قالت صحيفة "الفاينانشال تايمز"، إن السعودية وإيران على حد سواء يفضلان فوز هيلارى كلينتون عن دونالد ترامب، إذ تنتظر الرياض من كلينتون سياسة أكثر صرامة تجاه طهران، فيما تأمل الأخيرة أن تمضى قدما فى الاتفاق النووى الذى بدأه باراك أوباما.
وأوضحت الصحيفة البريطانية فى تقرير لها: "على النقيض من باراك أوباما، كانت كلينتون بطبيعة الحال أكثر حذرا حول المخاطرة بالعلاقات الأمريكية التاريخية بالديكتاتوريين خلال انتفاضات الربيع العربى"، مما يجعلها الخيار الأفضل لدى السعوديين.
وأضافت الصحيفة إن وجهة نظر الرياض واضحة – "الانتخابات فى واشنطن تغير الشرق الأوسط للأفضل وللأسوأ".
وذكرت الفاينانشال تايمز أن جورج بوش الأب كان صديقا لدول الخليج ودافع بقوة عن الكويت ضد الغزو العراقى، ولكن حرب ابنه على صدام حسين تسبب فى فتنة طائفية فى العراق وجعل النفوذ الإيرانى يمتد إلى بغداد، مما أدى إلى رد فعل سنى تجسد فى ظهور داعش.
وتابعت أن السعودية تتعامل بحذر مع احتمالية رئاسة ترامب للولايات المتحدة، فاقتراحه بحظر المسلمين من الدخول لبلاده رافقه دعوات لجعل الرياض تدفع المال مقابل الحماية الأمريكية العسكرية ـ على حد قول الصحيفة ـ وكل هذا بعد إصدار قانون جاستا الذى يسمح لأهالى ضحايا أحداث الحادى عشر من سبتمبر بمقاضاة السعودية.
واستطردت الصحيفة : "العائلات الملكية الخليجية ستستقبل رئاسة ثانية لآل كلينتون بأريحية أكبر، إذا تبرعوا بملايين الدولارات لمؤسسة كلينتون الخيرية، كما تعلم كلينتون اللاعبين السياسيين فى المنطقة ومخاوفهم وطموحاتهم جيدًا"، طبقًا للمقال. إلا أن الزعماء السعوديين يأملون أن تتبنى كلينتون سياسة أكثر قوة من سياسة أوباما، والذى خيب أمل الرياض بعدم أخذه قرارات أجرأ فى سوريا وبانفتاحه على "الخصم اللدود" إيران.
أما الإيرانيين، فإنهم يراقبون الانتخابات عن قرب، حيث أن نتيجتها إما ستسرع من الاتفاق النووى التاريخى بين الجانبين بفوز كلينتون، أو ستسفر عن جولة جديدة من عدم اليقين بفوز ترامب.
وأكدت الصحيفة أن القوى الوسطية القريبة من الرئيس حسن روحانى تريد فوز كلينتون على أمل أنها ستظل ملتزمة بالاتفاق، حتى وإن كانت ستتبنى سياسات أكثر صرامة مخالفة لمصالح إيران فى المنطقة.
ولكن فوز ترامب، وهو الذى لا يبدو محبذا للاتفاق، فمن المتوقع أنه سيساعد المتشددين فى إيران خطابهم الذى يدعى أنهم من يستطيعون الوقوف أمام ترامب، مما سيقلل من احتمالية نجاح الاتفاقية، وهى أكبر إنجاز للمعتدلين فى إيران أمام المتشددين.
ونقلت الصحيفة عن آية الله خامنئى يوم الأربعاء: "من يظن أن حل مشاكلنا يكمن فى التنازل أمام الولايات المتحدة فهو مخطئ".