كوكب الشرق لم يشغلها شىء سوى وصولها للقمة، ووصلت إليها بل وتربعت عليها، لم تلتفت لمنافسة منيرة المهدية (السلطانة) أو فتحية أحمد أو من ظهروا معها، إذ استطاعت أن تأخذ من "السلطانة" محمد القصبجى ورياض السنباطى تميمة نجاحها بسهولة، وبدأت فى تكوين شخصيتها الغنائية.
ربما يكون موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب فقط، هو من عملت له الست «ألف حساب»، كونه المنافس الوحيد لها.. وفى عام 1927 كانت الحرب والمنافسة بينهما على أشدها هو يغنى وهى تغنى، هو يحيى حفلا كل أسبوع وكذلك هى، منافسة أم كلثوم لعبد الوهاب كان يعرفها الجميع واستخدمت الست فيها جميع أسلحتها لخطف الأغانى من عبد الوهاب، لتبقى فى القمة، فمثلا عندما كتب شاعر الشباب أحمد رامى «أغنية سهران لوحدى» خصيصا لمحمد عبد الوهاب ولحن جزءا كبيرا منها، ضغطت الست على رامى ليأخذها من عبد الوهاب وتغنيها هى ورضخ الشاعر للست بأمر الحب وأخذ الأغنية من صديقه وأعطاها لأم كلثوم التى كلفّت رياض السنباطى بتلحينها.. أيضا لحّن موسيقار الأجيال طقطوقة تقول كلماتها: "قال إيه حلف ما يكلمنيش.. ده بس كلام والفعل مافيش"، وطلب من الست غناءها لكنها رفضت، وقدمت مذهبها للموسيقار محمد القصبجى ولحنها وسجلتها الست فى شركة أسطوانات «جرامافون».
للست مواقف لا تعترف فيها بالعاطفة ولا الحب، فبعد عقد قرآنها بالموسيقار محمود الشريف، انهار محمد القصبجى من لوعة الحب، فالرجل الذى وضع قلبه وعقله ونفسه تحت إمرة «الست»، لم يكن يتخيل أن تكافئه ذات يوم بتجاهل عاطفته، حيث دفعه حبه لأم كلثوم أن يذهب يوميًا لمنزلها والبقاء أمامه مختفيًا من بعيد يراقب بقلب عاشق وعقلية طفل ماذا تفعل «الست»، وكيف تقضى يومها مع زوجها محمود الشريف، وأم كلثوم كانت على علم بما يفعله القصبجى.
وذات مرة خرجت «الست» مع محمود الشريف فى سيارتهما الخاصة لقضاء يوم خارج المنزل، واستأجر القصبجى «تاكسى أجرة» ليراقبهما من شدة الغيرة، وعندما رأته أم كلثوم يسير خلفهما قالت للشريف: «خلينا نلف شوارع مصر كلها، وهو ورانا علشان نحرق قلبه على الـ5 جنيهات اللى هيدفعها»، وظلت سيارة الست تجوب فى شوارع القاهرة، والقصبجى وراءها فى «التاكسى»، كما سرد تلك الواقعة الكاتب الكبير سعيد الشحات فى كتابه «أم كلثوم وحكام مصر».
وبعيدًا عن الحالة التى ألمت بالموسيقار محمد القصبجى، والشاعر أحمد رامى بعد زواج أم كلثوم، ظل الاثنان يتباريان فى حبها، ورحل القصبجى عام 1966 ولم يتبق منه على مسرح كوكب الشرق سوى «الكرسى» الذى كان يجلس عليه خلال العزف فى وصلاتها الغنائية.. هكذا كانت أم كلثوم بها شىء ما تخدعك ولا تخدعها بل تعشقها أكثر.
وعندما قررت مؤسسة السينما إنتاج فيلم يروى قصة حياة كوكب الشرق أم كلثوم، كلّفت الكاتب سعد الدين وهبة بكتابته، وجلس الكاتب مع شاعر الشباب أحمد رامى، قبل أن يلتقى بالست تمهيدا لكتابة القصة، وبعدها التقى وهبة بكوكب الشرق.. واشترطت أم كلثوم على سعد الدين وهبة أن يكون اللقاء فى الساعة الـ 5 مساء كل يوم، وكان هذا الموعد صعبا بالنسبة للكاتب الكبير الذى اعتاد فيه على النوم، لكن رضخ لطلب الست، وأصبح يجلس معها من الـ 5 وحتى الـ9 مساء. وفى اللقاء الأول وضع سعد الدين وهبة جهاز التسجيل أمام أم كلثوم لتبدأ حكى حكايتها مع الفن والحب والحياة، لكن الست فاجأته قائلة: «إيه الجهاز ده يا وهبة؟» فرد عليها الكاتب: «ده جهاز تسجيل يا ست بدلا من الكتابة» فقالت له: «أنا أريد أن أتحدث معك وليس مع قطعة حديدة»، وأبعد الكاتب جهاز التسجيل وأمسك بالورقة والقلم ليكتب ما تحكيه الست، لكنها رفضت أيضا وقالت: أريد أن أحكى لك وأنت تسمع ثم بعد ذلك أكتب ما تشاء، وقد كان.
رحلت أم كلثوم فى مثل هذا اليوم 3 فبراير، وبقيت أسطورة تتوارثها الأجيال.. واليوم يحتفى العالم العربى بذكرى رحيلها وسيظل هكذا إلى ما لا نهاية.
موضوعات متعلقة..
- فى ذكرى رحيلها.. أم كلثوم حصدت لقب "صاحبة العصمة" من داخل النادى الأهلى
- أم كلثوم.. كما أبدعت فى الغناء أبدعت فى تلاوة القرآن
عدد الردود 0
بواسطة:
Ashraf Ali
زمان يا حب
لحن جميل وصوت اجمل
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم الشريف
الله يرحمك يا ست الكل
عدد الردود 0
بواسطة:
mahmoud fathi
( عاشق للست ) انا منبهر ومش مصدق جبتوا الصور دى منين؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس مصري
عزيزي كاتب المقال ...........
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف
رجعتنا للزمن الجميل
الله عليك استاذ عباس رجعتنا للأيام الحلوه