هشام عز العرب رئيس اتحاد بنوك مصر يكتب: واقع جديد

الجمعة، 12 فبراير 2016 10:19 ص
هشام عز العرب رئيس اتحاد بنوك مصر يكتب: واقع جديد هشام عز العرب رئيس مجلس إدارة اتحاد بنوك مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ينشر "اليوم السابع" النص الكامل لمقال هشام عز العرب رئيس اتحاد بنوك مصر، نقلا عن مجلة اتحاد بنوك مصر.

الوقت يداهمنا، هذ هو أهم تحدى يمكن استخلاصه عبر هذا الكم الكبير من التطور فى البنية البحثية والتحول العلمى والتكنولوجى حول العالم. ومسئوليتنا كاتحاد بنوك مصر أن ننبه القطاع المصرفى ليستيقظ، ويستعد، ويواجه. العالم يتحدث، ويتغير كل ثانية، ونحن لازلنا نعيش الأمس، ولم نجهز أنفسنا للمستقبل القريب جدا.

الواقع الجديد أخطر من مجرد معالجة لمشكلات قديمة، ولكنه تغيير يشمل العالم أجمع، وإذا لم ننتبه ونستعد لن نتمكن من اللحاق به، وسنتحول إلى أسواق إستهلاك واسعة، لكل ما ينتجه من يملكون المستقبل.

فوفقا للمؤلف أليك روس كبير مستشارى هيلارى كلينتون، أن هناك "تسونامى" متمثل فى 6 موجات ستؤثر على حياة الإنسان على كوكب الأرض، مركزها ومحورها التكنولوجيا، وتتمثل فى الروبوتات، وهندسة الجينات، والبيانات الكبيرة، وتكنولوجيا المال، وأمن الإنترنت ، وجغرافية الأسواق. وضع روس أفكاره فى كتاب تحت عنوان "صناعة المستقبل: كيف ستغير السنوات العشر المقبلة من الإبتكار، على حياتنا، وعملنا، وأسرتنا". وفقا لأفكار روس ـ التى نشرها موقع "سكاى نيوز" ـ أن عددا من الناس سيستفيد من هذه الموجات الهائلة التى ستغير وجه الأرض خلال السنوات المقبلة، بينما سيكون ضحيتها أعدادا أخرى ، يتمثلون فى من يجهل هذه التغييرات، أو يقف فى وجهها.

ويعتقد روس ـ الذى سافر إلى العديد من دول العالم فى محاولة تصنيف أفضل الابتكارات التى توصل إليها الإنسان ـ أن الموجات الستة التى ستؤثر على حياة الإنسان بشكل جوهرى، مركزها ومحورها التكنولوجيا، وبخلاف مؤلفين سابقين، فإن روس اقترب من كل هذه المجالات، فيما لم يجرؤ المؤلفون السابقون إلا على الاقتراب من كل مجال على حدة، كما أنه تحدث بشكل مباشر عن تأثير كل منها على الناس، سوء أولئك المستفيدين منها أو المتضررين.

وفى الفصلين الأول والثانى من كتابه، بعنوان "ها قد وصلت الروبوتات" و"مستقبل الآلة البشرية" على الترتيب، يتناول الكاتب كيفية تأثير الروبوتات المتطورة والعلوم الحياتية، وتحديدا هندسة الجينات، على طريقتى عملنا وحياتنا.

فالروبوتات بدأت ترافقنا فى كثير من الأعمال، بينما يتحول الاقتصاد العالمى نحو مزيد من الذكاء الصناعى الأمر الذى قد يؤثر على قوى العمل كما حدث مع الثورات الزراعية والصناعية والرقمية.
وسوف تؤثر العلوم الحياتية على الناس، حيث سيعيشون حياة أطول وصحية أكثر من أى وقت مضى، ولكن سيستفيد منها أكثر أولئك الذين يتبنونهما، وعلى المجتمعات أن تجد طرق جديدة لتبنيها والتعايش معها.

وفى الفصلين الثالث والرابع، يتناول المؤلف مسألتى تشفير الأموال والأسواق وصناديق الأموال (الائتمان) وتحويل الشفرة إلى سلاح.

