نقلا عن العدد اليومى..
إنجازات متحدى الإعاقة الرياضية تتحدث عن نفسها، رغم الظروف الصعبة والإهمال الذى يجدونه فى مصر، سواء على الصعيدين الرسمى أو الشعبى.. المثير للإحباط توجيه الأنظار إليهم فى حالة المصائب والكوارث، وتمثل فضيحة سفر المبصرين للمشاركة فى بطولة دولية بدلاً من المكفوفين المثال الأشهر، تلك الواقعة التى كشفت عن الأحوال المتردية للعبة كرة الهدف، أو مثلما تُعرف محليًا «كرة الجرس».
ياسر عبيد، نائب رئيس اتحاد الإعاقة البصرية، لاعب المنتخب القومى الأسبق، حدد أزمات رياضة المكفوفين الأشهر فى العوامل التالية، قلة الدعم وعدد الممارسين، وعدم وجود خبرات وكوادر مدربة، بالإضافة إلى عدم وجود الأماكن الكافية للتدريب، وقلة المعدات المناسبة.
نائب رئيس المكفوفين كشف أن عدد الأندية التى تمارس كرة الهدف فى مصر 11 ناديًا و6 جمعيات فقط فى الوقت الحالى، لافتًا إلى أن الاتحاد لا يمكنه دعم الجمعيات أو مساعدتها لأنها تابعة من الناحية القانونية لوزارة التضامن الاجتماعى، إلا أن الحل الوحيدة هو إشهار تلك الجمعيات كأندية، مشيرًا إلى أن اشترطات الوزارة مجحفة للغاية، خصوصًا شرط توفير أرض مساحتها لا تقل عن 1500 متر من أجل ممارسة الرياضة، مما يعيق تحويل تلك الفكرة إلى واقع، لذا يتم مخاطبة المحافظين، لكن هذا الأمر صعب أيضًا.
القطبان يرفضان المكفوفين
وأشار نائب رئيس اتحاد المكفوين إلى أن وزارة الرياضة لا تدعم المكفوفين بالصورة المناسبة، كما أن الأماكن التى يتم توفيرها للتدريب قليلة للغاية، ويتم اللجوء للتأجير الذى يكون بأسعار مرتفعة، مشيرًا إلى أنه كعضو عامل فى الأهلى تقدم بطلب قديمًا فى ظل وجود مجلس إدارة حسن حمدى، لكن تم حفظ الطلب، موضحًا أن الأدوات المستخدمة فى اللعبة يتم استيرادها من كندا وألمانيا فقط، لذا يكون من الصعب توفيرها بشكل دائم.
محمد حسن، إدارى المنتخب الوطنى للمكفوفين الحالى، أوضح أن أزمة عدم وجود ملاعب تؤرق الرياضة فى مصر، قائلًا: «أنا كنت بدور لغاية ما يطلع عينى على أماكن تستضيفنا، مثل مركز الفتيات، وملاعب جامعة القاهرة وعين شمس، وبرضه الأهلى والزمالك زمان كانوا بيرفضوا استضافتنا بحجة إن كرة الجرس بتبوظ الصالات»، مشيرًا إلى أن التكلفة العالية لإيجار الصالة، والتى ربما تصل إلى 600 جنيه فى اليوم فى حالة إقامة مباريات على مدى اليوم.
البدل اليومى
بالنسبة للاعبين، يُعد المركز النموذجى لرعاية وتوجيه المكفوفين من أشهر فرق كرة الهدف، بعد حصوله على الدورى العام لمدة 10 سنوات متتالية.. «اليوم السابع» التقت أعضاء الفريق، وبعد متابعة جزء من المران الذى استمر لمدة 20 دقيقة، كان أبرز ما فيه جملة وجهها لاعب لزميله قائلًا: «هعميك أكتر من أنت أعمى»!
محمد عبدالحميد، الشهير بـ«بياضة»، أكد أن الإعلام والحكومة لا ينتبهان لأوضاع المكفوفين إلا بعد حدوث الأزمات الكبرى، مثلما حدث مؤخرًا فى واقعة سفر مُبصرين بدلًا من المكفوفين، مضيفًا أن اللاعبين كانوا يعانون من مشاكل كثيرة فى ظل قيادة المجلس السابق للاتحاد برئاسة الدكتور أحمد عبدالله دون انتباه من أحد، قائلًا: «المشكلة الأكبر إن هذا المجلس كان من العميان، لكنهم مكنش عندهم إحساس بأى من مشاكلنا خالص للأسف».
وأوضح «بياضة» أن الاتحاد السابق أوقف 5 لاعبين من قادة المنتخب الوطنى بسبب مطالباتهم بصرف البدل اليومى فى البطولات الدولية، والذى هو فى الأساس عبارة عن 25 جنيهًا يوميًا، وذلك ببطولة شرم الشيخ الدولية الماضية، مضيفًا أنه فى تلك البطولة تم تسكين المنتخب الوطنى ونادى الإيمان فى فندق «نجمتين»، بينما تم تسكين باقى الدول المشاركة فى فنادق «5 نجوم». وهنا التقط ممدوح عبداللطيف، لاعب المنتخب الوطنى، طرف الحديث من «بياضة» قائلًا: «لمّا طالبنا بالفلوس قالوا مفيش فلوس فى خزينة الاتحاد، مع إنهم كانوا جايبين أسرهم معاهم فى شرم الشيخ يتفسحوا»، مضيفًا: «البدل اليومى كان 25 جنيه بس، ومكنش بيتصرفوا وقتها، عشان كده اعترضنا فتم إيقافنا، مع إن البدل أساسا كان 30 جنيه فى عهد الاتحادات السابقة لكنهم اخترعوا بند خصم 10%».
فيما تحدث «إسلام» عن حالة الإحباط التى يعانيها من الأوضاع فى مصر، قائلًا: «مفيش حاجة هتتغير، كله فاكس يعنى.. إحنا كان عندنا مشكلة من سنة فى المركز النموذجى، وبالفعل توجهنا لمقابلة وزيرة التضامن الدكتور غادة والى، وبعد مرور الوقت لم يحدث شىء بل هناك أشخاص ممن طلبنا استبعادهم مازالوا موجودين فى المكان».
عشاء المنتخب «طعمية»
بينما كشف صابر خميس، الطالب فى كلية آداب عين شمس، عن أزمة جديدة قائلًا: «عاوز أعرف هو فى منتخب مصر بياكل طعمية على العشاء؟»، مضيفًا: بالفعل هذه الواقعة حدثت قبل بطولة كينيا الدولية، حيث قام المسؤولون بتسكين الفرق المشاركة فى البطولة النزل التأهيلى الذى تتراوح سعر الليلة فيه بين 15 و20 جنيهًا، وكان يتم نقلهم لأداء التدريبات بالمواصلات وليس بأتوبيس مخصص لهم، وعلى هذا كان يتم التعامل فى أغلب الأوقات.
وأشار صابر خميس إلى أن راتب اللاعب فى المركز 360 جنيهًا إذا كان دوليًا، والمحلى يتقاضى 300 جنيه، بالإضافة إلى شنطة ملابس سنويًا، مضيفًا أنه هناك زملاء لاعبين لا يجدون أماكن للتدريب أو تقاضى رواتب شهيرية. فيما عاد «إسلام» للحديث مرة أخرى قائلًا: «على فكرة محدش هيدعمنا، والوزير مش هيجى يحضر أى بطولة لينا، مش قصدى على المهندس خالد عبدالعزيز لكن هو وكل اللى زيه محدش فيهم اهتم بينا.. إحنا روحنا كأس عالم بعد غياب 16 عامًا، ومنتخب كرة القدم للأسوياء لم يذهب حتى الآن». وتابع «إسلام» حديثه قائلا: «لمّا اتعرفت واقعة سفر مبصرين بدلًا من المكفوفين لبطولة دولية، كل الإعلام اتكلم ومحدش كان عارف الواقعة.. لدرجة إن فى نائب فى البرلمان قال إنهم اكتشفوا الواقعة بعد ما اللاعبين كانوا بيجروا ويتخطوا اللاعبين المنافسين بصورة سريعة، رغم أن كرة الهدف- غير المنتشرة فى مصر من الأساس إلا فى حالات نادرة- مختلفة عن كرة القدم.. يعنى النائب إزاى هيقدم استجواب للوزير عن شىء لا يفهمه أساسًا».
ديكور ألعاب المكفوفين
وفى نادى الحرية فى بورسعيد تحدث محمد على، بطل الجمهورية للسباحة للمكفوفين لنسختها الوحيدة التى أقيمت العام الماضى، عن أوضاع رياضات متحدى الإعاقة، قائلًا: «محدش فاكرنا فى البلد كل الرعاة والمسؤولين مهتمين بالأسوياء وبس.. إحنا فى نادى الحرية بنتمرن ونحصل على بدل يومى 50 جنيه شامل التغذية.. ومفيش رواتب شهريًا». وأشار محمد على الذى يعمل موظفًا فى وزارة الصحة إلى أن رياضة كرة الهدف هى الأشهر للمكفوفين، بينما باقى الرياضات التى تم الإعلان عنها حديثة العهد، مضيفًا: فى بطولة السباحة الوحيدة التى أقيمت شاركت فيها، بالإضافة إلى 7 آخرين من المنيا لم يلتقِ بهم من قبل، وتمت إقامة البطولة وفزت بها!، لافتًا إلى أن هذا يعد حال أغلب الرياضات الأخرى للمكفوفين. وكشف محمد على عن أن نادى الحرية يمتلك صالة خاصة به، لكن ما وصل لعلمه أن بها أزمات، ولا يعلم لماذا توقف العمل بها، لافتًا إلى أن إنهاء الأزمة حول تلك الصالة سيكون فى صالح جميع متحدى الإعاقة فى بورسعيد، وبالتحديد المكفوفين.
تعهد الوزارة
الدكتور أشرف صبحى، مساعد وزير الرياضة، أكد أن هناك وكيل وزارة معنيًا بالأمر، ويجب عليه حضور الأنشطة المختلفة، مؤكدًا أن مناقشة دعم ذلك الاتحاد بشكل مناسب أمر ستتم دراسته مع الاتحاد الجديد، من أجل تلبية احتياجاتهم. أوضح مساعد وزير الرياضة أن جميع ألعاب متحدى الإعاقة تتبع اللجنة البارالمبية التى يتم دعمه بصورة جيدة نسبيًا فى الوقت الحالى لكن اتحاد المكفوفين تم فصله منذ عام لذا أصبح دعمه بشكل فردى، موضحًا أن الوزارة لا تدعم أندية فى الألعاب المتخصصة بل اتحادات. وحول صعوبة تحويل الجميعات الخيرية إلى أندية مُشهرة، أكد مساعد وزير الرياضة أن وجود اشتراطات محددة ضرورة حتى لا يتم فتح الباب لوجود كيانات وهمية يتم تأسيسها فى الانتخابات، أو الحصول على دعم بدون وجه، مثلما كان يحدث فى أوقات سابقة. وعن الدعم المعنوى، أشار «صبحى» إلى أن هناك وكيل وزارة معنيًا بحضور تلك المناسبات إلا أنه ستتم مراجعة الأمر فى الفترة المقبلة ومنافساتهم المختلفة المقبلة، لافتًا إلى أن الحل من وجهة نظره بالنسبة لتلك الاتحادات تحويلها إلى اتحادات نوعية، حتى يتم دعمه بشكل كامل، خصوصًا أن وزارة الرياضة غير معنية قانونًا بدعم الجمعيات التى تمارس أنشطة رياضية.
موضوعات متعلقة...
- صدمة.. مدرسو الصم والبكم يجهلون لغة الإشارة.. أولياء الأمور: نعتمد على أنفسنا فى الشرح لأولادنا.. ومدير مؤسسة الصرخة: 12 من 1500 مدرس فقط يتقنون لغة الإشارة.. ومستشار التربية الخاصة: تدريب 60 معلما
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة