نقلا عن العدد اليومى...
لا يخفى على أحد مدى الاهتمام المصرى بما يجرى فى ليبيا التى تمثل جزءًا من الأمن القومى المصرى، فضلًا على أهمية استقرار وتطور وتنمية الشعب الليبى الشقيق، وهو أمر يتجاوز الحاضر إلى التاريخ عندما كانت مصر دائمًا قبلة للمناضلين الليبيين ضد الاستعمار الإيطالى، وهناك عائلات وقبائل مشتركة بين غرب مصر وشرق ليبيا، فضلًا على علاقات نسب ومصاهرة جعلت الأمر مربوطًا بصلات الأرحام، وبالتالى فإن حرص مصر على مصالح الشعب الليبى يرتبط بصلة الدم بين الأشقاء، فضلًا على أهمية استقرار ليبيا أمنيًا، وتأثير ذلك على أمن مصر.
ولهذا فإن مصر كانت دائمًا تدفع نحو كل ما يوحد الشعب الليبيى ويحافظ على مصالحه، وتحذر من التدخلات الخارجية غير المحسوبة التى تضر بمصالح الليبيين، ورفضت مصر دائمًا أى تدخل خارجى فى ليبيا، ودعت إلى دعم الجيش الوطنى فى مواجهة الميليشيات الإرهابية.
ليبيا مثلًا ومنذ أربعة أعوام تحولت إلى مكان لتجميع التنظيمات المسلحة، ودعمها بالسلاح والعتاد، وغير خافٍ وجود أطراف إقليمية تدعم الإرهابيين فى ليبيا ممن انتشروا وواصلوا توسعهم، وكانوا يتلقون السلاح من البحر ومن أطراف مختلفة، لم تكن تركيا أو قطر بعيدتين عن الدعم المباشر وغير المباشر للميليشيات المسلحة فى سرت ومصراتة وبنغازى، ولكل طرف مصالح محددة فى دعم الإرهابيين فى ليبيا، بل وعرقلة تقدم أى مباحثات أو حوار ينتهى للاستقرار، لأن أطراف الدعم الواضحة للإرهاب تمثل مصالح أو أهدافًا لدول أكبر، وبالتالى فإنها تنفذ تعليمات أو أهدافًا للقوى الكبرى.
ولا ينفصل عن ذلك دور نفس الأطراف فى دعم «داعش» أو «النصرة»، والتحالف مع الإرهابيين للسيطرة على النفط، وأيضًا عرقلة أى اتفاقات يمكن أن توقف التفكيك الذى يمثل الهدف الرئيسى لهذه الدول، ولهذا فإن الاتصال بين ما يجرى فى سوريا وليبيا واضح، ولا ينفصل عن الهجمات الإرهابية فى تونس، والتى وقعت الأسبوع الماضى، ودفعت الرئيس التونسى لاتخاذ إجراءات بإغلاق الحدود، تزامنًا مع تحقيق الجيش الليبيى انتصارات على تنظيمات الإرهاب، وطرد مقاتليها من بنغازى.. نفس الدول التى تتلقى الهزيمة فى بنغازى هى التى تدعم الهجمات على تونس، وتدعم الصراع والفوضى فى سوريا، ولا تبتعد عن الإرهاب فى سيناء أو العمليات التى تنسب إلى بيت المقدس أو غيره من التنظيمات الإرهابية المتعددة التى لا تنفصل عن بقع الإرهاب من حولنا فى الأنفاق وغيرها، ومن هنا فإن مفهوم الأمن القومى المصرى هنا هو مواجهة الجهات أو الأنظمة الداعمة للإرهاب، ووقف مصادر التمويل والمساعدة والدعم اللوجستى، ولهذا فإن وقف تدفق الأسلحة من خارج ليبيا أسهم فى هزائم متلاحقة لـ«داعش» وتنظيمات الإرهاب، وهذا كله تم بمعرفة دول مختلفة، تعاونت لمتابعة التدفقات على الإرهابيين من جهات مختلفة.
أمريكا تدعو لتوجيه ضربات إلى «داعش» والإرهابيين فى ليبيا، بينما الأمم المتحدة ترفض فك حظر السلاح على الجيش، فى وقت يتم تمويل الإرهابيين، والحل بالفعل فى مساعدة الجيش والشعب الليبى القادر على هزيمة الإرهاب، بشرط وقف الدعم القادم من دول معروفة بمساندة الإرهاب.
موضوعات متعلقة:
ابن الدولة يكتب: الروشتة الدولية والحل المحلى.. تحسين أدوات الدعم يسهم فى مواجهة تداعيات الأزمات الاقتصادية..وإغلاق ثغرات الاقتصاد الموازى جزء من الحل
ابن الدولة يكتب: الأزمة الاقتصادية والمنطقة والعالم.. من الصعب النظر لما يجرى بمعزل عن أوروبا والنفط.. والحل يجب أن يتضمن حزمة متكاملة من الإجراءات.. نحتاج إجراءات بنكية وحكومية عاجلة لحل المشكلة
ابن الدولة يكتب: خلية اغتيال بركات مفتاح مهم فى فك ألغاز الإرهاب.. اعترافات المتهمين تكشف علاقات الإخوان و«بيت المقدس» وداعش وحماس وقناة الجزيرة..العناصر المشاركة فى تنفيذ الجريمة من معتصمى رابعة
ابن الدولة يكتب:الأمن والثقة والشكوك وخلط الأوراق.. محاسبة التجاوزات لا تمنع من الاعتراف بجهود وشهداء الداخلية بعيدا عن المديح أو التشكيك..ولا أحد فوق القانون
عدد الردود 0
بواسطة:
حائرة
بالذمة ده سؤال ؟!!!