ويبحث المؤلف فيهما مدى الزيادة فى تطبيق شفرة الكمبيوتر على مجالات جديدة فى الاقتصاد، وكيفية تأثير ذلك على مجالين مهمين من مجالات الاحتكارات الحكومية التقليدية وهما المال والقوة. وقال المؤلف إن تطبيق الشفرة على التجارة سيوفر فرصا جديدة لقلة من الناس.

فى الفصلين الخامس والسادس، يبحث المؤلف مسألتى "البيانات: المادة الخام لعصر المعلومات" و"جغرافية أسواق المستقبل"، ويتطرق إلى مدى التوسع الذى تسمح به البيانات الكبيرة والقيود التى تضعها الجغرافيات السياسية على الأسواق العالمية. وتظل الأرض بمثابة المادة الخام للعصر الزراعى كما كان الحديد المادة الخام للعصر الصناعى.

إننا كبنوك مدعوون للتفكير فى هذه الموجات المقبلة من "التسونامى".
ويعزز هذه الأفكار حضورى لندوة العام الماضى بنيويورك تبحث تطور الصناعة حتى عام 2030، وخلال المناقشات تنبأ المتحدثون بأن إنتاج "الروبوت" سيحل محل البشر فى عمليات التصنيع، وهو ما يعنى أن عصر الأيدى الرخيصة من الصين إنتهى، كما أن قطاع الصناعة سيتخلص من الرواتب العالية، والتأمينات، والتعويضات التى تطلبها النقابات للعمال. كيف سيكون وقع ذلك على الصين، وعصر الأيدى العاملة الرخيصة؟

إن التغير الجذرى فى التكنولوجيا، وخاصة تكنولوجيا المعلومات إستبدلت طاقة الموبايل الواحد بنحو 4 حاسبات ألية ضخمة فى بداية العصر التكنولوجى يقام كل منها على مساحة 200 متر مربع؟
إننا كبنوك يجب أن نستعد لهذا العصر، فالعميل المولود فى بداية الألفية لن يحتاج إلى الفروع، ولكنه سيرغب فى إنهاء كافة خدماته المالية عبر المحمول. نحن مدعوون كرقيب، وكبنوك بالتفاعل مع هذا التطور التكنولوجى المذهل والإستعداد له ، وحماية أنفسنا من تبعاته، على سبيل المثال، هذا التطور فى تكنولوجيا المعلومات، سيسمح للبنوك حول العالم بعبور الحدود ، والدخول للتعامل فى دول وأسواق، بدون موافقة السلطات الرقابية بها، وذلك "بضغطة ذر" من خلال التكنولوجيا!!
إن علينا الإختيار، إما أن نكون مؤهلين للمستقبل، أو نعيش عصر "إنسان الغاب" القديم. علينا الإختيار، أن نكون مساهمين ومتفاعلين ومصدرين لخدماتنا، أو أن نرضى بدور المستهلك لما ينتجه الغير.

الحكومات حول العالم أيضا مطالبة بمواكبة التطور التقنى الخطير، الذى يمس الصناعة والزراعة، وكل أليات العمل الإقتصادى، بل وأيضا الدفاعى، فقد إنتهت احدى الدول من تطوير أسلحتها الدفاعية عن طريق التكنولوجيا باسخدام مجالات الكهرباء المغنطيسية التى بامكانها تعطيل كافة أجهزة الاتصال ومولدات الكهرباء بدون أى إيذاء للبشر، وهو ما يعنى شل كامل لقدرات أى جيش!! أننا مقبلون على عالم جديد تماما، والتغيير يبدأ بتغيير كل منا من نفسه، وأفكاره، وأدواته.

البكاء على اللبن المسكوب، ومحاولة علاج مشكلات الماضى صفحة يجب أن نطويها جميعا، والبنوك مطالبة اليوم فى إعداها لخططها الإئتمانية، بتوجيه مواردها لهذه المجالات التكنولوجية الجديدة، لعلنا نبدأ المسيرة قبل فوات الأوان. البنوك كانت دائما الحائط الصلب الذى حمى البلاد فى جميع الأزمات، وما نحن مقبلون عليه ليس مجرد معركة عادية، ولكنها معركة وجود.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة