الجامعة العربية تطلق العقد العربى لمنظمات المجتمع المدنى

الإثنين، 22 فبراير 2016 01:58 م
الجامعة العربية تطلق العقد العربى لمنظمات المجتمع المدنى نبيل العربى
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اخبار الجامعه العربيه



أطلقت الجامعة العربية اليوم العقد العربى لمنظمات المجتمع المدنى 2016- 2026، وذلك بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الانمائى، كما كرم الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى أعضاء الرباعى التونسى للحوار الوطنى الذى يضم (الاتحاد العام التونسى للشغل، والاتحاد التونسى للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، والهيئة الوطنية للمحامين التونسيين، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان) الفائز بجائزة نوبل للسلام تقديرا لمجهوداته فى رعاية الحوار رالوطنى فى تونس.

وأكد الدكتور نبيل العربى أهمية اطلاق العقد العربى لمنظمات المجتمع المدنى خاصة بعد تعاظم الدور الذى قام به المجتمع المدنى لتنمية المجتمعات العربية فى السنوات الاخيرة لافتا إلى أنه يحظى باهتمام الجامعة العربية نظرا لجهوده فى التصدى للعديد من الازمات التى تواجهها دول المنطقة وحقق الكثير من الانجازات المؤثرة فى حياة المجتمعات.

وقال العربى، أن حفل اليوم يجسد تقدير جامعة الدول العربية لهذا الدور الكبير ويعكس اعترافها بهذه الانجازات والمكتسبات معربا عن شكره للرباعى التونسى الحائز على جائزة نوبل للسلام لسنة 2015، موضحا أن الغاية منه كانت إنقاذ تونس الشقيقة من الانغماس فى الصراعات، وإثبات قدرة الشعب التونسى على الحوار الوطنى والانتقال السلمى والحضارى للسلطة، وكذلك إثبات قدرة الشركاء السياسيين على التشارك فى الحكم، ­ كتمثيل شرعى لجميع أطياف الشعب بغض النظر عن الانتماءات الطائفية أو الخلفيات السياسية وذلك ليثبت دور منظمات المجتمع المدنى فى تطبيق الديمقراطية فى تونس.

وأكد العربى فى كلمته أمام الاحتفالية، أن العمل التطوعى يعد تجسيدا عمليا لفكرة "التكافل الاجتماعى التى دعت إليها جميع الأديان السماوية عندما حثت الإنسان على التكافل والزكاة وعمل الخير، لهذا فان العمل التطوعى التنموى الذى تقوم به منظمات المجتمع المدنى فى مجتمعاتنا العربية هو أهم الوسائل المساعدة فى النهوض بهذه المجتمعات وتلبية احتياجاتها وتحقيق التنمية الحقيقية.

ووأوضح أن المجتمع المدنى كثيرا ما يأخذ المبادرات ويضع الخطط والبرامج التنموية الهادفة ليكون سباقا فى معالجة بعض مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية الهامة كالنهوض بالمرأة وأعمال الإغاثة والتعليم والتدريب والصحة وتقديم المساعدة للفقراء وذوى الاحتياجات الخاصة وخلق فرص عمل للشبا­ب ومحو الأمية وغيرها من الأنشطة والبرامج التى تسهم فى نهوض المجتمعات ورفعة وترقية أفرادها.

وأشار إلى اهتمام الجامعة المتزايد بالمجتمع المدنى من خلال عدد من المبادرات التى طرحتها الأمانة العامة فى عام 2002 من ضمنها استحداث منصب "مفوض الأمين العام للمجتمع المدني"، والذى تولاه عدد من أهم الشخصيات العربية، كما تجلى هذا الاهتمام من خلال حزمة من القرارات الصادرة عن القمم التنموية الاقتصادية والاجتماعية، فى دورتها الأولى (الكويـت: 2009) والثانية (شرم الشيخ: 2011) والثالثة (الريـاض: 2013)، والتى تدعو جميعها إلى تعزيز وتقوية دور المجتمع المدنى وتمكينه من لعب دور الشريك الفاعل للحكومات العربية بهدف تنمية وتطوير المجتمعات العربية، وكان آخر تلك القرارات هو قرار مجلس الجامعة على مستوى القمة التى عقدت فى شرم الشيخ فى مارس 2015 والذى أكد على ضرورة تعزيز وتفعيل دور منظمات المجتمع المدنى العربى.

