بالصور.. أهالى شمال سيناء يتحدون قوى الشر على أرضهم بأكبر عمل خيرى.. إنشاء مستشفى خيرى لعلاج الأورام.. والمشروع تحول لخطوات جادة بجهود 42 مؤسسا و15 متبرعا بأراض.. وإشهار مؤسسة ذات طابع خاص للرعاية

تحدى عدد من رموز وشباب شمال سيناء، الظروف التى تعيشها محافظتهم بالدعوة لإنشاء مستشفى خيرى لعلاج الأورام بالعريش، قائم على التبرعات لعلاج المصابين بمرض السرطان، الذين تزايدات أعدادهم خلال الفترة الأخيرة ومعاناة سفرهم من سيناء إلى القاهرة.

وتحول المشروع من حلم وفكرة إلى أمر واقع، ينتظر أن تطلق شرارته الأولى خلال أيام، بعد انتهاء الحصول على الموافقات الرسمية.

تحدى قوى الشر

ويحظى المشروع بدعم رسمى وشعبى وإجماع من أهالى محافظة شمال سيناء على إقامته وتحويله لهرم تنموى جديد على أرض شمال سيناء بإرادة شعبية معتبرين أن إقامة مستشفى للأورام بسيناء يخدم كل محافظات إقليم قناة السويس، ويتجاوز الحدود ليخدم المرضى من دول مجاورة وهو ركيزة تنموية جديدة على أرض تتكاتف قوى الشر عليها لتحولها لخراب.

بداية الحلم

وقال "عادل رستم" أحد القائمين على المشروع، وهو يشغل منصب كبير مذيعين فى إذاعة شمال سيناء المحلية، وصاحب أول دعوة لإقامة مستشفى الأورام، إن الفكرة بدأت بشكوى أحد أبناء شمال سيناء الذى يعالج والدته من مرض السرطان فى القاهرة، وكانت شكواه صرخة أنبتت فكرة بناء المستشفى بعد أن طالب على الملأ تدخل الجهات المسئولة والنواب لتسهيل مرور مرضى السرطان، وهم يتنقلون من سيناء إلى القاهرة لتلقى العلاج وكيف أن بعض الحالات لاتستطيع الانتظار على الطرق، وكانت الصرخة بمثابة جرس إنذار لنا لماذا لا تنشأ مستشفى لعلاج السرطان فى شمال سيناء، خصوصا أن عدد حالات المرضى فى تزايد، وبدأنا الدعوة للفكرة التى لقيت استجابة فورية من قطاع كبير من أهالى شمال سيناء.

جدية الاستجابة

أضاف "رستم"، أن الاستجابة لم تأخذ شكلا عاطفيا ولكن جدى من خلال استعدادت أهالى للتبرع بالأرض، ورجال أعمال للمساهمة المالية، وشركات مقاولات لتنفيذ أعمال إنشاءات، واستجابة من رجال أعمال بالقاهرة أعربوا عن استعدادهم لدعم المشروع ومن هنا كان لازما أن يتحول العمل لشكل مؤسسى يخدم بقوة المشروع، ووجدنا أن يتم ذلك من خلال مؤسسة أهلية خدمية ذات نفع عام، أطلقنا عليها اسم "مؤسسة حياة للتنمية والأعمال الإنسانية"، هذه المؤسسة تم تكوينها من 42 ما بين مجلس أمناء ومؤسسين مكون من رجال أعمال، ونواب، وإعلاميين وصحفيين، وأساتذة جامعات، وشباب، وغيرهم، وجار إنهاء إجراءات الإشهار، وفتح حساب بنكى بالمؤسسة خاص بالتبرع لبناء المستشفى.

الجهود الشعبية

وأوضح "ناصر الشوربجى" سفير النوايا الحسنة، وهو أحد أبناء مدينة العريش، القائمين على المشروع، أن المشروع يمثل نقطة ضوء فى ليل شمال سيناء، وهو يؤكد أننا فى سيناء لم نقف مكتوفى الأيدى ونحن أشد إصرارا على أن ندفع بالجهود الشعبية لتلتقى على المشروع الخيرى، لأنه يمثل أهم الاحتياجات الحالية.

15 قطعة أرض جاهزة

من جانبة قال "إسلام عروج"، أحد القائمين على المشروع وعضو مجلس "مؤسسة حياة"، إن 15 قطعة أرض جاهزة لتنفيذ المشروع عليها حال إشهار المؤسسة الراعية لها، وهذه الأراضى تبرع بها أصحابها لصالح بناء المستشفى، وأنه سيتم دراسة كل قطعة أرض ومدى مناسبتها لإنشاء المستشفى عليها.

أكبر عمل خيرى شعبى

وأضاف " ناصر عابد أبوعكر " من القائمين على المشروع، أن كافة المبشرات تشير إلى أن المشروع ناجح بإرادة أهالى سيناء، وتكاتف الجميع عليه، فالجميع سعداء ويريدون أن يساهموا حتى أن كثيرا من الاتصالات تلقيناها من رجال أعمال يتساءلون عن رقم الحساب للتبرع وأوضحنا للجميع أن رقم الحساب سيعلن حال إشهار المؤسسة الراعية له وهى مؤسسة حياة للتنمية واأصعمال الإنسانية التى تم تدشين مقر لها مناسب لإدارة أكبر عمل خيرى شعبى من نوعه ستشهده شمال سيناء.


وقال "مصطفى الحوص" أحد المتطوعين الذين قاموا بمعاينة أراضى المتبرعين للمشروع، إنهم تلقوا تبرعات من أهالى يمتلكون مساحات فى منطقة غرب العريش وهى المكان المناسب لإقامة المستشفى، نظرا لما تتمتع به من فضاء وخلو من العمران وقربها من ساحل البحر.

المتطوعون الشباب

وبدوره أشار "أحمد عادل" أحد منسقى عمل المتطوعين الشباب، إلى أنه فى الوقت الذى تسير فيه إجراءات إشهار المؤسسة، يعمل كخلية نحل فريق من المتطوعين الشباب على استقبال من يرغب فى التطوع من الشباب وتكوين متطوعين فى كافة مدن المحافظة من الشباب ودورهم رئيسى فى الترويج للعمل الخيرى والدعوة للتبرع وعمل البرامج الدعائية المناسبة.

وقال "إسلام عابد"، أحد الشباب المتطوعين، إن لدى شباب شمال سيناء حماسا غير عادى على نجاح المشروع فهو حلمهم وسط ظلام يعم كل أنحاء المحافظة، حلم أن يلتقوا على عمل خيرى ويتمنوا إنجازه وأنهم يعملون بلا انقطاع للدعوة لذلك وعملهم الحقيقى على الأرض ينتظرون إشارة البدء به حال فتح رقم الحساب والدعوة للتبرع.

جهود لا تتوقف

وقال "هشام الشعراوى" من القائمين على المشروع، إن جهودهم لا تتوقف، فهم يقومون بعمل قاعدة بيانات بكل المرضى المصابين بالسرطان فى المحافظة، والتنسيق مع الرموز المجتمعية والجهات الرسمية، والتنسيق لتنفيذ زيارت تبادل خبرة مع المستشفيات المماثلة فى القاهرة والمحافظات، وعمل ندوات توعية بمرض السرطان، واستقبال فريق من أطباء مستشفى السرطان بالقاهرة لتنفيذ برامج توعوية شاملة فى مختلف أنحاء المحافظة.


وأضاف أن الاهتمام بالجانب الإعلامى للمشروع من خلال استضافة الصحفيين والإعلاميين وتعريفهم بالمشروع، ودعوة المؤسسات الصحفية والفضائيات، لأن تتبنى رعاية انطلاقته، فضلا عن دعوة رؤساء التحرير وكبار الكتاب لإلقاء الضوء على هذه البادرة من أهالى سيناء وتحديهم لظروفهم فى مقالاتهم بما يعكس واقعا تعيشه سيناء، ودعوة رجال الدين بمختلف مواقعهم لمؤزرة المشروع والتأكيد على أهميته وأيضا رمزيته.


وقال إن أول فنانة وجهت الدعوة للجمهور لدعم المشروع هى الفنانة تيسير فهمى من خلال فيديو لها، وجار التواصل مع الفنانين، والمطربين ونجوم المجتمع، كما يعكف فريق من الفنانين بسيناء على تقديم أعمال تدعو للتكاتف حول المشروع ودعمه.

رسالة من سيناء

وبدورهما أكد كل من النائبين حسام الرفاعى وسلامة الرقيعى عضوى مجلس النواب واللذين يشاركان مجموعة العمل فى المشروع، أن الجميع فى شمال سيناء يتطلع لنجاحه ودعمه، وأن مسئوليته ليست بالهينة ولكن الإرادة تصعب من كل العقبات، وأوضحا أن المشروع بإرادة القائمين عليه وأهالى سيناء مجتمعين، هو رسالة أنه فى الوقت الذى تعانى فيه سيناء فإن فيها من يبحثون عن الحياة ويصرون عليها.