم، غير أن إجاباته اتسمت دائماً بالدبلوماسية.
المثير فى المؤتمر أنه شهد الظهور الأول لرجل الأعمال صفوان ثابت منذ الإعلان عن قرار التحفظ على أمواله من لجنة حصر أموال الإخوان أغسطس من العام الماضى لكنها كانت مشاركة باهتة، حيث كان يفضل الابتعاد عن الإدلاء بأى تصريحات لوسائل الإعلام أو التعليق على آراء المشاركين، واكتفى بالمشاركة فقط.