وأكد العربى أن الأمانة العامة قامت بإعداد وثيقة العقد العربى لمنظمات المجتمع المدنى استكمالا للجهود الدولية الرامية إلى نموذج تنموى يقوم على أساس المقاربة الحقوقية وخطة عمل تقوم على مبدأ الشراكة الدولية، وعملت الجامعة العربية على بلورة وثيقة العقد العربى لمنظمات المجتمع المدنى 2016-2­026، والتى تقوم على جمع شركاء التنمية لتعزيز التماسك الاجتماعى وترجمة الجهود الدءوبة التى تبذلها الحكومات مع منظمات المجتمع المدنى فى تنمية المجتمعات العربية وقد تم اعتماد العقد من مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب الذى عقد فى شرم الشيخ فى ديسمبر 2015.

ويهدف العقد العربى لمنظمات المجتمع المدنى إلى تعزيز قدرات المجتمع المدنى ومشاركته الفاعلة مع الحكومات فى أهداف التنمية المستدامة 2030 مع التركيز على الأولويات العربية للتنمية عن طريق خلق بيئة مناسبة وبناء آليات تعاون ناجحة بين منظمات المجتمع المدنى والحكومات العربية والمنظمات الإقليمية والدولية بما يعمل على تعزيز وبناء قدرات منظمات المجتمع، مع التركيز على ممارسة القيم المدنية والديمقراطية الأساسية خلال فترة العقد مثل "التسامح والحوار والتشاور والثقة والتضامن، والمعاملة بالمثل".

وأكد العربى عزم الجامعة العربية على مواصلة الجهود والعمل الدؤوب مع مؤسسات المجتمع المدنى العربية لترسيخ وتعميق أسس الشراكة؛ والسير بها قُدماً نحو بناء شراكة إستراتيجية تحقق لبلداننا العربية تنمية مستدامة وتساهم فى حفظ الأمن والسلم فى الدول العربية.

من جانبه، اعتبر نجيب المنيف سفير تونس بالقاهرة ومندورها الدائم لدى الجامعة العربية أن تكريم الرباعى التونسى من قبل الجامعة العربية يشكل استكمالا للاعتراف الدولى بنجاح دوره فى اثراء التجربة التونسية لتدعيم الانتقال السياسى والسلمى والديمقراطى للسلطة بقيادة المنظمات الاربع المشاركة فى الحوار والتى نجحت فى انقاذ تونس من مسار كانت تتهدده العديد من المنزلقات والمخاطر من خلال رعاية هذه المنظمات لحوار وطنى توج بالتوصل لخارطة طريق أدت إلى تجاوز الأزمة السياسية وتجنب انجرار البلاد نحو مخاطر لا تحمد عقباها، كما هيأت لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ثم تواصل دورها فى مرافقة مختلف الاطراف السياسية لتشكيل الحكومة ودفع جهود التنمية وحل ا­لمشكلات الاجتماعية والاقتصادية.

من جهته، أكد حسين العباسى الأمين العام للاتحاد العام التونسى للشغل، أن تكريم الرباعى التونسى للحوار يعكس الدور الريادى لمنظمات المجتمع المدنى فى لدفع قدما بالتنمية وتعزيز المسار الديمقراطى وترسيخ التوعية الشعبية بالشرعية الدستورية القائمة.

وحذر العباسى من استمرار حالة الهشاشة فى العالم العربى والتى جعلته أكثر قابلية للتشرذم، كما جعلت التوصل لرأب الصدع مهمة فى غاية لصعوبة، منبها إلى مخاطر الإرهاب التى تجتاح المنطقة.
كما حذر العباسى من أجندات خارجية تحاك للعالم العربى من خارج حدوده وهو ما يتجسد فى أزمات سوريا وليبيا واليمن، فى ظل غياب عربى واضح عن مواجهة هذه المخططات والاجندات الأجنبية الخارجية.
بدورها، أكدت السيدة وداد بوشماوى رئيسة الاتحاد التونسى للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، أن حصول الرباعى التونسى على جائزة نوبل 2015 ينطوى على تثمين لتسامح التونسيين وإيمانهم بالحوار، موضحة أن العامل الأهم فى نجاح التجربة التونسية يكمن فى قوة المجتمع المدنى وعلاقاته مع مختلف الأطراف السياسية، مما مكن البلاد من تحقيق الانتقال السياسى السلمى.

وأضافت أن منظمات الحوار الأربع كانت فى الصف الأول فى التصدى للعنف والتطرف والتركيز على الحوار والتسامح والدعوة لتغليب المصلحة الوطنية لتكون صمام امان للمسار الديمقراطى، منوهة فى هذا الاطار بدور المرأة والشباب وأهمية توسيع المشاركة السياسية والاجتماعية لهم من أجل تحقيق التنمية المستدامة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة