"السادات وهيكل".. عندما تتحول الصداقة إلى عداء بسبب السياسة.. التعاون المثمر للثنائى فى أوج مجده بخطة الخداع الاستراتيجى للعبور.. وكتاب "اللا نصر واللا هزيمة" يسدل الستار على علاقة الأستاذ بالرئاسة

الأربعاء، 17 فبراير 2016 05:37 م
"السادات وهيكل".. عندما تتحول الصداقة إلى عداء بسبب السياسة.. التعاون المثمر  للثنائى فى أوج مجده بخطة الخداع الاستراتيجى للعبور.. وكتاب "اللا نصر واللا هزيمة" يسدل الستار  على علاقة الأستاذ بالرئاسة هيكل و السادات
كتبت - هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأت علاقة الاستاذ بالرئيس الراحل أنور السادات بالاتفاق والتقارب فى وجهات النظر وانتهت بالعداء بعد فترات وجيزة من حكم الأخير، فعندما تولى الرئيس الراحل أنور السادات عام 1970، حاول الأستاذ مساندته فى الحكومة والسياسة والصحافة وسعادة فى ذلك أن الأول كان على دراية بعلاقة الأخير الحميمة بنظيره الراحل جمال عبد الناصر وشاهدا عليها، ويمكن القول بأن الجورنالجى استطاع أن يكسب معركة الصراع الحاد مع مراكز القوى وهو ما اعترف به السادات نفسه عندما حكى تفاصيل الفترة الأخيرة فى المعركة التى كانت مقامة على السلطة وانتهت بأحداث مايو أو ثورة التصحيح.

علاقة هيكل بالسادات اشتدت أكثر فى فترة الإعداد لحرب أكتوبر 1973 بمشاركة هيكل من خلال ما سمى بخطة الخداع الاستراتيجى للعدو من خلال بعض الكتابات على سبيل المثال حديثه عن الصعوبات التى تواجه أفراد الجيش المصرى لعبور قناة السويس ودخولها فى معركة ضد العدو الصهيونى على الرغم من الانتقادات التى وجهت للأستاذ بسبب تلك الكتابات والتى لم يفهم مغزاها كثيرون فاتهموه بإشاعة الروح الانهزامية بين أفراد القوات المسلحة.

وكعادة "هيكل" لم تمنعه علاقته بالسادات من توجيه اللوم والعتاب له حيث بدأ الخلاف يشب بينهما بسبب الطريقة التى تم إتباعها بعد ذلك مع إسرائيل وبلغ الخلاف أشده عندما قرر الأول نقله من مؤسسة الأهرام وتعيينه مستشارا له فى 1974 فاعتذر هيكل وقرر الاعتكاف فى منزله والتفرغ لتأليف الكتب السياسية.

وانطوت صفحات علاقتهما عندما تحدث السادات أمام الكاميرات فى عام 1981 قائلا عن هيكل إنه لم يعد صحفيًا بل سياسيًا، وعليه أن يترك الصحافة إلى السياسة، و"ليس من حقه كصحفى أن يناقش القرار السياسى، فتلك مسئولية الرئاسة".

وبعدما كتب هيكل عن "اللا نصر واللا هزيمة"، أصدر السادات فى العام نفسه قرارًا باعتقال هيكل فى 1981 ضمن حركة الاعتقالات التى طالت رموز العمل السياسى والصحفى بحجة أنه يساهم فى إشعال الفتنة بكتاباته فى البلاد وفى حقيقة الأمر كان الاعتقال متعلقًا بموقفه المناهض لطريقة تعامل مصر مع إسرائيل وأمريكا لأن السادات فى وجهة نظره كان يعطى لأمريكا دورًا أكبر مما تستحقه على الرغم من الانتصار الذى حققه فى حرب أكتوبر وكان بسلاح آتيا من الاتحاد السوفيتى.

ووفقا لما كتبه "هيكل": "تلاقينا واتفقنا واختلفنا كثيراً وظللنا أصدقاء حتى جاءت حرب أكتوبر 1973 وانتهت، ثم تباعدت زوايا الرؤية لأن الرجل وجد بعد حرب أكتوبر أنه يستطيع تأسيس شرعية مختلفة تصدر عن مرجعية مختلفة. وهناك تباعدت الطرق، وكان طبيعياً أن تتباعد وإلا نزلت العلاقة بين السياسى الصحفى من مستوى الصداقة لفكرة أو لمشروع إلى مستوى التبعية لرجل أو لسلطة!".. هكذا كتب الأستاذ فى كتابه "أكتوبر 73": "السلاح والسياسة"، الذى يتحدث فيه عن موقفه من الرئيس الراحل أنور السادات بسبب طريقة تعامله فيما بعد حرب أكتوبر مع أمريكا وإسرائيل، ورغبته فى إبرام اتفاقية السلام مع الأخيرة مستشهدا بالرسالة التى بعث بها السادات لوزير الخارجية الأمريكية هنرى كيسنجر آنذاك فى اليوم التالى لحرب أكتوبر بعدما حققت القوات المصرية انتصارات ساحقة، وقال فيها السادات إن مصر لا تعتزم تعميق مدى الاشتباكات أو توسيع مدى المواجهة، فعلق هيكل على ذلك فى كتابه أنها المرة الأولى فى التاريخ يصارح فيها طرف محارب خصمه بخطته كاملة.

ولم يكن هذا هو الكتاب الوحيد التى تحدث فيه الأستاذ عن طريقة تعامل ومعالجة السادات للحرب منتقدا إياه ولكن أيضا هناك كتاب خريف الغضب والذى يسرد فيه هيكل الأسباب التى أدت إلى موت السادات على هذا النحو. ولكن يقال فى بعض الشهادات الصحفية أن هيكل سرعان ما هدا من وطأه هجومه للسادات فى الثمانين من عمره وأثنى عليه فى استرداده لأرض سيناء فى الوقت الذى مازالت سوريا وفلسطين يدفعا الثمن فيه.

وتتجه الشهادات التى وثقت لتلك المرحلة إلى وجود أسباب بعينها أدت إلى نشوب حالة العداء هذه ما بين هيكل والسادات أولها الخلاف حول الطريقة التى عالج بها مظاهرات الطلبة أواخر 1971: "إذا كان يرى أن العنف ليس وسيلة الحوار مع الشباب، ومعالجة السادات لموضوع الفتنة الطائفية، ومسألة الوحدة مع ليبيا، وطريقة السادات فى إجراء اتصالات خفية مع أمريكا عن طريق قناة اتصال خاصة، واعتذار هيكل عن إجراء مفاوضات سرية مع كيسنجر على أساس أن هدف التفاوض ليس واضحا أمامه، وأخيرا الإدارة السياسية لحرب أكتوبر، وكان هيكل يرى نتائج الحرب تضيع واحدة بعد الأخرى، وراح يكتب رأيه بشكل لا لبس فيه فى مجموعة مقالات جُمعت بعد ذلك فى كتاب "عند مفترق الطرق"، وبعدها كتب تحت عنوان "أسلوب التفاوض المصرى" أواخر ديسمبر 1973 مما أثار حفيظة السادات تجاهه.


موضوعات متعلقة..


- مصطفى حجازى ومحمود كبيش يصلان مسجد الحسين لتشييع جثمان "هيكل"

- عبد الحكيم عبد الناصر وعمرو الشوبكى يصلان مسجد الحسين لتشييع جثمان هيكل

- الإعلام الإيرانى ينعى هيكل وينشر صورا نادرة له مع الخمينى

- دار الإفتاء تنعى الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل

- ممدوح عباس ناعيا حسنين هيكل: "كان يعبر عن ضمير الشعب المصرى‎"

- الأمن تمنع دخول كاميرات الصحفيين والقنوات الفضائية لمسجد الحسين‎

- نبيل العربى ولميس الحديدى يصلان مسجد الحسين لتشيع جثمان حسنين هيكل‎

- معارك هيكل بين الصحافة والسياسة.. اشتبك مع مصطفى أمين وكشف عن وثائق تتهمه بالعمالة لأمريكا.. وخاض اشتباكًا صحفيًا مع موسى صبرى.. و"السادات" تحفظ عليه ضمن اعتقالات 1981.. وفجر قضية التوريث ضد مبارك

- جمال فهمى: هيكل يدفن بمصر الجديدة.. وننشر الصور الأولى للمقبرة

- عصام الأمير ينعى الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل

- الإعلام فقد هيكله.. مواقع التواصل تتشح بالسواد لرحيل محمد حسنين هيكل.. شخصيات عامة وإعلامية تنعيه.. خالد صلاح: اللهم اغفر له.. رامى رضوان: كان موسوعة تسير على قدمين.. ويؤكدون: مصر فقدت صندوقها الأسود

- حكمدار العاصمة يتفقد محيط مسجد الحسين‎

- بالفيديو..وصول جثمان "حسنين هيكل" لمسجد الحسين لصلاة الجنازة

- البرلمان ينعى رحيل "حسنين هيكل".. وكيل المجلس: مصر فقدت كاتباً عظيما لن يتكرر.. ووزير الإعلام الأسبق: كان يتنبأ بالمستقبل.. وفد من الإعلاميين البرلمانين يشاركون فى العزاء.. وبكرى: فقدنا قيمة إنسانية

- جابر عصفور : بموت "هيكل" فقدنا هرما آخر من أهرامات مصر

- بالصور.. جمال فهمى: "هيكل" سيبقى مرشدا ومعلما لنا

- ورحل أستاذ الصحافة.. الصحفيون ينعون "هيكل".. النقيب: مفكر وسياسى وقيمة وطنية كبيرة وقلمه وصل إلى العالمية.. سكينة فؤاد: لا يمكن أن نذكر الصحافة دونه.. أحمد النجار:الراحل هو الرمز الأعظم لمؤسسة الأهرام

- زويل ناعيا هيكل وغالى : مصر فقدت قامات فارقة فى تاريخها

- السيسى ينعى هيكل ويعزى أسرته وتلاميذه ومحبيه.. ويؤكد: مصر فقدت اليوم علمًا صحفيًا أسس مدرسة متميزة.. وأثرى الصحافة المصرية والعربية بكتاباته وتحليلاته السياسية.. وسيظل خير معلم لأجيال من الصحفيين

- بالصور.. جثمان هيكل يغادر منزله متجها لـ"الحسين"

- دار الكتب والوثائق تنعى " هيكل" وتصفه بأهم صحفى فى تاريخ الوطن العربى

- عبد الناصر وهيكل.. قصة الزعيم والمفكر.. الأستاذ تعرف على الرئيس الراحل خلال حرب فلسطين.. ونصح الضباط الأحرار بعدم الاستسلام لقرار الملك بحل ناديهم.. وقرار تعيينه وزيرًا سبب أول خلاف بينهما

- بالفيديو والصور..أول لقطات من أمام منزل “الأستاذ” بالدقى وسط تشديدات أمنية

- حفيدة هيكل: فقدنا كاتبا لن يتكرر فى التاريخ وكان يتابع حال البلد رغم مرضه

- عبد الحكيم عبد الناصر: هيكل مدرسة فى علم الصحافة والتاريخ والسياسة

- بالصور.. محمود سعد ومصطفى حجازى يصلان منزل هيكل لتقديم واجب العزاء

- انتشار لقوات الأمن بمحيط مسجد الحسين قبل وصول جثمان "هيكل"‎

- مكرم محمد أحمد: هيكل أدخل عنصر الشباب للأهرام وقفز بها للعالمية

- أحمد بهاء الدين عن هيكل: فك لغز عبد الناصر.. وراجع السادات فى قرارات كثيرة

- النائب أحمد بدوى: وفد برلمانى للمشاركة فى عزاء محمد حسنين هيكل










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة