على غرار المعركة التاريخية التى شهدتها الجماعة الإسلامية فى تسعينيات القرن الماضى، حول معركة ولاية الضرير وولاية الأسير، التى كانت قائمة بين عبود الزمر "الأسير" وعمر عبد الرحمن الأب الروحى للجماعة "الضرير"، اشتعلت أزمة الإخوان الداخلية مؤخّرًا على النحو نفسه، إذ أعلنت اللجنة الإدارية العليا للإخوان، المشهورة باسم "جبهة محمد كمال"، أنه لا ولاية لأسير، فى إشارة إلى المرشد العام للجماعة محمد بديع، الصادرة ضده أحكام قضائية، كاشفة أيضًا عن أن الجبهة الأخرى التى يتزعمها محمود عزت تنقل رسائل كاذبة للمرشد العام فى أثناء محاكماته، من أجل تضليله بشأن الأزمة الداخلية للجماعة.
عبود الزمر
وكشفت جبهة شباب الجماعة الإرهابية، عن أن هناك مساعى تقوم بها جبهة محمود عزت لاستصدار بيان على لسان محمد بديع، مرشد الجماعة، يعلن فيه رفض التجديد له من أجل نقل صلاحيات المرشد لـ"عزت"، ومهاجمة كل الإجراءات التى اتخذتها جبهة محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد الذى أعلنت وزارة الداخلية قتله فى تبادل لإطلاق النار قبل شهور، فيما يخص اختيار مجلس شورى جديد للجماعة، ويأتى ذلك فى الوقت الذى استبقت فيه جبهة محمد كمال البيان بالتشكيك فى أيّة إجراءات تتخذها جبهة محمود عزت، وكشفت فى الوقت نفسه أن معظم الرسائل التى جاءت بتوقيع "بديع" وأصدرها من داخل محبسه ليست صحيحة.
عمر عبد الرحمن
عز الدين دويدار: المرشد منصب عالمى ولا تصله إلا رسائل محمود عزت المشوهة
فى هذا الإطار، كشف عز الدين دويدار، القيادى الإخوانى، عن قيام جبهة محمود عزت بتوصيل رسائل لمحمد بديع خلال جلسات المحاكمة، بأن الجماعة بخير، وأن من يطالبون بالإطاحة بمحمود عزت هم مجموعة من الشباب المنحرفين.
وقال "دويدار" فى كلمة نشرها عبر صفحته على موقع التواصل الاجتاعى "فيس بوك": "المرشد العام محمد بديع هو منصب عالمى لإخوان العالم، وليس منصبًا محليًّا، فهو مرشد كل الإخوان، ومحبوس منذ 3 سنوات ونصف السنة، لا تصل له إلا رسائل جبهة محمود عزت، والصورة المشوهة التى تُنقل له هى أن الإخوان بخير، ولكن هناك مجموعة شباب انحرفت وتطرفت وشايلين سلاح ضد الدولة، ولذلك فإننا لن نستغرب إن أقدم البعض على توريطه فى تصريح ما لدعم جهة دأبت على استخدام أساليب غير نزيهة لكسب مساحات فى وعى الإخوان".
محمود عزت
قيادى موالى لجبهة "كمال" مهاجما لمحمود عزت: الجماعة ليست ملك شخص
من جانبه، اعترف أشرف عبد الغفار، أحد أبرز القيادات الهاربة فى الخارج، والموالى لجبهة محمد كمال، بعدم وجود رؤية للجماعة من عزل محمد مرسى، قائلا: "أكثر من 3 سنوات مرت على الجماعة، ولا حياة لها ولا رؤية، وجاءت القرارات الأخيرة الصعبة والموجعة لتوقف تلك المهزلة، وتنجح فى إقامة انتخابات من القاعدة للقمة".
وشن "عبد الغفار" هجومًا عنيفًا على محمود عزت، قائلا: "الجماعة ليست ملك شخص، ومبنية بشكل مؤسسى، وما حدث تعديل فى مسار داخلى ولا يعتبر انشقاقا".
محمد بديع
قيادى بجبهة عزت: بديع لا يرضى بهراء انتخابه.. ولا ولاية لأسير
فى المقابل، رد الدفراوى ناصف، القيادى الإخوانى المحسوب على جبهة محمود عزت، على تصريحات أشرف عبد الغفار، قائلا: "رد فعل متوقع جدًّا على لسان أشرف عبد الغفار، الذى تم تجميد عضويته، كى يخرجوا من المأزق الذى وضعوا فيه أنفسهم مختارين بإعلان انتخابهم والتجديد لمحمد بديع مرشدًا للإخوان، ولعلمهم أن بديع لا يرضى بهذا الهراء".
وتابع "ناصف" فى بيان له ردًّا على تشكيك الإخوان فى رسائل محمد بديع، قائلاً: "يسعون للإساءة إلى المرشد محمد بديع، بزعم أنه معزول عن الواقع ولا يصله أى شىء، ولو أنكر فنحن نثق فى أن الصف مش هياخد بكلامه، ثم يأتى التوجه الآخر على لسان أشرف عبد الغفار (الموقوف)، بل والمجمدة عضويته، والعضو بمجلس الشورى العائلى الموازى فى تركيا هو وابنه، وبعدين حتى لو خرج المرشد وصرح بأنه لا يعترف بما أعلنوه، فبكل بساطة مش من حقه شرعًا، لأنه لا ولاية لقيادات السجون"، كاشفًا عن أن الإخوان يتبعون مقولة الجماعة الإسلامية "لا ولاية لأسير".
واستطرد القيادى الإخوانى فى بيانه، قائلاً: "الآن يسارعون ويسابقون الزمن لنشر بوستات تمهد لرفض أى بيان يخرج عن المرشد العام للإخوان، محمد بديع، يتضمن رفضًا لإجراءاتهم".