لبنان يعيش صراع داخلى بين انتماءه "العربى والإقليمى".. بيروت تحاول تحقيق توازن بين البعدين وقع فى أزمة مع أشقائها العرب.. العزلة العربية ليست حلا وتنتزع البلد من محيطه العربى

الأربعاء، 24 فبراير 2016 10:48 م
لبنان يعيش صراع داخلى بين انتماءه "العربى والإقليمى".. بيروت تحاول تحقيق توازن بين البعدين وقع فى أزمة مع أشقائها العرب.. العزلة العربية ليست حلا وتنتزع البلد من محيطه العربى لبنان - صورة أرشيفية
تحليل تكتبه – إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعيش لبنان أزمة داخلية تنم عن صراع بين انتماء هذا البلد العربى بين أشقاءه وانتماءه الإقليمى بوقوعه على خط محور الممانعة بين سوريا وإيران، برز هذا الصراع جليا فى الأزمة السياسية الأخيرة بين المملكة العربية السعودية ولبنان إثر إيقاف المملكة مساعداتها لتسليح الجيش اللبنانى وقوة الأمن الداخلى اللبنانى والتى تقدر بإجمالى 4 مليارات دولار، نظرًا لما وصفته بـ"المواقف اللبنانية التى لا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين" بحسب المملكة.

عندما حاولت لبنان تحقيق معادلة التوازن بين البعدين العربى والإقليمى والنأى بالنفس لتجنيب بلاده التشرذم والانقسام الداخلى الذى عانى منه اختلت المعادلة ووقع لبنان فى أزمة مع أشقائه العرب، فعلى مدار السخمس سنوات الآخيرة عمل لبنان على انتهاج سياسة النأى بالنفس، وكانت آخرها امتناعه عن التصويت للقرار الذى أصدره وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم الطارئ فى القاهرة يناير الماضى حول دعم السعودية في مواجهة إيران على اثر الأزمة السياسية وقطع العلاقات بين الرياض وطهران، ودافع وزير الخارجية اللبنانى جبران باسيل عن قراره قائلا "لبنان أخذ قراره الحكومى فى الابتعاد عن هذه المشاكل واعتماد سياسة النأى بلبنان عن هذه الأزمات".

كذلك أخفق لبنان عندما حاول تحقيق التوازن الداخلى بين أنصار حزب الله اللبنانى المدعوم من إيران والمتغلغل فى الحياة السياسية اللبنانية وعلاقاته الخارجية باعتراضه وطلب إزالة البيان الذى ذكر حزب الله وربطه بأعمال إرهابية فى الجامعة العربية، ما أدى إلى شعور أشقاءه العرب بانسلاخه عن قضاياهم والتغريد وحده داخل بعده الاقليمى.

الاختلال فى المعادلة اللبنانية جعل لبنان فى عزلة بعد أن دخلت العلاقات بينها وبين المملكة السعودية إلى أزمة سياسية ، وسارعت الدول العربية فى مجلس التعاون الخليجى بتأييد قرارات المملكة العربية السعودية تجاه لبنان، بل وفرض "عقوبات" على هذا البلد، حيث حذرت الإمارات مواطنيها من السفر إلى بيروت إلا للضرورة القصوى وأخذ الحذر والحيطة ، ودعت جاليتها لمغادرتها وخفضت من مستوى تمثيلها الدبلوماسى، وتبعتها البحرين بدعوة مواطنيها لعدم السفر إلى لبنان وتوخى الحذر، والكويت دعت رعاياها إلى المغادرة.

تأتى العزلة العربية للبنان بينما يعيش لبنان أزمات داخلية تكاد تطيح باستقراره، أولها تصاعد أزمة اختيار رئيس للجمهورية خلفاً لميشال سليمان، حيث تعانى بيروت من فراغا رئاسيا لما يزيد على عامين لعدم توافق الفرقاء اللبنانيين، فضلا عن وقوعه مسرحا للصراعات الاقليمية بين الدول الكبرى وجواره السورى الذى أدى الى انعكاس الى الأزمة السورية على اداخل اللبنانى وتأثره بأزمة اللاجئين على الحدود، فكل هذه المعطيات الداخلية الى جانب التطور الإقليمى تعطى فرصة على طبق من ذهب لإيران للعب الدور العربى الذى بات شاغرا فى لبنان.

ويحاول قادة لبنان العقلاء العمل سريعا على رأب الصدع مع المحيط العربى حفاظا على امن واستقرار البلاد، إلا أن تلك المحاولات لم تؤتى ثمارها حتى الآن وفى المقابل فالعزلة العربية لم و لن تكون حلا لإعادة لبنان إلى محيطه العربى مجددا وتجديد مسار علاقاته بالأشقاء العرب، إذ على جامعة الدول العربية لعب دورها الحقيقى بين الدول الأعضاء ومحاولة التقريب بين الخليج وبيروت.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة